لِلَّهِ سِرُّ جَمالٍ أَنتَ مَوضِعُهُ |
وَالسِرُّ حَيثُ يَشاءُ اللَهُ يودِعُهُ |
مَن كانَ يُنكِرُ أَنَّ الخَلقَ جُمِّعَ في |
شَخصٍ فَفيكَ بَيانٌ لَيسَ يَدفَعُهُ |
فَمِنكَ في كُلِّ عَينٍ ما تَقَرُّ بِهِ |
وَمِنكَ في كُلِّ جَأشٍ ما يُرَوِّعُهُ |
إِذا اِنطَوى لَكَ قَلبٌ فَوقَ مَوجِدَةٍ |
تَبَرَّأَت مِنهُ أَو عادَتهُ أَضلُعُهُ |
لِلناسِ إِن رَكِبوا نَهجَ الفَخارِ بُنَيّ |
اتِ الطَريقِ وَلِاِبنِ الجَدِّ مَهيَعُهُ |
ما صُوِّرَت لِسِوى التَنويلِ راحَتُهُ |
وَلا لِغَيرِ اِستِماعِ الحَمدِ مَهيَعُهُ |
وَجهٌ يُضيءُ وَيُمنى سَيبُها غَدِقٌ |
كَالبَدرِ وافَقَ فَيضَ النيلِ مَطلِعُهُ |
كَالغَيثِ لَكِنَّهُ رَيٌّ بِلا شَرَقٍ |
وَالغَيثُ قَد يُشرِقُ الوُرّادَ مَشرَعُهُ |
كَالطَلِّ لَكِن يُرَدّى النورَ لابِسُهُ |
وَالظِلِّ لا يَقبَلُ الأَنوارَ مَوقِعُهُ |
بِفِكرِهِ مِن مَصيفٍ شَبَّ لَفحَتُهُ |
وَكَفِّهِ مِن رَبيعٍ رَبَّ مَربَعُهُ |
زادَت وَزارَتُهُ إِذ ثُنِّيَت شَرَفاً |
مُزَوَّجُ الدُرِّ أَبهاهُ وَأَبدَعُهُ |
إِحداهُما صارِمٌ مِن فَوقَ عاتِقِهِ |
وَأُختُها عَلَمٌ في الكَفِّ يَرفَعُهُ |
أَو هُدبُ حُلَّتِهِ في السِلمِ يَلبَسُها |
وَهَذِهِ في الوَغى سَردٌ يُدَرَّعُهُ |
أَو تِلكَ مِغفَرُ عِزٍّ فَوقَ مَفرِقِهِ |
وَتِلكَ تاجٌ مَعاليهِ تُرَصِّعُهُ |
مَن عَزمُهُ لِصُدوعِ الحَقِّ يَجبِرُها |
وَرَأيُهُ لِظَلامِ الشَكِّ يَصدَعُهُ |
فَذاكَ بابٌ إِلى الإِرشادِ يَشرَعُهُ |
وَذا سِنانٌ إِلى الإِلحادِ يُشرِعُهُ |
كَم ماكِرٍ بَطَلَت عَن ذاكَ خُدعَتُهُ |
وَذي عُتُوٍّ بِهَذا لانَ أَخدَعُهُ |
وَكَم مَكانٍ مِنَ العَلياءِ يَفرَعُهُ |
بِذا وَكَم نَظَرٍ عَن ذا يُفَرِّعُهُ |
فَإِن رَمى قَرطَسَت بِالسَهمِ نَزعَتُهُ |
وَإِن رَأى صادَفَ التَوفيقَ مَنزِعُهُ |
تَنبو المَضاجِعُ عَنهُ فىِ الدُجى سَهَراً |
لِيَطمَئِنَّ بِجَنبِ الدينِ مَضجِعُهُ |
فَلا الكَثيرُ مِنَ الدُنيا يُشاغِلُهُ |
وَلا الكَفافُ مِنَ العَلياءِ يُقنِعُهُ |
لَطابَ نَفسُ أَميرِ المُؤمِنينَ وَلَم |
يَدَع لِصَوتِ الهُدى الداعي تَوَرُّعُهُ |
لَمّا تَحَرَّكَ يَأجوجُ النِفاقِ بَنى |
لَهُ سَدادُكَ سَدّاً لا يُضَعضِعُهُ |
لَو أَعرَبَت طاعَةٌ عَن طائِعٍ شَهِدَت |
بِأَنَّها لَكَ طَوقٌ لَيسَ تَخلَعُهُ |
وَلَو تُشَقُّ عَنِ المَنصورِ تُربَتُهُ |
أَثنى عَلَيكَ لِعَهدٍ لا تُضَيِّعُهُ |
حَفِظتَ لِلحافِظِ المَرحومِ سيرَتَهُ |
وَالأَصلُ إِن طابَ طابَت عَنهُ أَفرُعُهُ |
رَجاجَةٌ عَصَتِ الغاوينَ نَبعَتُها |
وَنائِلٌ طاوَعَ العافينَ مَنبَعُهُ |
شَيَّدتَ عَهدَكَ فَالتَقوى دَعائِمُهُ |
وَاِشتَقَّ مِنهُ بِناءٌ ظَلتَ تَصنَعُهُ |
فَالعَهدُ أَكرَمُ مَنوِيٍّ وَأَوثَقُهُ |
وَالدارُ أَسعَدُ مَبنِيٍّ وَأَرفَعُهُ |
أَنتَ الَّذي أُسِّسَت بِالصِدقِ بَيعَتُهُ |
كَمِثلِ ما أُسِّسَت بِاليُمنِ أَربُعُهُ |
ما بِالبِناءِ اِضطِرارٌ أَن تُحَسِّنَهُ |
سُكناكَ يَملَأَهُ حُسناً وَيوسِعُهُ |
مَنازِلُ البَدرِ لا تَحتاجُ تَحلِيَةً |
فَغُرَّةُُ البَدرِ فيها الحَليُ أَجمَعُهُ |
أَمّا الفَعالُ فَما تَأتيهِ أَشرَفُهُ |
أَوِ الكَلامُ فَشِعري فيكَ أَبدَعُهُ |
تَبَرَّعَ النَظمُ في يِحيى وَطاوَعَني |
وَمِن بَراعَةِ مَمدوحي تَبَرُّعُهُ |
راجيكَ مُستَشعِرٌ حَربَ الخُطوبِ وَما |
غَيرُ الخَطابَةِ وَالأَشعارِ مَفزَعُهُ |
لَو قادَ مِن فَقرِهِ قَولاً يُفَقِّرُهُ |
أَو لَو يُشَجِّعُهُ لَفظٌ يُسَجِّعُهُ |
وَشيمَةُ الزَمَنِ المَذمومِ تُؤيِسُهُ |
وَعادَةُ السَيِّدِ المَحمودِ تُطمِعُهُ |
أَيُسلِمُ المَجدُ آمالي إِلى قَلَمٍ |
تَنهَلُّ لي رَحمَةً في الطِرسِ أَدمُعُهُ |
صادٍ حَكى شَقَّهُ ضيقاً وَريقَتَهُ |
لَوناً كَذا الإِلفِ حالُ الإِلفِ تَتبَعُهُ |
إِلَيكَ مَرجِعُ تَأميلي فَكَيفَ تَرى |
تَخييبَهُ وَلِأَوفى الناسِ مَرجِعُهُ |
عَلَّقتُ أَمداحَكَ الحُسنى عَلى أُذُني |
تَمائِماً مِن جُنونِ العُدمِ تَمنَعُهُ |