يَومٌ تَضاحَكَ نورُهُ الوَضّاءُ |
لِلدَهرِ مِنهُ حُلَّةٌ سيَراءُ |
وَالبَحرُ وَالمَيثاءُ وَالحَسَنُ الرِضا |
لِلناظِرينَ ثَلاثَةٌ أَكفاءُ |
فَإِذا اِعتَبَرنا جودَهُ وَعُلاهُ لَم |
يَغرِب عَلَينا البَحرُ وَالمَيثاءُ |
وَاليَمُّ رَهوٌ إِذ رَآكَ كَأَنَّهُ |
قَد قَيَّدتَهُ دَهشَةٌ وَحَياءُ |
لَقِنَ الوَقارُ إِذ اِرتَقى مِن فَوقِهِ |
نَدبٌ أَشَمُّ وَهَضبَةٌ شَمّاءُ |
لاقى نَداهُ نَبتَها فَتَرى يَداً |
بَيضاءَ حَيثُ حَديقَةٌ خَضراءُ |
فَذٌّ تَغَرَّبَ في المَكارِمِ أَوحَداً |
فَتَأَنَّسَت في ظِلِّهِ الغَرباءُ |
يَدعو الوُفودَ إِلى صَنائِعِهِ الَّتي |
شَرُفَت فَشَأناهُ نَدى وَنِداءُ |
أَيّامُهُ مَصقولَةٌ أَظلالُها |
سَدِكَت بِها الأَضواءُ وَالأَنداءُ |
أَورَقنَ أَو أَشرَقنَ حَتّى إِنَّهُ |
تَجري الصِلادُ وَتُقبَسُ الظَلماءُ |
هَديٌ وَجودٌ وَهوَ مِثلُ النَجمِ عَن |
هُ تَحَدَّثُ الأَنواءُ وَالأَضواءُ |
أَعطى وَهَشَّ فَما لِنَشوَةِ جودِهِ |
صَحوٌ وَلا لِسَمائِهِ إِصحاءُ |
كَفلَ الوَرى فَلَهُ إِلى خَلّاتِهِم |
نَظَرٌ وَعَن زَلّاتِهِم إِغضاءُ |
آمالُهُم شَتّى لَدَيهِ تَخالَفَت |
وَقُلوبُهُم بِالحُبِّ فيهِ سَواءُ |
يا مَن أَنا وَمَديحُهُ وَنَوالُهُ |
أَلطَوقُ وَالتَغريدُ وَالوَرقاءُ |
بِكرٌ أَتَتكَ عَلى اِحتِشامٍ فَليَجِد |
مِنكَ القَبولَ العُذرُ وَالعَذراءُ |
تُجلى بِفَخرِكَ فَالسَماءُ مِنَصَّةٌ |
وَالشُهبُ حَليٌ وَالصَباحُ رِداءُ |
فَاسلَم وَكُلُّ الدَهرِ عِندَكَ مَوسِمٌ |
أَبَداً وَكُلُّ الشِعرِ فيكَ هَناءُ |
وَاِخلُد مُعافى الجِسمِ مَمدوحاً إِذا |
حُرِمَ الأَطِبَّةُ يُرزَقُ الشُعَراءُ |