إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
بطاقات للأمّ |
لأمٍّ ستُنْجب مِنْ دفترِ العشقِ |
نخلاً و جيلاً أصيلا.. |
يُطاولُ قاماتِ قرنٍ |
تضخَّمَ بالقولِ و الغدرِ |
حتَّى النخاعِ.. |
ستُنْجِبُ طفلاً نقيَّاً |
كفجر بلادي |
يردِّدُ كلَّ صباحٍ: |
صباحَ الحياةِ |
صباحَ الجهادِ |
ويمضي بعيداً لوقفِ الدماءِ.. |
*** |
لأمٍّ تصدُّ سيولَ الدموعِ، |
وتوقفها عند بابِ الظلامِ |
لتصنَعَ منها قناديلَ حبٍّ |
بساتينَ نورٍ |
لكلِّ الشبابِ |
تعيشُ على كسرةِ الخبزِ |
حتى يعودَ النهارُ المسافرْ. |
لَوَتْ مِعْصَمَ الموتِ و الحقدِ |
أزكتْ رياحَ المحبَّةْ. |
تبارِكُ زرْعي، |
تصبُّ عليه الجداوِلَ، |
تسعى لجني المودّةْ.. |
*** |
لأمٍّ تفتِّشُ عنِّي و قَدْ سَرَقَتْني الحياةُ، |
فتكتُمُ حاجَتها في المساءِ |
وتسكُبُ نجوى،تُدَغْدِغُ صَدْرَ النوافِذِ، |
بوحَ الشفاهِ، |
وتسعى لإرضاءِ كلِّ العيالِ.. |
أراها و قد نَسِيَتْ نَفْسَها |
ذوَّبَتْ روحَها في طريقٍ |
سيُرْصَفُ يوماً بُعيدَ عويلِ المواقدْ.. |
تُحَمِّلُهُ بوحَها و رُعافَ السنينْ. |
تنامُ على وجْنَةِ البابِ، |
تستقبلُ الغائبينَ عن العينِ |
والسّالكينَ دروبَ الإعاشةْ. |
وتقرأ أمَ الكتابِ و ما يتيسَّرُ |
مِنْ دعَواتِ الأمومةْ.. |
*** |
لأمٍّ رمَتْها اللَّيالي |
فأشعلتِ الرأسَ شيباً، |
وما زالت الأغنياتُ تغرِّدُ في شفتيها، |
تُجمِّعُ أحفادَها كي تقصَّ الحكايا |
تناسَتْ عذابَ المخاضِ و ذلَّ اليبابِ. |
وقامَتْ إلى الأرضِ فجراً |
تجرُّ الرجاءَ،و تحمِلُ أشواقها للترابِ.. |
تراهُ الوسادةَ و الحِرْزَ عند اشتدادِ الحصارِ.. |
لأمٍّ تشارِك ربَّ العيالِ مواسِمَهُ |
عِشْقَهُ للعطاءِ، |
وتحفظُ أسرارَهُ في خوابي الزمانْ.. |