عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > سورية > محمود محمد أسد > بطاقات للأم

سورية

مشاهدة
1042

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

بطاقات للأم

بطاقات للأمّ
لأمٍّ ستُنْجب مِنْ دفترِ العشقِ
نخلاً و جيلاً أصيلا..
يُطاولُ قاماتِ قرنٍ
تضخَّمَ بالقولِ و الغدرِ
حتَّى النخاعِ..
ستُنْجِبُ طفلاً نقيَّاً
كفجر بلادي
يردِّدُ كلَّ صباحٍ:
صباحَ الحياةِ
صباحَ الجهادِ
ويمضي بعيداً لوقفِ الدماءِ..
***
لأمٍّ تصدُّ سيولَ الدموعِ،
وتوقفها عند بابِ الظلامِ
لتصنَعَ منها قناديلَ حبٍّ
بساتينَ نورٍ
لكلِّ الشبابِ
تعيشُ على كسرةِ الخبزِ
حتى يعودَ النهارُ المسافرْ.
لَوَتْ مِعْصَمَ الموتِ و الحقدِ
أزكتْ رياحَ المحبَّةْ.
تبارِكُ زرْعي،
تصبُّ عليه الجداوِلَ،
تسعى لجني المودّةْ..
***
لأمٍّ تفتِّشُ عنِّي و قَدْ سَرَقَتْني الحياةُ،
فتكتُمُ حاجَتها في المساءِ
وتسكُبُ نجوى،تُدَغْدِغُ صَدْرَ النوافِذِ،
بوحَ الشفاهِ،
وتسعى لإرضاءِ كلِّ العيالِ..
أراها و قد نَسِيَتْ نَفْسَها
ذوَّبَتْ روحَها في طريقٍ
سيُرْصَفُ يوماً بُعيدَ عويلِ المواقدْ..
تُحَمِّلُهُ بوحَها و رُعافَ السنينْ.
تنامُ على وجْنَةِ البابِ،
تستقبلُ الغائبينَ عن العينِ
والسّالكينَ دروبَ الإعاشةْ.
وتقرأ أمَ الكتابِ و ما يتيسَّرُ
مِنْ دعَواتِ الأمومةْ..
***
لأمٍّ رمَتْها اللَّيالي
فأشعلتِ الرأسَ شيباً،
وما زالت الأغنياتُ تغرِّدُ في شفتيها،
تُجمِّعُ أحفادَها كي تقصَّ الحكايا
تناسَتْ عذابَ المخاضِ و ذلَّ اليبابِ.
وقامَتْ إلى الأرضِ فجراً
تجرُّ الرجاءَ،و تحمِلُ أشواقها للترابِ..
تراهُ الوسادةَ و الحِرْزَ عند اشتدادِ الحصارِ..
لأمٍّ تشارِك ربَّ العيالِ مواسِمَهُ
عِشْقَهُ للعطاءِ،
وتحفظُ أسرارَهُ في خوابي الزمانْ..
محمود محمد أسد
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الجمعة 2010/12/17 04:11:30 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com