إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
* على ضِفافِ الشِعر..؟! |
شعرُها يَتصَففُ كما ضَفائِر الرَبيع.. |
قلم:سليم نقولا محسن |
* عَبَرْتُ المَضيقَ إلى النهايات |
سَلكتُ مَساراتِ المَوت، |
أسْطعُ شموسا، أتجَلى أقمارَ عِشق، |
وأشاهَدُ بَارقاً في النجوم الحائرة؟! |
ترسِمُني الصَبايا لوحاتٍ على المَدى، |
تسمَعُني: عَزفَ السواقي، فتطرَبُ... |
يَقلنَ: فاتنٌ؟!،.. يَقلنَ: بهيٌ طالع مِن لآلئ البحار، |
يَقلنَ: فارسٌ تعبٌ، أو غريبٌ نامَ على الشطآن، |
وأنا لم أزلْ أسْري شوقا، |
أمطِرُ شغفاً، في أجْسادِ العَذارى |
أنا السَابحُ على حَافة السَماء؟! |
* على صَخرَةِ الرؤى، في زمَن الرُقاد، |
وعَصر الجُوع والخراب، |
أشعِلُ عَتمَة الغد، |
الليلُ يَحيا فينا، والظلم شديد السَواد، |
النورُ يَلوحُ بَعيدا، فمَن يَصعد إلى القِمم؟! |
* أنتم الهَاربون في عَتم الصَحَاري، |
أنتم الطالعونَ إلى الشمس؟! |
شاخ الزمانُ، فلا مَجْداً على جَبين الصَباح؟! |
اهترأ تاريخُكم، |
فلا سُبُلا هاديَة ولا كتابا.. |
كلماته تفككت.. والقِراءات تتلوى، |
وأعْمى يَقودُ إلى رَسْم جداريات مُبْهم.. |
الزيتونُ فوقَ الجبال مُقدَسٌ، |
لا يُحتطبُ مِنه ولا يُؤكل، |
ليلى اسْتظلت، |
والمَجدَلية احترَقت على الصلبان، |
وأخرى مثلها رُجمَت؟! |
فأين الشباب الذي أزهر |
كضوء الذهَب |
أين فرح الخمْر في كؤوس الأمَل، |
كلماتُ اغتسَلت بأمْطار العُلى، |
فأين البَيادر، وأين قمح المَعرفة؟! |
* يا جيلاً يَطرَبُ لقرع الطبول، |
ويَجنّ بغانياتِ السَهَر.. |
يا جيلا مَخموراً مُفرّغا يَحْلم... |
البدايات على ظهري.. |
فمَن مِنكم يَتبَعُني، ومَن يَسأل .. |
لكن سَأمشي، وأنا على نغم الآفاق أعْشق..؟! |
* امتشقوا البَحرَ، |
إني أرى المَوجَ الراقصَ، أنصالاً لامِعَة... |
غوصُوا إلى المَغاور، |
يُدهِشُكم الدُرّ الضاحِكَ في الأعْماق؟! |
إسبَحوا بَعيدا .. اسْتبيحوا البحارَ.. |
هناكَ ترتقون إلى الشمس، وتلحقون النجومَ السَائِرة..؟! |
إلى مَتى تتوارون خلفَ النوم والرمال؟! |
يُرعِبُِكم امتدادُ الماء والحيتان، |
ترعِبُكم أسْماءُ الأسْماك المُسالِمة، |
تنتظرون العَائِدَ بصيدِ الحَكايا؟!، |
كاذبٌ يَسخرُ من غبائِكم، |
يَستبيحُ جُوعَكم.. |
الحَكايا؟! |
حَبلَ بها غدُكم، في حُضن اللحُود |
أنجَبَها خوفكم في كل العُهود، |
تسمَعونَ صَدى قحطِكم، |
تفترشون حلمَكم |
تجترونَ خيبَتكم، |
تثرثرونَ قِصَصَ عَجزكم لا الحَكايا، |
فلا طقوس العِشْق كانت، ولا مُجون العَرايا.. |
وتصدقون؟!.. هَمسَات الجان، وهَمْهَمات الرياح الجَامِحة؟! |
عَن مُدن تموتُ ثم تنهضُ في لهيب، |
عَن عَبيدٍ تسوقُ العبيدَ، وعَن نساء يَجلدن النساءَ، |
عَن أنفاق تبتلعُ الرجالَ، |
وَعَن وحوش مُؤسْطرة: |
تزيحُ جبالاً، تراكِمُ تلالا، تهدمُ أكواخاً وحُصونا، |
إلى مَتى تخشون تنينا أسودا لن يَنهَضَ، |
وتتشوَقون إلى الفارس الأخضر، |
تتزاحَمونَ في حَفل التقدمة، |
وتبتهجونَ للدم المُراق، |
في مَواسِم التهلكة؟!، |
* تحسبون النسيمَ إعصاراً |
وعَدوَ الجيادِ زلزالاً؟! |
تقبَعون في الزوايا الميتة، |
ثم ترقبون مُلوكَ النهاية، |
هكذا أنتم: إن مَشَيتم، أو تحدثتم، |
هكذا تحْيون، |
فالخوف المُتجذر في العُقول إمَامُكم، |
وهكذا تصبحُ عاهرة الأسْواق، |
صاحِبة حِكمَة، وأمّ المُعْجزات؟! |
وكاهن مخصي.. |
وارث طقوس السِحْر والحِقدِ، |
رائي الرُؤى، وصَانع الكرامات، |
يُباركُ أهزوجَة الشرّ، |
ولعبة الطهر والشيطان، |
يَتقدمُكم، بإيقاع طبل وصُنج، |
وكذبِ دُخانه وبخوره .. |
يَنسَلّ إلى مَخادِعِكم، يَنامُ بَينكم: |
فتتناسَلون، وتنجبون جُرذانا..؟! |
يَقتحِمًُ عُقولكم واللاعبون أنتم، |
تركضون إلى مأتمِكِم.. |
والقتلى إخوتكم وأبناؤكم وكل الأحباء؟!.. |
* القلمُ في زمانِكم لا يَكتبُ الحَقيقة، |
كلّ أوراقِكم مَسمومة تخرجُ من أقبيةِ الشيطان، |
حُروفها الحُمر مُدمّرة، |
والرَسْم الأسود فيها يَخط النهايات، |
أجسادكم اختزلت أفاعي، تزحَفُ تحتَ الرمال، |
أفواهكم تجويفٌ يَسِفّ التراب، |
عيونكم بَلهاء لا لون لها، |
أسْدَلتِ الحُجُبَ، فلا ترى القلوبَ المُهاجرة؟!.. |
* يا دمشق الزمان، جبالكِ مُرصّعَة، |
ألقيتُ في حُضنك تعبي الحاقد، وغبتُ في نشوَتي، |
أودَعتُ كهوفَ الشوق ألفَ عام؟!، |
عَبَثتُ على ضفافِ السِرّ، ولم أزلْ ثملاً، |
وحسان دمشقَ لم تزل: |
من الزهر ترشفُ الأمَاسي وسَمَرَ الليالي.. |
في قدْس مَعابدِك: |
مَعبودَتي امتشَحت بالعِطر، |
لمّا توّجَها العشقُ..؟! |
أهْدتكِ من اليُنبوع مَجرى العَسَل، |
وأسْمَتك جنة المدائن؟! |
* على أبواب الحَواري، |
تقفُ سائلاتُ الهَوى عَرايا؟!، |
وفي دفء منازلِك: |
شهوة يُنادي نارُها، ما أطيب الرجال..؟! |
* في دمشقَ لي عَشيقة اسمها الجَليلة، |
من أسْمائِها نَدى الورودِ، |
من أوصافِها البَهيَة |
فرسمها زينة الحُقول، |
جبينها أبيض كبوح الصَباح، |
وعيناها خضرة النخيل، |
شعرُها يَتصَففُ كما ضَفائِر الرَبيع، |
يُغني كالحرير في الشروق، |
وفي حَفل حَصادِ ليل القمر.. |
قدّهاº خلاصة مَجْدٍ مِن بَرَدى، |
يَشطِرُني أنا المَملوك: |
إلى حُلم ينتفضُ يقينا، |
إلى رؤى تنفلِتُ مِن رؤى، |
إلى نهر يَتدفقُ بَعيدا، إلى غد.. |
قوسَ سلام أكيدْ ... |
* يُنبئُني الحُبّ، أني مُغرَم، |
وأني في الأخبار فقتُ المُحبين، |
وأنني جَاهلٌ لما أنا فيه، مَهدودٌ..، |
لكنني لم أحَلق بالجَناح فوقَ نَجْدٍ، |
ولم أتنسَم بطاح قيس، |
وما حَدّثت بثينة، ولا عَبلُ، |
وقلتُ لمَن يَعرفني والأصحاب، |
ما أعلم: |
أنني مع الريح أسافِرُ في دفئِها، |
وفي البُروق أتجَلى، أتجَمّلُ من وَجْهها، |
وأبتهجُ لغضَبِ الرُعود، |
لأنه لحنٌ مِن عَدو خيلِها.. |
صَوتُ حبيبتي رَفيفُ يَمام، |
يَبُثني يا شامُ إذا وَعَد.. |
وَشوشاتٍ.. على إيقاع المَطر، |
* وأنني لأطرَب حين يَحتويني العشقُ، |
لكن إذا غنيّته ألام؟!.. |
:.. |
:.. |