أقْدَمتَ دونَ مَعالِم الإسلامِ | |
|
| فاقْدَمْ بخيرِ تحية وسَلامِ |
|
متقلِّداً سيفَ الغناءِ وفوْقَهُ | |
|
| حَليُ البهاءِ وحُلَّةُ الإعْظامِ |
|
سامٍ إلى مرآكَ أبصارُ الورى | |
|
| قَلقاً إليكَ مُبارَكُ الإكرامِ |
|
فوزاً بأسنى القِسمِ من مَلِكٍ حَوى | |
|
| من صِدْقِ سَعيِكَ أجزَلَ الأقْسامِ |
|
فَجَزَاكَ من كَرَمِ القُدومِ وفاءَ ما | |
|
| أبليتَهُ من صادِقِ الإقدامِ |
|
بمواقفٍ لكَ فِي الوغى سُمْنَ العِدى | |
|
| طَيْشَ العقولِ وزَلَّةَ الأقدامِ |
|
ومناقبٍ لولا دُنُوُّكَ للنَّدى | |
|
| لأرَتْكَ فِي جَوِّ السماءِ السَّامي |
|
رُتَباً رفَعْتَ ثناءها وسَناءَها | |
|
| بِشَبا الرِّماحِ وألسُنِ الأقلامِ |
|
وحمائِلٍ فِي طَيِّ مَا حَمَّلتَها | |
|
| ذُلَّ الضَّلالِ وعزَّةُ الإسلامِ |
|
للهِ منه صارمٌ لَكَ كُلَّما | |
|
| نَجَمَ الشِّقاقُ دَنا لَهُ بِصِرامِ |
|
نَكَصَتْ سيوفُ الغَي عنهُ وانْحَنَتْ | |
|
| فَهِيَ الأهِلَّةُ وَهْوَ بَدْرُ تَمامِ |
|
تَمَّتْ لَهُ وبهِ الرَّغائِبُ وانْجَلى | |
|
| منهنَّ ليلُ الظُّلمِ والإظلامِ |
|
سارٍ إلى الأعداءِ فِي سَنَنِ الدجى | |
|
| حَتَّى يُقِيلَ عَلَى مَقيلِ الهامِ |
|
فبه حَلَلْتَ بلادَ حِلِّكَ وانثنى | |
|
| حَرَمَاً عَلَى الغاوينَ كُلُّ حَرَامِ |
|
وحَكَمْتَ بالحقِّ المبينِ لأهلِهِ | |
|
| عَدلاً من الأقدارِ والأحكامِ |
|
أرضاً أنَرْتَ الحَقَّ فِي أعلامِها | |
|
| بخوافِقِ الرّايات والأعلامِ |
|
ومَطَرْتَ عاليَها صواعِقَ بارقٍ | |
|
| أغدَقْتها بسوابِغِ الإنعامِ |
|
سقياً لَهَا بِحَيا الحياةِ وكاشِفاً | |
|
| عنها غَرَامَ الغُرْمِ والإرْغامِ |
|
غادرتها للغدرِ دارَ إزالةٍ | |
|
| وأقمتَها للأمن دارَ مقامِ |
|
ونَظَمْتَ دُرَّ عُقودِها وعهودِها | |
|
| فِي سِلْكِ هَذَا المُلْكِ أيَّ نِظامِ |
|
وأقَمْتَ حَدَّ اللهِ فِيمَنْ ضامَها | |
|
| ضَرْباً بِحَدِّ الصارِمِ الصَّمْصامِ |
|
باغٍ أصابَ بِبَغْيهِ وبنكثِهِ | |
|
| نَفساً عليها يَتَّقي ويُحَامِي |
|
ولِئنْ خَتمْتَ عَلَيْهِ سِجنَكَ قاهِراً | |
|
| فَغَدَا وأمْسى منكَ رَهْنَ حِمامِ |
|
في بَطْنِ أمٍّ بَرَّةٍ لَقِحَتْ بِهِ | |
|
| يومَ الوغى من ذابِلٍ وحُسامِ |
|
فلقد تَمَخَّضَ عنه منكَ بروعَةٍ | |
|
| تُوفي فتُسْقطُهُ لِغَيرِ تمامِ |
|
ولقد نَدَبْتَ لِحَرْبِهِ فِي بَطْنِها | |
|
| قَرْعَ الظُنونِ ومُرْجِفَ الأوْهامِ |
|
ولَو اسْتَجَزْتَ لَهُ المَنامَ لَرَدَّهُ | |
|
| كي لا يَرى عينَيْكَ فِي الأحلامِ |
|
ولقد مَلأتَ عليهِ أجوَازَ المَلا | |
|
| برَوَابِضِ الآسادِ فِي الآجامِ |
|
مُتَرَبِّصينَ جَنى ثمارٍ قَدْ أنى | |
|
| منها إليكَ تَفَتُّحُ الأكمامِ |
|
فَابْشِرْ بِهَا من نِعْمَةٍ مشكورَةٍ | |
|
| فِي دَوْلَةٍ موصولَةٍ بِدَوَامِ |
|
وافْخَرْ فأنتَ لكلِّ مجدٍ مَفْخَرٌ | |
|
| واسْلَمْ فأنتَ ذخيرةُ الإِسْلامِ |
|
سعياً بِهِ أعْدَمْتَ مِثلَكَ فِي الورى | |
|
| فَحَوَيْتَ مفخر ذلِكَ الإعدامِ |
|
ولَئِنْ رَعَيْتَ الدِّينَ والدنيا فَما | |
|
| أَنْسَتْكَ رَعْيَ وسائِلي وذِمامي |
|
يومَ اطَّلعْتَ مشارِبي فرأيتَ فِي | |
|
| عُقْرِ الحِياضِ الوُفْرِ خِزْيَ مقامي |
|
وأنِسْتَ من نَظَري تَذَلُّلَ موقفي | |
|
| ووَجِسْتَ فِي الأَحشاء حَرَّ أُوامي |
|
ورأيتَ فِي أنيابِ عادِيَةِ العِدىْ | |
|
| لَحْمِي وظُفْرُ الظُلْمِ مِنِّي دامي |
|
وعَلِمْتَ إن أبْطَأَتَ عنّي أنَّني | |
|
| مِمَّا أُلاقِي لا أَشُدُّ حِزامي |
|
فَسَبَقْتَ خَشْيَةَ أن تَحينَ مَنِيَّتي | |
|
| وبَدَرْتَ خِيفَةَ أنْ يُحَمَّ حِمامي |
|
ونَكِرْتَ من جَوْرِ الحوادِثِ أنَّني | |
|
| ظامٍ وبَحْرُ الجودِ فَوْقِيَ طَامِ |
|
وحَرِجْتَ مِنِّي أن أهيمَ بغُلَّتي | |
|
| سُقماً وَفِي سُقْياكَ بُرْءُ سَقامي |
|
وبَصُرْتَ من خَلَلِ التَجمُّلِ خَلَّتي | |
|
| وفَهِمْتَ من صمتِ الحياءِ كلامي |
|
فَفَتقْتَ أنهارَ الجَدَا لحدائِقي | |
|
| ونَصَبْتَ أغراضَ المُنى لِسِهامي |
|
وفَتحْتَ نحوَ الماءِ ضِيقَ مَوَارِدِي | |
|
| وفَسَحْتَ فِي المَرْعى لِرَعْي سَوَامي |
|
وأنِفْتَ للآدابِ أنْ يَسْطُو بِهَا | |
|
| جَهْلُ الزَّمانِ وعَثْرَةُ الأيَّامِ |
|
رَحِماً من العِلْمِ اقتضى ليَ رَحْمَةً | |
|
| من واصِلِ الآمالِ والأرْحامِ |
|
فَلأَهْتِفَنَّ بحمدِها وثنائها | |
|
| وجزائها فِي مُعْرِقٍ وشَآمِي |
|
ولأَرْجُوَنْ بتمامِها من مُنْعِمٍ | |
|
| لا يَرْتَضِي النُّعْمى بغيرِ تمامِ |
|