أهِلِّي قَدْ أنى لكِ أن تُهِلِّي | |
|
| إلى صَوبِ الغمامِ المُسْتَهِلِّ |
|
فَمُدِيّ طرفَ ناظرةٍ تَرَيْني | |
|
| تَمَكَّنَ مَغَرِسي فِيهِ وأصْلي |
|
سنا برقٍ تلألأَ عن ذِماِمِي | |
|
| وصوبُ حياً تجلَّى عن مَحَلِّي |
|
ودونَكِ مَبْركاً فِي فَيْءِ ظِلٍّ | |
|
| يُريكِ بأنَّهُ فَيئي وظِلِّي |
|
هُوَ الظِلُّ الَّذِي قارَعتِ عنهُ | |
|
| حَصى الرَّمضاءِ دامِيةَ الأظلِّ |
|
وهذا موعدُ الأَملِ المنادي | |
|
| سُراكِ سُرورُهُ ألّا تَمَلِّي |
|
ونورُ الفجرِ من إظلامِ لَيلٍ | |
|
| أضاءَ نجومَهُ لَكِ أن تَضِلِّي |
|
أوانَ يُفَتِّرُ الإِمساءُ جهدي | |
|
| فأطلُبُ فِي سنا الإصباحِ ذَحْلي |
|
ويَرْمَدُ فِي هجيرِ القيظِ جفني | |
|
| فأجعلُ من سوادِ الليلِ كُحْلي |
|
لكيما تعلَمي فِي أيِّ مأوىً | |
|
| من الملكِ الرفيعِ وضعتُ رَحْلي |
|
ويَصدُقَكِ العيانُ بأي حبلٍ | |
|
| من ابن العامِرِيِّ وصلتُ حبلي |
|
وحسبُكِ قولُهُ أهلاً وسهلاً | |
|
| بما جاوزتِ من حَزْنٍ وسَهلِ |
|
فسِيحي وارتَعِي كلَّاً إليه | |
|
| عَلَى ظَلَعِ الكلالِ حَمَلْتِ كَلِّي |
|
مدىً لكِ كانَ منكِ مَدى كريمٍ | |
|
| فَكوني منه فِي حِلٍّ وبلِّ |
|
وَقَدْ قَضَتِ المكارِمُ أن تَعزِّي | |
|
| كَمَا قَضَتِ المكارِهُ أن تَذِلِّي |
|
فَرَعياً فِي حمى مَلكٍ رَعاني | |
|
| فَحَلَّ قيودَ تَرْحَالي وحِلِّي |
|
مَدى عبد العزيز وأيُّ عِزٍّ | |
|
| أنَختُ إليه ذُلّاً فَوْقَ ذُلِّ |
|
فَعَوَّضَ منكِ فِي مثواه بِرِّي | |
|
| وأذْهَلَ عنكِ فِي مثواهُ نُزْلي |
|
وعن مَثَنى زِمامِكِ فِي يميني | |
|
| شَبا قَلمٍ عَلَى الدُّنيا مُطِلِّ |
|
يُملُّ عليه مؤتَمَنُ المعالي | |
|
| مساعيَهُ فيَستَملي ويُملي |
|
ويُسمِعُ فِي صريرِ الخطِّ منهُ | |
|
| خطاباً لا يُمَلُّ من المُمِلِّ |
|
لِجَدِّكَ كَانَ أوَّلُ سَعْدِ جَدِّي | |
|
| وأغْدَقُ بارِقٍ فِي جَوِّ مَحلي |
|
|
| وأخفى رائِشٍ بنَدَاهُ نَبْلي |
|
وصَيَّرَ مَا حَمى حَرَمِي حَراَماً | |
|
| عَلَى عَدْوِ الزمان المستحلِّ |
|
ووطَّأ فِي مكارِمِهِ مِهادِي | |
|
| وأعْلى فِي مراتِبِهِ مَحَلِّي |
|
وكم حَلَّى يَدِي من ذي عِنانِ | |
|
| ودَلَّ إلى يَدِي من ذاتِ دَلِّ |
|
فَحَقَّاً مَا تَرَكتُ عَلَيْهِ بَعْدي | |
|
| ثناءً أعْجَزَ المُثنِينَ قَبلي |
|
فأمطَرْتُ الورى رُطَباً جَنيّاً | |
|
| وَمَا سُقِيَتْ بغيرِ نداهُ نَخْلي |
|
وسَقَّيتُ النُهى أرْياً مَشَوراً | |
|
| وَمَا جَرَسَتْ سِوى نُعْمَاهُ نَحْلي |
|
هُوَ المَلِكُ الَّذِي لَمْ يُبقِ مِثلاً | |
|
| سِواكَ ولا لِنَظْمِ عُلاكَ مِثْلي |
|
ويَبْخَسُني الزمانُ ولو وَفى لي | |
|
| بِحَظّي لاشتكى جُهْدَ المُقِلِّ |
|
ولو أنِّي سلَلْتُ عَلَيْهِ سَيفاً | |
|
| تُقَلِّدُني لباءَ بِشِسْعِ نَعلي |
|
وكَمْ من شاهِدٍ عَدْلٍ عَلَيْهِ | |
|
| بظُلمِي لَوْ قَضى قاضٍ بِعَدْلِ |
|
ولو سَمِ جَدُّكَ المنصورُ أدعُو | |
|
| إِلَيْهِ لَمَ يَسُمْني سَوْمَ مَطْلِ |
|
وأنتَ ورِثْتَهُ طِفلاً ولكن | |
|
| رَجَحتَ عَلَى الرجالِ بِحلمِ كَهْلِ |
|
بما رَدَّاكَ من هَدْيٍ وبِرٍّ | |
|
| وَمَا حلّاكَ من قولٍ وفعلِ |
|
فَغَضَّ من البدورِ سنا هِلالٍ | |
|
| وهَدَّ من الليوثِ زئيرَ شِبلِ |
|
وأنتَ أمِينُهُ فِي كل سَعْيٍ | |
|
| سَقى نَهَلاً لِتُتْبِعَهُ بِعَلِّ |
|
محافِظُ عَهدِهِ فِي قَوْدِ جَيْشٍ | |
|
| بأعباءِ الوقائِعِ مُسْتقِلِّ |
|
وتالي شَأوِهِ فِي كلِّ فَخْرٍ | |
|
| وثاني سَعْيِهِ فِي كلِّ فَضْلِ |
|
وفَيْضُ يمينِهِ والحمدُ يَغْلُو | |
|
| ونورُ جبينهِ والحربُ تَغْلي |
|
بكُلِّ أغَرَّ فوقَ أغَرَّ يَصْلى | |
|
| جَحيم الحرب مُقْتَحِماً ويُصْلي |
|
يلوثُ الدِرْعَ منهُ بِليْثِ بأسٍ | |
|
| يصولُ عَلَى العِدى بأصمَّ صِلِّ |
|
وكلِّ عُقابِ شاهِقَةٍ تَجَلَّى | |
|
| أناسيُّ الحتوفِ لما تُجَلِّي |
|
بَرِيُّ السيفِ من دَهَشٍ وجُبْنٍ | |
|
| وحُرُّ الصدرِ من غَدرٍ وغلِّ |
|
وَمَا يُثنى السِنانُ بغيرِ قَصفٍ | |
|
| ولا حَدُّ الحُسامِ بغيرِ فَلِّ |
|
جَلوتَ لهُمْ معالِمَ ذَكَّرَتْهُمْ | |
|
| مَعالِمَ جَدِّكَ الملِكِ الأجلِّ |
|
سلكتَ سبيلَهُ هَدْياً بهديٍ | |
|
| وقمتَ مقامَهُ مِثْلاً بِمِثلِ |
|
وأخلَصْتَ الصَّلاةَ إلى المَصَلَّى | |
|
| فَبُورِكَ فِي المُصَلَّى والمُصَلِّي |
|
وَقَدْ خَفَقَتْ عليكَ بنودُ عِزٍّ | |
|
| عَلَتْ واللهُ أَعلاهَا ويُعلي |
|
كما خَفَقَتْ عَلَيَّ قلوبُ غِيدٍ | |
|
| أَمَرَّ لَهُنَّ دوني وَهوَ مُحلِ |
|
بما أثبَتَّ فِيهِ من يَقيني | |
|
| وَمَا حَقَّقْتَ فِيهِ من لَعَلِّي |
|
وما راعيتَ فِيهِ من ذِمامي | |
|
| وَمَا أدْنَيْتَ فِيهِ من مَحَلِّي |
|
فلا زِلْتَ المُفَدَّى والمُرَجَّى | |
|
| نَدَاهُ للغريبِ وللمُقِلِّ |
|
ونُوراً فِي الظلامِ لِمُستَنِيرٍ | |
|
| وظِلّاً في الهجيرِ لِمُسْتَظِلِّ |
|