سَل في الظَلامِ أَخاكَ البَدرَ عَن سَهَري |
تَدري النُجومُ كَما يَدري الوَرى خَبري |
أَبيتُ أَهتِفُ بِالشَكوى وَأَشرَبُ مِن |
دَمعي وَأَنشَقُ رَيّا ذِكرَكَ العَطِرِ |
حَتّى يُخَيَّلَ أَنّي شارِبٌ ثَمِلٌ |
بَينَ الرِياضِ وَبَينَ الكَأسِ وَالوَتَرِ |
مَن لي بِهِ اِختَلَفَت فيهِ المِلاحَةُ إِذ |
أَومَت إِلى غَيرِهِ إيماءَ مُختَصِرِ |
مُعَطَّلٌ فَالحُلى مِنهُ مُحَلَّأَةٌ |
تَغنى الدَراري عَن التَقليدِ بِالدُرَرِ |
بِخَدِّهِ لِفُؤادي نِسبَةٌ عَجَبٌ |
كِلاهُما أَبَداً يَدمى مِنَ النَظَرِ |
وَخالُهُ نُقطَةٌ مِن غُنجِ مُقلَتِهِ |
أَتى بِها الحُسنُ مِن آياتِهِ الكُبَرِ |
جاءَت مِن العَينِ نَحوَ الخَدِّ زائِرَةً |
وَراقَها الوِردُ فَاِستَغنَت عَن الصَدَرِ |
بَعضُ المَحاسِنِ يَهوى بَعضَها طَرَباً |
تَأَمَّلوا كَيفَ هامَ الغُنجُ بِالحَوَرِ |
جَرى القَضاءُ بِأَن أَشقى عَلَيكَ وَقَد |
أُتيتَ سُؤلَكَ يا موسى عَلى قَدَرِ |
إِن تُقصِني فَنِفارٌ جاءَ مِن رَشاءِ |
أَو تُضنِني فَمُحاقٌ جاءَ مِن قَمَرِ |
قَد مِتُّ شَوقاً وَلَكِن أَدَّعي شَطَطاً |
أَنّي سَقيمٌ وَمَن لِلعُميِ بِالعَوَرِ |
سَأَقتَضي مِنكَ حَقّي في القِيامَةِ إِن |
كانَت نُجومُ السَما تُجزى عَنِ البَشَرِ |
أَنا الفَقيرُ إِلى نَيلٍ تَجودُ بِهِ |
لَو يُطرَد الفَقرُ بِالأَسجاعِ وَالفِقَرِ |
بَرَّزتُ في النَظمِ لَكِنّي أُقَصِّرُ عَن |
شِعرٍ أُعاتِبُ فيهِ اللَيلَ بِالقِصَرِ |