شِيمَا سَنا البارِقِ المنهلِّ فَالْتَمِحا | |
|
| أَيَّ السُّرى أَمَّ أَمْ أَيَّ البلادِ نَحا |
|
واسْتَخْبِرَا نَفَحاتِ الرِّيحِ هل سَبَكَتْ | |
|
| دُرّاً من التِّبْرِ أَوْ شابَتْ دُجىً بِضُحى |
|
أَمِ استهامَتْ هوادِي اللَّيْلِ فاقْتَبَسَتْ | |
|
| أَمْ هل تَضَلَّلَ حادِي المزنِ فَاقْتَدَحَا |
|
سارٍ كَأَنَّ اضطرامَ الشَّوْقِ أَقلقَهُ | |
|
| فليسَ يَرْقَأُ منه مدمَعٌ سَفَحا |
|
ومستهِلُّ حياً أَحْيا الوَرى غَدِقاً | |
|
| بَلْ طائرٌ بِتَباشِيرِ المُنى سَنَحا |
|
سناً تأَلَّقَ فِي دارٍ يُبَشِّرُنا | |
|
| دُنُوُّهُ بِتَلَقِّي شاحِطٍ نَزَحا |
|
هي السَّوَانِحُ للمنصورِ قَدْ نَطَقَتْ | |
|
| بقُرْبِهِ وخفاءُ الفأْلِ قَدْ بَرِحا |
|
لعلَّ قادِمَ بُشْرَاهُ يُخَبِّرُنا | |
|
| عن هاجِسٍ بأَمانِي النَّفْسِ قَدْ نَجَحَا |
|
برقٌ تهلَّلَ فِي المزنِ الهَتُونِ كَأَنْ | |
|
| من وجهِهِ ضاءَ أَوْ عَنْ كَفِّهِ سَمَحا |
|
والرِّيحُ تسحَبُ ذيلَ القطرِ فِي أَرَجٍ | |
|
| وَحْفٍ كَأَنَّ بِرَيَّا ذِكْرِهِ نَفَحا |
|
إِنَّ المَلا بجنودِ الأَرضِ قَدْ بَجَحَتْ | |
|
| والجَوُّ من رَهَجِ الفرسانِ قَدْ طَفَحا |
|
بكُلِّ مُعْتَنِقِ الأَقرانِ فِي كُرَبٍ | |
|
| لَوْ زُلْزِلَتْ قُنَنَ الأَطوادِ مَا بَرِحا |
|
شَرى من اللهِ نَفْساً حُزْتَ طاعَتها | |
|
| فأَحرزَ الدينَ والدنيا بِما رَبِحا |
|
كَأَنَّهُ فِي مجالِ الخيلِ لَيْثُ شرىً | |
|
| وعندَ مُزْدَحَمِ الفرسانِ قُطْبُ رَحى |
|
يكَادُ يشتَفُّ نفسَ القِرْنِ من طَرَبٍ | |
|
| إِذَا المهنَّدُ غَنَّاهُ بما اقْتَرَحا |
|
وسابِحِ الشَّأْوِ مَا أَقْحَمْتَ هادِيَهُ | |
|
| بحرَ المهالِكِ إِلّا غاضَ أَوْ سَبَحا |
|
طِرْفٍ تقودُ عِنانَ الطَّرْفِ غُرَّتُهُ | |
|
| إِذَا تعالى مُجِدّاً أَوْ وَنى مَرِحا |
|
وأَزْرَقٍ يتلظَّى فوقَ عامِلهِ | |
|
| شهابُ قَذْفٍ إِلَى العَيُّوقِ قَدْ طَمَحَا |
|
ومُرْهَفٍ يَتَثَنَّى شارِباً ثَمِلاً | |
|
| من طولِ مَا اغْتَبَقَ الأَرواحَ واصْطَبَحا |
|
هاتِيكَ أَجنحَةُ الراياتِ خافِقَةً | |
|
| إِلَى المُبارَكِ من جَوِّ العُلا جُنُحا |
|
وقلَّبَ الملكُ فِي الآفاقِ مُنْتَظِراً | |
|
| طَرْفاً إِلَى الغُرَّةِ العلياءِ مُلْتمحا |
|
والأَرضُ قَدْ لبسَتْ أَثوابَ زَهْرَتِها | |
|
| وقُلِّدَ الروضُ من أَزهارِهِ وُشُحا |
|
والأَيْكُ يهفُو بأَنفاسِ الصَّبا سَحَراً | |
|
| قَدْ هَبَّ مُسْتَنْطِقاً أَوْتارَهُ الفُصُحا |
|
يا مَنْ إِلَيْهِ استطارَ الشوقُ أَنْفُسَنا | |
|
| نَأْياً وآبَ فطارَتْ نَحْوَهُ فَرَحا |
|
مُلِّيتَ حاجِبَكَ الأَعْلى ودُمْتَ لَهُ | |
|
| وقُمْتَ بالشُّكْرِ فِيهِ للَّذِي مَنَحا |
|
نجمٌ أَنافَتْ عَلَى الدُّنيا رِياسَتُهُ | |
|
| ومَعْلَمٌ للهُدى والدينِ قَدْ وَضَحا |
|
سَلَلْتَهُ لِحِمى الإِسلامِ مُنْتَقِماً | |
|
| مِمَّنْ عَتا فِي سبيلِ اللهِ أَوْ جَمَحا |
|
مُتَوَّجاً بسناءِ المُلْكِ مُشْتَمِلاً | |
|
| بالحزمِ مُلتحِفاً بالبأْسِ مُتَّشِحا |
|
مُسْتَنْصِرَ اللهِ فِي الأَعداءِ مُنْتَصِراً | |
|
| لَهُ ومُستفتحاً باللهِ مُفْتَتِحا |
|
ملاذُنا من صروفِ الدهرِ إِن طَرَقَتْ | |
|
| دُهْماً ومفزَعُنا فِي الخطبِ إِن فَدَحا |
|
الشِّعْرُ أَجْدَرُ أَن يلقاهُ مُعْتَرِفاً | |
|
| بالعجزِ عَمَّا يُناوِي منه مُمْتدِحا |
|
والصُّحْفُ تَنْفَذُ والأَقلامُ عاجِزَةٌ | |
|
| عن خَطِّ مَا اجْتَثَّ من أَعدائِهِ وَمَحا |
|
فَعِشْ ودُمْ وابْقَ واملِكْ واقتَبِلْ نِعَماً | |
|
| واحلُلْ منيعاً من المكروهِ مُنْتَزِحا |
|
وقَرَّ عيناً بِسِبْطَيْ حِمْيَرٍ حِقَباً | |
|
| مُستوفِياً فيهما آمالَكَ الفُسُحا |
|