إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
في انتظارِ المساءِ الخُرافيِّ |
ترسُو مراكبنَا البابليّةُ |
خفَّاقةَ الأشرِعَةْ |
وريحٌ مُحمَّلةٌ بالضجيجِ |
تُديرُ نُجومَ المجرّةِ حولَ |
ضِفافِ الخليجِ |
وتعبثُ بالصوتِ والماءِ والأمتعَةْ |
*** |
سماءٌ مُلبّدةٌ بالغبارِ |
وليلٌ يسوقُ فلولَ النهارِ |
ويُفرِغُ من عَصَبِ الضوءِ |
كأسَ الهوى المُترعَةْ |
*** |
وجوهٌ لها قسماتُ المُحِبِّينَ |
تَبْعثُ مِن رحمِ الكونِ برَّاقةً |
كاللآلِئِ |
ينجابُ من حولها الغيمُ |
والليلُ والأقنعَةْ |
*** |
كقامةِ عُملاقِ |
تَمتدُّ هذي المفازة لاهثةً |
شوقها يعبرُ الحلمَ |
يَفْجأ صمت المسافاتِ |
والأمد السرمديّ |
عشقُهَا |
يَمْتطِي فرحَ الأمسياتِ |
وحزن الوطنْ |
ومن حولها يتألَّقُ وجهُ |
الفراغِ |
ورائحة الشمسِ والطينِ |
تنشقّ عنها جراح المدينةِ |
هنا أيُّها الزمن المتسرّبل بالوهمِ |
تأتي البراعم مُثقلةً بالسؤالِ |
وتولدُ كلّ الرياحينِ |
مصبوغةً بدماء الطفولةِ |
والموتِ |
مشبوبةً بغرام الطقوسْ |
وتبقى عروس الرمالِ |
الجميلةِ |
نحتاً بديعاً من العاجِ |
والأبنوسْ |
*** |
مساءً |
مساءً |
تضاءُ القناديل في الردهاتِ |
وحول قباب المدائنِ |
والوجد يختزل الأزمنةْ |
مساءً |
تمرّ السحابةُ |
ينهمر الأفق اللازورديّ |
نوراً |
وناراً |
وماءْ |
وبحراً من الظمأ المتوهّج، |
نحسو بقاياه |
حينما يصدر عنه الرُّعاءْ |
وحين يقول هجير المفازةِ |
يا للسماءْ |
ويا للربيع الجريءِ |
الذي كان فيما مضى |
هاجس الأنبياءْ |