1 |
|
... وفقدتَ يا وطني البكارهْ |
|
لم يكترثْ أحدٌ .. |
|
وسُجّلتِ الجريمةُ ضدَّ مجهولٍ ، |
|
وأُرخيتِ السّتارهْ |
|
نسيتْ قبائلُنا أظافرَها ، |
|
تشابهتِ الأنوثةُ والذكورةُ في وظائفِها ، |
|
تحوّلتِ الخيولُ إلى حجارهْ .. |
|
لم تبقَ للأمواسِ فائدةٌ .. |
|
ولا للقتلِ فائدةٌ .. |
|
فإنَّ اللحمَ قد فقدَ الإثارهْ .. |
|
|
|
2 |
|
دخلوا علينا .. |
|
كانَ عنترةُ يبيعُ حصانهُ بلفافتَيْ تبغٍ ، |
|
وقمصانٍ مشجَّرةٍ ، |
|
ومعجونٍ جديدٍ للحلاقةِ ، |
|
كانَ عنترةُ يبيعُ الجاهليّهْ .. |
|
دخلوا علينا .. |
|
كانَ إخوانُ القتيلةِ يشربونَ (الجِنَّ) بالليمونِ ، |
|
يصطافونَ في لُبنانَ ، |
|
يرتاحونَ في أسوانَ ، |
|
يبتاعونَ من (خانِ الخليليِّ) الخواتمَ .. |
|
والأساورَ .. |
|
والعيونَ الفاطميّهْ .. |
|
|
|
3 |
|
ما زالَ يكتبُ شعرهُ العُذريَّ ، قَيسٌ |
|
واليهودُ تسرّبوا لفراشِ ليلى العامريّهْ |
|
حتى كلابُ الحيِّ لم تنبحْ .. |
|
ولم تُطلَقْ على الزاني رصاصةُ بندقيّهْ |
|
" لا يسلمُ الشرفُ الرفيعُ " ! |
|
ونحنُ ضاجعنا الغزاةَ ثلاثَ مرّاتٍ .. |
|
وضيّعنا العفافَ ثلاثَ مرّاتٍ .. |
|
وشيّعنا المروءةَ بالمراسمِ ، والطقوسِ العسكريّهْ |
|
" لا يسلمُ الشرفُ الرفيعُ " ! |
|
ونحنُ غيّرنا شهادَتنا .. |
|
وأنكرنا علاقَتنا .. |
|
وأحرقنا ملفّاتِ القضيّهْ .. |
|
|
|
4 |
|
الشمسُ تشرقُ مرّةً أخرى .. |
|
وعُمّالُ النظافةِ يجمعونَ أصابعَ الموتى ، |
|
وألعابَ الصّغارْ |
|
الشمسُ تشرقُ مرّةً أخرى .. |
|
وذاكرةُ المدائنِ ، |
|
مثلُ ذاكرةِ البغايا والبحارْ |
|
الشمسُ تشرقُ مرّةً أخرى ، |
|
وتمتلئُ المقاهي مرّةً أخرى ، |
|
ويحتدمُ الحوارْ |
|
- إنَّ الجريمةَ عاطفيّهْ |
|
- إنَّ النساءَ جميعهنَّ مغامِراتٌ ، والشريعةُ |
|
عندنا ضدَّ الضحيّهْ .. |
|
- يا سادتي : إنَّ المخطّطَ كلَّهُ من صنعِ أمريكا، |
|
وبترولُ الخليجِ هو الأساسُ ، وكلُّ ما يبقى |
|
أمورٌ جانبيّهْ |
|
- ملعونةٌ أمُّ السياسةِ .. نحنُ نحبُّ أزنافورَ ، |
|
والوسكيَّ بالثلجِ المكسّرِ ، والعطورَ الأجنبيّهْ |
|
- إنَّ النساءَ بنصفِ عقلٍ ، والشريعةُ عندَنا ضدَّ الضحيّهْ |
|
|
|
5 |
|
العالمُ العربيُّ ، يبلعُ حبّةَ (البثِّ المباشرْ) .. |
|
(يا عيني عالصبر يا عيني عليهْ) |
|
والعالمُ العربيُّ يضحكُ لليهودِ القادمينَ إليه |
|
من تحتِ الأظافرْ .. |
|
|
|
6 |
|
يأتي حزيرانُ ويذهبُ .. |
|
والفرزدقُ يغرزُ السكّينَ في رئتَيْ جريرْ |
|
والعالمُ العربيُّ شطرنجٌ .. |
|
وأحجارٌ مبعثرةٌ .. |
|
وأوراقٌ تطيرْ .. |
|
والخيلُ عطشى ، |
|
والقبائلُ تُستجارُ ، فلا تُجيرْ .. |
|
(الناطقُ الرسميُّ يعلنُ أنهُ في السّاعةَ الأولى وخمس دقائق ، |
|
شربَ اليهودُ الشايَ في بيروتَ ، وارتاحوا قليلاً في فنادقها ، |
|
وعادوا للمراكبِ سالمينْ) |
|
|
|
- لا شيءَ مثلَ (الجنِّ) بالليمونِ .. في زمنِ الحروبِ |
|
- وأجملُ الأثداءِ ، في اللمسِ ، المليءُ المستديرْ .. |
|
|
|
(الناطقُ الرسميُّ يعلنُ أنّهم طافوا بأسواقِ المدينة ، |
|
واشتروا صُحفاً وتفّاحاً ، وكانوا يرقصونَ الجيركَ في حقدٍ ، |
|
ويغتالونَ كلَّ الراقصينْ) |
|
|
|
- إنَّ السّويدياتِ أحسنُ من يمارسنَ الهوى |
|
- والجنسُ في استوكهولمَ يُشربُ كالنبيذِ على الموائدْ .. |
|
- الجنسُ يُقرأُ في السّويدِ مع الجرائدْ |
|
|
|
(الناطقُ الرسميُّ يعلنُ في بلاغٍ لاحقٍ ، |
|
أنَّ اليهودَ تزوّجوا زوجاتِنا ، ومضوا بهنَّ .. فبالرفاهِ وبالبنينْ) |
|
|
|
7 |
|
العالمُ العربيُّ غانيةٌ .. |
|
تنامُ على وسادةِ ياسمينْ |
|
فالحربُ من تقديرِ ربِّ العالمينْ |
|
والسّلمُ من تقديرِ ربِّ العالمين ْ |
|
|
|
8 |
|
قرّرتُ يا وطني اغتيالَكَ بالسفَرْ |
|
وحجزتُ تذكرتي ، |
|
وودّعتُ السّنابلَ ، والجداولَ ، والشَّجرْ |
|
وأخذتُ في جيبي تصاويرَ الحقولِ ، |
|
أخذتُ إمضاءَ القمرْ |
|
وأخذتُ وجهَ حبيبتي |
|
وأخذتُ رائحةَ المطرْ .. |
|
قلبي عليكَ .. وأنتَ يا وطني تنامُ على حَجَرْ |
|
|
|
9 |
|
يا أيّها الوطنُ المسافرُ .. |
|
في الخطابةِ ، والقصائدِ ، والنصوصِ المسرحيّهْ |
|
يا أيّها الوطنُ المصوَّرُ .. |
|
في بطاقاتِ السّياحةِ ، والخرائطِ ، والأغاني المدرسيّهْ |
|
يا أيّها الوطنُ المحاصَرُ .. |
|
بينَ أسنانِ الخلافةِ ، والوراثةِ ، والأمارهْ |
|
وجميعِ أسماءِ التعجّبِ والإشارهْ |
|
يا أيّها الوطنُ ، الذي شعراؤهُ |
|
يضَعونَ - كي يُرضوا السّلاطينَ - |
|
الرموشَ المستعارهْ .. |
|
|
|
10 |
|
يا سيّدي الجمهورَ .. إنّي مستقيلْ |
|
إنَّ الروايةَ لا تُناسبني ، وأثوابي مرقّعةٌ ، |
|
ودَوري مستحيلْ .. |
|
لم يبقَ للإخراجِ فائدةٌ .. |
|
ولا لمكبّراتِ الصوتِ فائدةٌ .. |
|
ولا للشّعرِ فائدةٌ ، وأوزانِ الخليلْ |
|
يا سيّدي الجمهورَ .. سامحني .. |
|
إذا ضيّعتُ ذاكرتي ، وضيّعتُ الكتابةَ والأصابعْ |
|
ونسيتُ أسماءَ الشوارعْ .. |
|
إني قتلتُكَ ، أيّها الوطنُ الممدّدُ .. |
|
فوقَ أختامِ البريدِ .. وفوقَ أوراقِ الطوابعْ .. |
|
وذبحتُ خيلي المُضرباتِ عن الصهيلْ |
|
إنّي قتلتُكَ .. واكتشفتُ بأنني كنتُ القتيلْ |
|
يا سيّدي الجمهورَ .. سامحني |
|
فدَورُ مهرّجِ السّلطانِ .. دَورٌ مستحيلْ |