مَن مُنصِفي مِن سَقيمِ الطَرفِ ذي حورِ | |
|
| رَكِبتُ بَحرَ الهَوى فيهِ عَلى خَطَرِ |
|
ظَبيٌ لَهُ صورَةٌ في الحُسنِ قَد قُسِمَت | |
|
| بَينَ الكَثيبِ وَبَينَ الغُصنِ وَالقَمَرِ |
|
آلَت لَواحِظُهُ أَلّا يَعيشَ لَها | |
|
| قَلبٌ وَلَو أَنَّهُ في قَسوَةِ الحَجَرِ |
|
تَجَمَّعَت فيهِ أَشتاتُ الجَمالِ كَما | |
|
| لِلمَجدِ فيهِ نَظيماً كُلُّ مُنتَثِرِ |
|
يُضَرِّجُ السَيفَ في يَومِ الهَياجِ كَما | |
|
| يُدَرِّجُ اللَحظَ في خَدٍّ مِنَ الخَفَرِ |
|
كَرّاتُ عَينَيهِ في الأَعداءِ يَومَ وَغىً | |
|
| تَنوبُ عَنهُ بِفِعلِ البيضِ وَالسُمُرِ |
|
سُيوفُهُ وَالقَنا في الحَربِ فاتِكَةٌ | |
|
| كَفَتكِ مُقلَتِهِ في القَلبِ بِالنَظَرِ |
|
وَما آنتَشا كَأَبي العَبّاسِ في زَمَنٍ | |
|
| وَلا يُرى مِثلُهُ في غابِرِ العُمُرِ |
|
البَأسُ وَالجودُ في كَفَّيهِ قَد جُمِعا | |
|
| مِثلُ الحَديقَةِ بِالحِّياتِ وَالزَهَرِ |
|
هُوَ الغَمامُ يُرى رَحماً وَصاعِقَةً | |
|
| فَاِرجُ نَداهُ وَكُن مِنهُ عَلى حَذَرِ |
|
أَما دَرى السَيفُ أَن نيطَت حَمائِلُهُ | |
|
| مِنهُ عَلى ما اِزدَرى بِالصارِمِ الذِكرِ |
|
تَراهُ في مَوقِفٍ لِلمَوتِ طالَ بِهِ | |
|
| ذَيلُ المَنِيَةِ وَالأَعمارُ في قِصَرِ |
|
بَينَ الدِما وَصَليلِ الهِندِ تَحسِبُهُ | |
|
| أَقامَ يَرتاحُ بَينَ الكاسِ وَالوَتَرِ |
|
كَأَنَّ سُمرَ القَنا في كَفِّهِ قُضُبٌ | |
|
| تَلوحُ مِن فَوقِها الهاماتُ كَالثَمَرِ |
|
فَبَأسُهُ رَوَّعَ العِصيانَ مِنهُ كَما | |
|
| أَخلاقُهُ خُلِقَت مِن ناضِرِ الزَهَرِ |
|
تَاللَهِ لَو عابَهُ الحُسّادُ ما وَجَدوا | |
|
| عَيباً سِوى أَنَّهُ في خِلقَةِ البَشَرِ |
|
يا مَن لَهُ حَسَبٌ في المَكرُماتِ سَما | |
|
| مُقَدَّماً فَوقَ هامِ الأَنجُمِ الزُهُرِ |
|
بَقاءُ غُرِّ المَعالي أَن تَدومَ لَها | |
|
| فَدُم وَلازِلتَ مَعصوماً مِنَ الغيَرِ |
|