تَبَلَّجَ عن إِشراقِ غُرَّتِكَ الصُّبْحُ | |
|
| وأَسفَرَ عن إِقدامِكَ النصرُ والفَتْحُ |
|
وقَرَّتْ عيونُ المسلمينَ بأَوْبَةٍ | |
|
| مصادِرُها عِزٌّ ومَوْرِدُها نُجْحُ |
|
كَأَنَّ شُعاعَ الشمسِ من نُورِ هَدْيها | |
|
| وعَرْفَ نسيمِ الروضِ من طِيبِها نَفْحُ |
|
ضَرَبْتَ بِحِزْبِ اللهِ فِي الأَرْضِ مُقْدِماً | |
|
| إِلَى مَتْجَرٍ جنَّاتُ عَدْنٍ لَهُ رِبْحُ |
|
فَضَعْضَعْتَ تيجانَ الضَّلالِ بوقْعَةٍ | |
|
| عَلَى الشِّرْكِ لا يُؤْسى لَهَا أَبداً جُرْحُ |
|
ورَوَّيْتَ من ماءِ الجَماجِمِ والطُّلى | |
|
| مُتونَ جِيادٍ شَفَّها الظَّمَأُ التَّرْحُ |
|
بوارِقَ مَا أَوْمَضْنَ عنكَ لِناكِثٍ | |
|
| فأَخْلَفَ من سُقْيا دَمٍ دِيمَةً تَسْحُو |
|
صفائِحَ أَعداها سناكَ فأَشْرَقَتْ | |
|
| وَلَمْ يَعْدُهُنَّ العفوُ منكَ ولا الصَّفْحُ |
|
وزُرقاً تَعالى لِلْعُداةِ كَأَنَّما | |
|
| تَطايَرَ من زَنْدِ المَنُونِ لَهَا قَدْحُ |
|
هَوَادٍ إِذَا جَلَّيْنَ عنكَ لِناكِثٍ | |
|
| فَحَتْمُ المنايا من لَواحِظِها لَمْحُ |
|
وسابِحَةٌ فِي البَرِّ والبَحْرِ لَمْ يَزَلْ | |
|
| بِبَأْسِكَ فِي بحرِ الدماءِ لَهَا سَبْحُ |
|
إِذا جَمْجَمَتْ يوماً بِهَا منكَ صَوْلَةٌ | |
|
| إِلَى الشِّرْكِ لَمْ يَمْلِكْ أَعِنَّتَها الكَبْحُ |
|
رفَعْتَ براياتِ الهُدى من صدورِها | |
|
| هوادِيَ أَدْنَى شَأْوِها الشَّدُّ والضَّبْحُ |
|
فما حَمَلَتْ خَطْباً إِلَى دارِ خالِعٍ | |
|
| وإِنْ عَزَّ إِلّا كَانَ أَيْسَرَهُ الفَدْحُ |
|
ولا وَطِئَتْ لِلْكُفْرِ أَرْضاً وإِنْ نَأَى | |
|
| بِهَا الغَوْلُ إِلّا مَسَّها مِنْهُمُ قَرْحُ |
|
فَكَمْ رَوَّعَتْ لِلْغَيِّ فِي عُقْرِ دارِهِ | |
|
| حِمىً لَمْ يُرَعْ من قَبْلِهِنَّ لَهُ سَرْحُ |
|
بكُلِّ حَمِيِّ الأَنْفِ دونَكَ لَم يَخِمْ | |
|
| بِهِ ساعِدٌ عَبْلٌ ولا صارِمٌ شَبْحُ |
|
تَحَلَّوا فَنَاطُوا بالْعَوَائِقِ فِي الوَغَى | |
|
| جيوباً كِراماً حَشْوُهُنَّ لَكَ النُّصْحُ |
|
وكم طَردُوا من تحتِ غيلٍ وغابَةٍ | |
|
| إِلَيْكَ أُسوداً مَا يُمَلُّ لَهَا ذَبْحُ |
|
وسِرْبِ مهاً أَخلى الهياجُ خدودَها | |
|
| فأَسفر عن أَحداقِها الضَّالُ والطَّلْحُ |
|
لَوَاهٍ عن الأَكفاءِ عِزَّاً وإِن تَقُلْ | |
|
| لَهَا بالقنا الخَطِّيِّ خِطْبٌ تَقُلْ نِكْحُ |
|
تركْنَ عميدَ الشِّرْكِ مَا بَيْنَ جفنِهِ | |
|
| وبَيْنَ غِرارِ النَّوْمِ عهدٌ ولا صُلْحُ |
|
يلوذ بِشُمِّ الراسياتِ وسَحْرُهُ | |
|
| من الطَّوْدِ شِعْبٌ للمُخاتِلِ أَوْ سَفْحُ |
|
وَمَا كَرَّ إِلّا نادِباً لمعاهِدٍ | |
|
| لَكَ الفَوَحُ الباقِي بِهَا وَلَهُ التَّرْحُ |
|
ويا رُبَّ عِلْقٍ لَمْ يَسُسْهُ مُوَفَّقٌ | |
|
| فَوَفَّرَهُ جودٌ وبَدَّدَهْ شُحُّ |
|
تركْتَ لعينَيْهِ مقاصِرَ عِزِّهِ | |
|
| وأَحْسَنُ مَا حَلَّيْتَ أَوْجُهَها القُبْحُ |
|
وأَوطأْتَ أَيدي الخيلِ بَيْضَةَ مُلْكِهِ | |
|
| فأَقْلَعْنَ لا قَيْضٌ هُناكَ ولا مُحُّ |
|
وإِنْ حَمَتِ الآجالُ بَعْضَ حُماتِهِ | |
|
| فإِنَّكَ فِي أَعجازِ ليلِهمُ صُبْحُ |
|
وأَنْتَ رَكزْتَ الملك فِي الأَرضِ مثلَما | |
|
| يُثَبِّتُ فِيهَا ذُو الجلالِ وَمَا يمحُو |
|
لقد كَدَحُوا نَكْثاً لعهدِكَ منهمُ | |
|
| فَخُيِّبَ ذَاكَ السَّعيُ وانقلبَ الكَدْحُ |
|
وأَمْسَوا وأَضْحَوا مُوجِفِينَ ببغيِهِمْ | |
|
| إِلَى نِقَمٍ أَمسَوْا لَهُنَّ وَلَمْ يُضْحُوا |
|
موارِدُ لا مرعى السيوفِ بِعُقْرِها | |
|
| جديبٌ ولا شُرْبُ الرِّماحِ بِهَا نَشْحُ |
|
سريتَ لَهُمْ بالخَيْلِ فِي ظِلِّ غَيْهَبٍ | |
|
| من الليلِ مَا يُطْوى عَلَيْكَ لَهُ كَشْحُ |
|
تقابَلَ فِيهِ البدرُ والبدرُ والقنا | |
|
| وزُهْرُ نجومِ الليلِ والجُنْحُ والجُنْحُ |
|
وسبطانِ من أَملاكِ يعرُبَ أَقْدَما | |
|
| بأَجنادِها كالنجمِ يَقْدُمُهُ النَّطْحُ |
|
سِراجانِ للإِسلامِ مَا طَلَعَا مَعاً | |
|
| عَلَى الخطبِ إِلّا بَشَّرَ اليُمْنُ والنُّجْحُ |
|
فهذا حسامٌ فِي يدِ الملك قاضِبٌ | |
|
| رَسُوبٌ وهذا فِي يمينِ الهُدى رُمْحُ |
|
هو الحاجِبُ المُحْتَلُّ من رُتَبِ العُلا | |
|
| بِحيثُ تناهى الفخرُ والحمدُ والمدحُ |
|
وأَنْفَسُ نفسٍ فِي الوَرى غيرَ أَنَّهُ | |
|
| إِذَا لَقِيَ الأَعداءَ فَهْوَ بِهَا سَمْحُ |
|
وصِنْوُ عُلاهُ ناصِرُ الدَّولَةِ الَّذِي | |
|
| يفوزُ لَهُ فِي كُلِّ مكرُمَةٍ قِدْحُ |
|
فتِلكَ الرُّبى من بَنْبِلُونَةَ والحِمى | |
|
| منَ الرَّاحِ مُسْوَدٌّ بأَرْجائِهِ الصُّبْحُ |
|
وبيعَةُ شَنْتَ اقْروجُ أَوْرَيْتَ فَوْقَها | |
|
| سَنا لَهَبٍ فِيهِ لَعَمْيائِها شَرْحُ |
|
وَكَانَ لَهَا الفِصْحُ الأَجَلُّ فأَصْبَحَتْ | |
|
| لنارِكَ فِصْحاً مَا لَهَا بَعْدَهُ فِصْحُ |
|
فلِلَّهِ عَيْنا من رأَى بِكَ صَرْحَها | |
|
| ومِنْ جاحِمِ النِّيرانِ فِي سَمْكِهِ صَرْحُ |
|
رفعتَ من الصُّلْبَانِ فِي عَرَصاتِها | |
|
| وقُوداً لَهُ فِي وَجْهِ رُومِيَّةٍ لَفْحُ |
|
وفَجَّرْتَ فِيهَا من دِماءِ حُماتِها | |
|
| بُحُوراً لَهَا فِي تاجِ مُلكِهِمُ نَضْحُ |
|
وأَشرعْتَ فِي أَرجائِها كُلَّ ثاقِبٍ | |
|
| لَهُ فِي شَغافِ القلبِ من قَيْصَرٍ جُرْحُ |
|
طوالِعَ من آفاقِ جيشٍ كَأَنَّهُ | |
|
| بِخَرْقِ المَلا كِسْفٌ من الليلِ أَوْ جُنْحُ |
|
يضِلُّ مدى الأَبصارِ فِي جَنَبَاتِهِ | |
|
| ويَحْسرُ عن غاياتِهِ الرِّيحُ والضِّحُّ |
|
فجوزيتَ عن سعيِ البِلادِ بأَنْعُمٍ | |
|
| ذخائِرُها فَوْزٌ وعاجِلُها فَتْحُ |
|
ووُفِّيتَ أَجْرَ الصابِرينَ مُضاعَفاً | |
|
| من الدينِ والدُّنيا لَكَ المَنُّ والمَنْحُ |
|
ومُلِّيتَ شهراً للصيامِ نَسَكْتَهُ | |
|
| بأَشْفاعِ غزو دأْبُها الضربُ والكَفْحُ |
|
ولا زَالَ عِزُّ النصرِ والفتحِ عامِداً | |
|
| لآيةِ مَا يَنْوِي وآيَةِ مَا يَنْحُو |
|