تَنازَعُني الآمالُ كَهلاً وَيافِعاً | |
|
| وَيُسعِدُني التَعليلُ لَو كانَ نافِعاً |
|
وَما اِعتَنَقَ العَليا سِوى مُفرَدٍ سَرى | |
|
| لِهَولِ الفَلا وَالشَوقِ وَالسَوقِ رابِعاً |
|
رَأى عَزَماتِ الشَوقِ قَد نَزَعَت بِهِ | |
|
| فَساعَدَ في اللَهِ النَوى وَالنَوازِعا |
|
وَرَكبٍ دَعَتهُم نَحوَ يَثرِبَ نِيَّةٌ | |
|
| فَما وَجَدَت إِلاّ مُطيعاً وَسامِعا |
|
يُسابِقُ وَخدَ العيسِ ماءُ شُؤونِهِم | |
|
| فَيُفنونَ بِالشَوقِ المَدى وَالمَدامِعا |
|
إِذا اِنعَطَفوا أَو رَجَّعوا الذِكرَ خِلتَهُم | |
|
| غُصوناً لِدناً أَو حَماماً سَواجِعا |
|
تُضيءُ مِنَ التَقوى حَنايا صُدورِهِم | |
|
| وَقَد لَبِسوا اللَيلَ البَهيمَ مَدارِعا |
|
تَلاقى عَلى وادي اليَقينِ قُلوبُهُم | |
|
| خَوافِقَ يُذكِرنَ القَطا وَالمَشارِعا |
|
قُلوبٌ عَرَفنَ الحَقَّ فَهيَ قَدِ اِنطَوَت | |
|
| عَلَيها جُنوبٌ ما عَرَفنَ المَضاجِعا |
|
تَكادُ مُناجاةُ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ | |
|
| تَنِمُّ بِها مِسكاً عَلى الشَمِّ ذائِعا |
|
تَخالُهُمُ النَبتَ الهَشيمَ تَغَيُّراً | |
|
| وَقَد فَتَقوا رَوضاً مِنَ الذِكرِ يانِعا |
|
سَقى دَمعُهُم غَرسَ الأَسى في ثَرى الجَوى | |
|
| فَأَنبَتَ أَزهارَ الشُجونِ الفَواقِعا |
|
فَذاقوا لُبانَ الصِدقِ مَحضاً لِعِزِّهِم | |
|
| وَحَرَّمَ تَفريطي عَلَيَّ المَراضِعا |
|
خُذوا القَلبَ يا رَكبَ الحِجازِ فَإِنَّني | |
|
| أَرى الجِسمَ في أَسرِ العَلائِقِ قابِعا |
|
وَلا تُرجِعوهُ إِن قَفَلتُم فَإِنَّما | |
|
| أَمانَتُكُم أَلاّ تَرُدّوا الوَدائِعا |
|
مَعَ الجَمَراتِ اِرموهُ يا قَومُ إِنَّهُ | |
|
| حَصاةٌ تَلَقَّت مِن يَدِ الشَوقِ صادِعا |
|
وَحَطّوا رَجائي في رَجا زَمزَمَ الصَفا | |
|
| وَخَلّوا المُنى تَجمَع غَليلاً وَناقِعا |
|
تَخَلَّصَ أَقوامٌ وَأَسلَمَني الهَوى | |
|
| إِلى عُلَقٍ سَدَّت عَلَيَّ المَطامِعا |
|
هُمُ دَخَلوا بابَ القَبولِ بِقَرعِهِم | |
|
| وَحَسبِيَ أَن أَبقى لِسِنِّيَ قارِعا |
|
وَوَاللَهِ ما لي في الدُخولِ وَسيلَةٌ | |
|
| تُرَجّى وَلَكِن أَعرِفُ البابَ واسِعا |
|
أَيَنفَكُّ عَزمي عَن قُيودٍ ثَقيلَةٍ | |
|
| أَيَمحو الهَوى عَن طينَةِ القَلبِ طابِعا |
|
وَتُسعِفُ لَيتٌ في قَضاءِ لُبانَتي | |
|
| وَتَترُكُ سَوفٌ فِعلَ عَزمي المُضارِعا |
|
إِذا شَرَّقَ الإِرشادُ خابَت بَصيرَتي | |
|
| كَما بَعَثَت شَمسٌ سَراباً مُخادِعا |
|
فَلا الزَجرُ يَنهاني وَإِن كانَ مُرهِباً | |
|
| وَلا النُصحُ يَثنيني وَإِن كانَ ناصِعا |
|
بَنَيتَ بِناءَ الحَرفِ خامَرَ طَبعَهُ | |
|
| فَصارَ لِتَأثيرِ العَوامِلِ مانِعا |
|
بَلَغتَ نِصابَ الأَربَعينَ فَزَكَها | |
|
| بِفِعلٍ تُرى فيهِ مُنيباً وَرابِعا |
|
وَبادِر بَوادي السَمِّ إِن كُنتَ راقِياً | |
|
| وَعاجِل رُقوعَ الفَتقِ إِن كُنتَ راقِعا |
|
فَما اِشتَبَهَت طُرقُ النَجاةِ وَإِنَّما | |
|
| رَكِبتَ إِلَيها مِن يَقينِكَ ظالِعا |
|