عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > شبلي شميل > فُؤادك ما بينَ المنيّةِ والمُنى

لبنان

مشاهدة
928

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

فُؤادك ما بينَ المنيّةِ والمُنى

فُؤادك ما بينَ المنيّةِ والمُنى
يسائل أَم ما في حِجاك مِنَ الظّما
إِذا ما تَرامى العَقل يَجلو حقائقاً
شَكا القلب إنّ الغبن في ذلك الجلا
وَما الغبنُ إلّا أَن يرى القلب هائماً
وَتَخفى عَلى العقلِ الحقائقُ في الدنى
لَقد قلت إنّ الدينَ ضربةُ لازبٍ
وَجزءٌ منَ الوجدانِ في أعمقِ الحَشا
وإنّا إِذا لم نَعبد اللَه ربّنا
عَبدنا ولو إِلّاً أَقَمناه مِن صوى
فَلولا منَ النفسِ السجينةِ بارقٌ
يمزّق سجفَ الجسمِ ما كانَ ذا الصبا
وَلو أنتَ أَعملت الرويّةَ لا الهوى
لأَدركتَ أَنّ الدّين لا صوتَ بَل صَدى
صدى حبّنا البقيا لهولِ حقيقةٍ
وَزلفى ذَلفنا للّذي يَحفظ البقا
وَماذا عزاءُ المرءِ مِن بعدِ موتهِ
إِذا حبّهُ للذّاتِ لَم يدفعِ الأذى
وأنّي لع دفعِ القضاء محتماً
فَلم يبق إلّا باِسم الوهمِ مرتجى
هو الحبّ إِكسير الوجود بلا مرا
ولولاه ما كان الوجود كما ترى
فكلّ الّذي تَلقاه في الكون سرّه
وَهاديهِ في أفعالهِ كَيفما نحا
هو الحيّ مولوداً هو الميت فانياً
هو النّجم قَد أَسرى هو الصبح والدجى
هو الكلّ في كلّ معيداً ومبدياً
وَما نَحن إِلّا فيه مِن صورِ الفنا
وَليسَ فناءً ما نَراه وإِنّما
هو العود للأولى هو البعث للألى
قَضوا فَحيينا واِنقَضينا بِعَودنا
إِلَيهم وَغير الكلّ لَيس له البقا
وما الحبّ من أدنى فأعلى إِلى الرجا
فَما فوق إلّا الشوق في كبدِ السهى
تَرقى بِنا حتّى النّهى وَهو دونها
كَما في نيوبِ اللّيثِ أَو في حشى الصّفا
حببنا الّذي فينا حببنا رَجاءنا
حَببنا الّذي نرجو كحبٍّ لمقتنى
وَهِمنا به في الأرض طوراً وتارةً
صَبونا إلى ملك وطوراً إلى السما
عَبدنا بهِ ربّاً مثيباً معاقباً
ويقضي ولا ردّ ويقضي كما يشا
رَجَوناه رحماناً أردناه عادلاً
خشيناه جبّاراً كملكٍ إذا عتا
دَعونا إليه الناس بالحلمِ وَالتقى
دَعوناهم بالنار والسيفِ في القلى
فإِن كانَ هَذا الميل هدي نُفوسنا
رُوَيدك إِنّ الكائنات به سوا
فَأَين مَكان النفس فيها منَ القوى
وَأَينَ نَبيّ العالمين إلى الهدى
وَإِن كان كالوجدان غير مفارق
فَلِم لا نَراه في جميع بني الورى
وَوجداننا هَل أَنت أَلفَيت أَنّه
يَقومُ بِغيرِ الجسمِ إِن حلّ ما اِستوى
أَلم تر أنّا فيه تحت طوارئ
تعدّد فيها أو نعدّ له الرقى
إِذا ما منينا بِالحقائقِ مرّة
فَهَل في التمنّي خَير ما يُبلغُ المنى
نُقيمُ بهِ مِن حائِلِ الوهمِ مَعقلاً
وَكَم ذا نُلاقي إِن نَشَأ دكّه عنّا
نرى المرءَ في رشدٍ إِلى أفقِ دينه
هُناكَ يَغيب الرشد والصوب والنهى
ولوعُ الفتى فيهِ ولوعٌ بعادةٍ
تَرسّخت الأجيال فيعا على المدى
ولكنّها العادات مَهما تَضاءلت
فَناموسها الرجعى وناموسنا الرجا
لَئِن كانَ في الأديان ردعٌ لجاهل
فَكَم قَد جنى جانٍ علينا بها بغى
وَإِن كانَ فيها من عزاءٍ لبائسٍ
ولكنّها لا تقنع العقل والحجى
وَإن يَك للإِنسانِ قسطٌ مؤجّلٌ
فهلّا هدى هادٍ بِغيرِ الّذي هدى
إذا كان مخلوقاً كما شاء ربّه
فماذا جنى غير الّذي هدى
وَإن قلت مَخلوق وحرٌّ مهدّدٌ
فَهذا مَقالٌ لست أفهمه أنا
شبلي شميل
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الاثنين 2006/02/20 06:42:36 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com