أذوت سَمُومُ النَّوى ريحَانَة الأمَلِ |
فَاسكُبب حَيَا الدَّمعِ في أجفانِها الذُّبُلِ |
وفي الرَّكَائِبِ مَن قَد طال مَا انفَردت |
بِِهِ حَشَاك عَنِ الأحداجِ والكِلَلِ |
ظَبيٌ يَصِيدُ بِألحَاظٍ بِهَا مَرضٌ |
قَلب الكَمِيّ ولا يُصطَادُ بِالحِيَلِ |
يَقُولُ أشرِب حَشَاك اليَأس وارض بهِ |
فَاليَأسُ أشفَى مِن السَّلسَالِ لِلغُلَلِ |
لا نلت قربي والهِجران فِي قَرنٍ |
ضِدٌّ بِضِدّ كَجَمعِ القُطنِ بِالشُّعَلِ |
فَقُلتُ كَفُّ أبِي عثمان قد جَمَعَت |
بَينَ الرَّدى والنَّدا والصَّابِ والعَسَلِ |
إن شِمتَ بَارِقَهُ أو شِمت صارِمَهُ |
فَاقدُم عَلَى الغَيثِ أو فَاقدُم على الأجَلِ |
أغرّيَكتُمُ مِن جُودِ عَوارِفَهُ |
ويُشهِرُ الِيض بأساً شُهرة المَثَلِ |
فَيُشهِرُ الحَمدُ مَا أخفَاهُ من مِنَنٍ |
ويَكتُمُ الضَّربُ بِيض الهِندِ في القُلَلِ |
يأوِي لِعَليَاهُ مَحمِيٌّ ومُضطَهَدٌ |
كَالماء فِيهِ وُرُودُ اللَّيثِ والحَمَلِ |
ويَشتَهِي نَيلَهُ مُثرٍ وَذُو عَدَمٍ |
كَالرَّاحِ تَحسُنُ للِصَّاحِي وَللِثَّمِلِ |
ذُ عَزمَةٍ كَالتِمَاعِ البَرقِ واَقِدَةٍ |
تَجِيءُ مِن نَصرِهِ بِالعَارِضِ الهَطِلِ |
أمنٌ لِذِي حَذَرٍ بُرءٌ لِذِي سَقَمٍ |
بِشرٌ لِمُكتَئِبٍ سَلوَى لِمُهتَبِلِ |
يَخِفُّ بِشراً إذا انهَلَّت أنامِلُهُ |
وَالسُّحبُ تُوصَفُ إذ تَنهَلّ بِالثِّقَلِ |
لِجَدّهِ أثَرٌ فِي كُلّ مُبتَعِدٍ |
لَو كَانَ يَدرِي بِهِ الخَطِّيُّ لَم يَطُلِ |
لَولاَ السُّعُودُ الَّتِي نِيطَت بِهِمَّتِهِ |
لَكُنتُ أنسُبُهَا بُعداً إلَى زُحلٍ |
ألمِم بهِ تُلفِ رُوحَ البِشرِ في أحُدٍ |
وَالعَدلَ فِي أسَدٍ وَالنَّاسَ فِي رَجُلِ |
زَيَّنتَ مُلكَكَ إذ زَانَتكَ بَهجَتُهُ |
وَبَعضُ حُليِ الوَرَى شَاكٍ مِنَ العَطَلِ |
أنشَأتَ مِن ذَابِلِ العِيدَانِ ذَا ثَمَرٍ |
بِعَاجلِ النَّصرِ لاَ زَهرَ الرُّبَى الخَضِل |
يُزهَى بِهِ المَاءُ نَجلاً مُنجباً وَلَهُ |
إلَى الغَوَادِي انتسابٌ غَيرُ مُنتَحلِ |
وَعَى عَنِ الطَّيرِ لمّا كَانَ يَألَفُهُ |
غَضَّا فَطَارَ حَدِيثاً فِعلَ مُمتَثِلِ |
تَصُوغُهُ الرّيح سهماً لا يطيش إذا |
صَاغَت مِنَ المَاءِ سَردا محكم العَمَلِ |
إذا جَرَت خَلفَهُ الأروَاحُ تفهم من |
تَرجِيعِهَا أنَّهَا أنفَاسُ ذِي كَلَلِ |
خَدّ تَردَّى احمِرَارَ الصَّبغِ عَن خَفَرٍ |
جَفن تَحَلَّى سَوادَ القَارِ عَن كَحَلِ |
سَوَادُهُ إثمِدٌ يَشفِي العُيُونَ إذَا |
أعشَى سَنَا الهِندِ فِيهِ رَانِيَ المُقَلِ |
لَم أدر لَولاَهُ زِنجِيَّا قَد اتَّضَحَت |
عَلى دُجَى وَجنَتَيهِ خَمرَةُ الخَجَلِ |
وَألحَفُوهُ بَيَاضَ الشَّحمِ فَوقَهُمَا |
فَجَاء كَالخَمرِ تَلوِيناً وَلَم يَحُلِ |
احمَرَّ مَوقِدُهُ وَابيَضَّ خَامِدُهُ |
وَاسوَدَّ مَا كَانَ مِنهُ غَيرَ مُشتَعِلِ |
يَبغِي الأعَادِي غُرَاباً بِالحمَامِ وَقَد |
يَنقَضُّ صَقراً بِحَيثُ الرُّومُ كَالحَجَلِ |
كأنَّمَا خَصرُهُ إثرَ الطَّرِيدِ بِهِ |
رَقصٌ عَلَى نَغَماتِ الِيضِ وَالأسَلِ |
أفعَالَ مُعتَمَدٍ سَوَّى النَّجَاحُ لَهُ |
فِي حَالَةِ الرَّأيِ بَينَ الرَّيثِ وَالعَجَلِ |
يَا مَن تُتَيِّمُنِي أوصَافُهُ فَلِذَا |
يُرَى لمَدحِيَ فِيهش رِقَّةُ الغَزَلِ |
لَكَ الثَّنَاءُ فَإن يُذكَر سِوَاكَ بِهِ |
يَوماً فَكَالرَّابعِ المَعدُودِ فِي البَدَلِ |
أريدُ إذنَكَ في وُشكِ الرَّحِيلِ وَإن |
لَم يَرضَ جُودُكَ عَن تَشيِيعِ مُرتَحِلِ |
فَإن أفَارِقكَ دَوحاً فِيهِ قَد سَجَعَت |
وَرقَاءُ حَمدِيَ بِالأبكَأرِ وَالأصُلِ |
فَفَوقَ عِطفِي وَفي أنفِي لَهُ وَيَدِي |
جَنيٌ وَعَرف وَظِلُّ غَيرُ مُنتَقِلِ |
أو ذُقتُ بَعدَكَ مُرَّا كَالعِتَابِ وَقَد |
جَنَيتُ مِنكَ لَهُ أحلَى مِنَ القُبَلُ |
أحلّ قَيدَ عَن جَنَابِكُمُ |
لَكِن رَجَائِي بهِ فِي أوثَقِ العُقُل |
وَمًا أقُولُ أغُضُّ الطَّرفَ بَعدَكُمُ |
حَتَّى أرَاكُم بِهِ كالشَّمسِ في الحَمَلِ |
فَمُذ أفَارِقُ شَمسَ الفَضلِ كَيفَ أرى |
وَنَاظِرِي فِي ظَلاَمٍ غَيرَ مُنفَصِلِ |
نَفسِي لَدَيك إذا ودَّعتُ زَاهِقَةٌ |
فَهَب لِيَ اليومَ نَفساً فِي هِبَاتِكَ لِي |