لَكَ البُشْرَى ودُمْتَ قريرَ عَيْنِ | |
|
| بشأْوَيْ كوكَبَيْكَ النَّاقِبَيْنِ |
|
مليكَيْ حِمْيَرٍ نَشَآ وشَبَّا | |
|
| بتيجانِ السَّناءِ مُتَوَّجَيْنِ |
|
صَفِيَّي مَا نَمَتْ عُلْيَا مَعَدٍّ | |
|
| وسِبطَيْ يَعْرُبٍ فِي الذِّرْوَتَيْنِ |
|
وسَيْفَيْ عاتِقَيْكَ الصَّارِمَيْنِ | |
|
| وطودَيْ مفخَرَيْكَ الشامِخَيْنِ |
|
هُما للدينِ والدنيا مَحَلّاً | |
|
| سُوَيْدَاوَاهُما فِي المُقْلَتَيْنِ |
|
نَذَرْتَهُما لدينِ اللهِ نَصْراً | |
|
| فَقَدْ قاما لنَذْرِكَ وَافِيَيْنِ |
|
وَمَا زالا لَدَيْكَ ولَنْ يَزَالا | |
|
| بأَعباءِ الخلافَةِ ناهِضَيْنِ |
|
شَرَائِعُ كُنْتَ مُبْدِعَها وَكَانَا | |
|
| عَلَى مسعاكَ فِيهَا دائِبَيْنِ |
|
وقاما فِي سماءِ عُلاكَ نُوراً | |
|
| وإِشْرَاقاً مقامَ النَّيِّرَيْنِ |
|
فحاطَ الملكَ أَكْلأُ حائِطَيْنِ | |
|
| وحَلَّ الدينُ أَمنَعَ مَعْقِلَيْنِ |
|
بحاجِبِ شَمْسِ دَوْلَةِ عبدِ شَمْسٍ | |
|
| وسيفِ اللهِ منها فِي اليَدَيْنِ |
|
وناصِرِها الَّذِي ضَمِنَتْ ظُباهُ | |
|
| حِمى الثَّغْرَيْنِ منها الأَعْلَيَيْنِ |
|
غَذَوْتَهُما لِبانَ الحربِ حَتَّى | |
|
| تَرَكْتَهُما إِلَيْها آنِسَيْنِ |
|
وَمَا زالا رَضِيعَيْها عَوَاناً | |
|
| وبِكْراً ناشئَيْنِ ويافِعَيْنِ |
|
فما كَذَبَتْ ظنونُكَ يومَ جاءا | |
|
| إِلَى أَمَدِ المكارِمِ سابقَيْنِ |
|
ولا خابَتْ مُناكَ وَقَدْ أَنافا | |
|
| عَلَى رُتَبِ المعالي سامِيَيْنِ |
|
ولا نُسِيَتْ عهودُ الحارِثَيْنِ | |
|
| ولا ضَاعَتْ وصايا المُنْذِرَيْنِ |
|
ولا خَزِيَتْ مآثِرُ ذِي كَلاعٍ | |
|
| ولا أَخْوَتْ كواعِبُ ذِي رُعَيْنِ |
|
ولمَّا اسْتَصرَخَ الإِسلامُ طاعا | |
|
| إِلَى العاداتِ منكَ مُلَبِّيَيْنِ |
|
كما لَبَّيْتَهُ أَيَّامَ تلقَى | |
|
| سيوفَ عُداتِهِ بالرَّاحَتَيْنِ |
|
تراثٌ حزتَ مفخَرَهُ نِزاعاً | |
|
| إِلَى أَبناءِ عَمِّكَ فِي حُنَيْنِ |
|
وقدتَ زمامَهُ حِفْظاً ورَعْياً | |
|
| إِلَى سِبْطَيْ عُلاكَ الأَوَّلَيْنِ |
|
فيا عِزَّ الهُدى يومَ اسْتَقَلّا | |
|
| لحزبِ اللهِ غَيْرَ مُوَاكِلَيْنِ |
|
ويا خِزْيَ العدى لما استَتَمَّا | |
|
| إِلَيْهِمْ بالكتائِبِ قائِدَيْنِ |
|
وَقَدْ نَهَدَا بأَيمَنِ طائِرَيْنِ | |
|
| وَقَدْ طَلَعَا بأَسْعَدِ طالِعَيْنِ |
|
وَقَدْ جاءَتْ جُنودُ النصرِ زحفاً | |
|
| تلوذُ بظلِّ أَكرمِ رايتَيْنِ |
|
كتائِبُ مثل جُنحِ الليلِ تَبْأَى | |
|
| عَلَى بدرِ الظلامِ بِغُرَّتَيْنِ |
|
بكُلِّ مُقَضْقِضِ الأَقرانِ ماضٍ | |
|
| كَأَنَّ بثوبِهِ ذا لِبْدَتَيْنِ |
|
فتىً وَلَدَتْهُ أَطرافُ العَوَالِي | |
|
| ومُقْعِصَةُ المنايا تَوْأَمَيْنِ |
|
كَأَنَّ سِنَانَهُ شِيعيُّ بَغْيٍ | |
|
| تَقَحَّمَ ثائِراً بِدَمِ الحُسَيْنِ |
|
وكُلِّ أَصَمَّ عَرَّاصِ التَّثَنِّي | |
|
| وذِي شُطَبٍ رقيقِ الشَّفْرَتَيْنِ |
|
كَأَنَّهُما وليلُ الحربِ داجٍ | |
|
| سَنا بَرْقَيْنِ فِيهَا خاطِفَيْنِ |
|
أَمَا وسَناهُما يومَ اسْتَنارا | |
|
| بنورِ الأَبلَجَيْنِ الأَزهرينِ |
|
وراحَا بالمنايا فاسْتَباحا | |
|
| ديارَ لَمِيقُ غيرَ مُعَرِّدَيْنِ |
|
وَقَدْ جاشَتْ جُيوشُ الموتِ فِيهَا | |
|
| بأَهْوَلَ من توافي الأَيْهَمَيْنِ |
|
كَأَنَّ مَجَرَّةَ الأَفلاكِ حَفَّتْ | |
|
| بِهَا محفوفَةً بالشِّعْرَيَيْنِ |
|
وَقَدْ زُمَّتْ رِكابُ الشِّرْكِ منها | |
|
| إِلَى سَفَرٍ وَكَانَا الحادِيَيْنِ |
|
وناءا بالدماءِ عَلَى رُباها | |
|
| حَياً للدِّينِ نَوْءَ المِرْزَمَيْنِ |
|
لعزم موفَّقين مسدَّدَيْنِ | |
|
|
وَقَدْ خَسَفا كُرُنَّةَ بالعَوَالِي | |
|
| و بُوغَةَ بادِئَيْنِ وعائِدَيْنِ |
|
لقد زَجَرَ الهُدى يومَ استطارا | |
|
| إِلَى الأَعداءِ أَيْمَنَ سانِحَيْنِ |
|
وشامَ الكفرُ يومَ تَيَمَّمَاهُ | |
|
| بجندِ الحَقِّ أَشْأَمَ بارِقَيْنِ |
|
فتلكَ مصانِعُ الأَمنِ اسْتَحالَتْ | |
|
| مصارِعَ كُلِّ ذي خَتْرٍ ومَيْنِ |
|
لغاوٍ سَلَّ سيفَ النَّكْثُ فِيهَا | |
|
| كما نَعَبَ الغرابُ بيومِ بَيْنِ |
|
فأَضْحَتْ منه ثانِيَةً لِحَزْوى | |
|
| ووَلَّى ثالِثاً للقارِظَيْنِ |
|
تنادِيهِ المعاهِدُ لَيْتَ بَيْنِي | |
|
| وبينَكَ قَبْلُ بُعْدَ المَشْرِقَيْنِ |
|
لئِنْ وَجَدَتْهُ أَشْأَمَ من قُدارٍ | |
|
| لقد عَدِمَتْهُ أَخْيَبَ من حُنَيْنِ |
|
سَليبَ المُلْكِ مُنْبَتَّ الأَمانِي | |
|
| وفَقْدُ العِزِّ إِحْدى المِيتَتَيْنِ |
|
طريدَ الرَّوْعِ لَوْ حَسِبَ الزُّبانى | |
|
| تلاحِظُهُ لَغارَ مع البُطَيْنِ |
|
وكلُّ مُخادِعٍ لَكَ لم يُخَادِعْ | |
|
| حُسامَكَ منه حَسْمُ الأَخْدَعَيْنِ |
|
هَوَتْ بِهِمُ مَوَاطِئُ كُلِّ غَدْرٍ | |
|
| إِلَى أَخْزى موارِدِ كُلِّ حَيْنِ |
|
لسيفٍ لا تَقِي حَدَّاهُ نَفْساً | |
|
| تَرَاءى من وراءِ الصَّفْحَتَيْنِ |
|
فباءَ عِداكَ من خُلفِ الأَمانِي | |
|
| ومن فَقْدِ الحياةِ بِخَيْبَتَيْنِ |
|
فللإِشراكِ كِلْتا الخِزْيَتَيْنِ | |
|
| وللإِسلامِ إِحْدى الحُسْنَيَيْنِ |
|
مغانِمُ لا يُحيطُ بِهِنَّ إِلّا | |
|
| حسابُ الكاتِبَيْنِ الحافِظَيْنِ |
|
كَأَنَّ الأَرضَ جاءَتْنَا تَهادى | |
|
| بِوَجْرَةَ أَوْ بِشِعْبَيْ رَامَتَيْنِ |
|
بكُلِّ أَغَرَّ سامِي الطَّرْفِ غُلَّتْ | |
|
| يداهُ للإِسارِ بيارِقَيْنِ |
|
وأَغْيَدَ أَذْهَلَتْ سَيفاكَ عَنهُ | |
|
| هَرِيتَ الشِّدْقِ عَبْلَ السَّاعِدَيْنِ |
|
فيا سُمْرَ القَنا زَهْواً وفخراً | |
|
|
ويا قُضُبَ الحديدِ خَلاَكِ ذَمٌّ | |
|
| بما أَحْرَزْتِ من قَصَبِ اللُّجَيْنِ |
|
بطَعْنِ الأَكرَمَيْنِ الأَجْوَدَيْنِ | |
|
| وضربِ الأَمجَدَيْنِ الأَنْجَدَيْنِ |
|
فلِلَّهِ المنابِرُ يومَ تَبأَى | |
|
| بفتحٍ جاءَ يتلُو البُشْرَيَيْنِ |
|
لئِنْ كَانَ اسمُهُ فِي الأَرضِ فَتْحاً | |
|
| فَكُنْيَتُهُ تمامُ النِّعمتَيْنِ |
|
فتوحٌ عَمَّتِ الدنيا وذَلَّتْ | |
|
| لَهُنَّ رقابُ أَهلِ الخافِقَيْنِ |
|
وخَرَّ لَهَا الصليبُ بكلِّ أَرضٍ | |
|
| صريعاً للجبينِ ولِلْيَدَيْنِ |
|
مآثِرُ عامِرِيَّينِ اسْتَبَدَّا | |
|
| لساحاتِ المكارِمِ عامِرَيْنِ |
|
وهِمَّاتٌ تَنازَعُ سابِقاتٍ | |
|
| إِلَى ميراثِ مُلْكِ التُّبَّعَيْنِ |
|
هما شمسا مفارِقِ كلِّ فخْرٍ | |
|
| فَخَلِّ سَناهُما والمَغْرِبَيْنِ |
|
وبحرَا الجودِ ليثا كلِّ غابٍ | |
|
| فَكِلْ عَدْوَيْهِمَا بالعُدْوَتَيْنِ |
|
ويا قُطْبَ العُلا مُلِّيتَ نُعْمى | |
|
| تَمَلّاها بقُرْبِ الفَرْقَدَيْنِ |
|
فَقُرَّةُ أَعيُنِ الإِسلامِ أَلّا | |
|
| تزالَ بمَنْ وَلَدْتَ قَريرَ عَيْنِ |
|