إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
كنتُ وحدي |
والسّبايا منْ زمانٍ كنتِ فيه ال شّهرزادْ |
طفْنَ حولي |
كفراشٍ حولَ نورٍ في الظّلامْ |
جئنَ حقلي |
مثلَ أسرابِ الحمامْ |
ها أنا كالجثَّةِ الخرقاءِ مستلقٍ... |
ومسلوبُ العتادْ |
كيفَ جاءت؟ |
لمَ جاءت؟؟ |
كيف في ليلٍ عصى الدّمعُ الجفون، |
أمعنتْ في غيّها.. بِيضُ الغمامْ؟ |
لستُ أدري.. |
هل أتينَ الليلَ إمعاناً بقتلي؟ |
هلْ حضرنَ الحفل عمداً، |
والطّلا من قلبِ قلبي؟ |
يا ل طيفٍ ضاحكٍ في قهقهاتْ |
يا ل طيفٍ يزدريني |
ذاكَ طيفٌ قربَ عيني، |
يخبِرُ الآخرَ: .. ماتْ! |
وأنا بينَ البرايا |
كنبيٍّ تصطفيني |
كلُّ أوجاعِ الحياةْ |
كيفَ يجري ما جرى لي |
لمَ جئنَ الليلَ فجراً مثل أهلي |
لستُ أدري! |
هو فجري! |
عادةٌ منْ وجهةٍ أخرى يقاسيها العذابْ |
حينَ جاءَ الليلُ مفتوناً بنجمٍ مائلٍ نحوَ الغيابْ |
ساعةٌ لو كانَ لي أنْ أعبرَ العمرَ بعيداً |
عنْ ثوانيها العِذابْ، |
كنتُ عشتُ العمرَ لا أعرفُ عنها، |
غيرَ رسمٍ في كتابْ.. |
ساعتانِ الحزنُ يأتي فيهما |
فاتحاً فاهُ على ضرسٍ ونابْ.. |
لمَ كانتْ؟؟ |
كيفَ من عمري غدتْ زنزانةً فيها أدورْ؟؟ |
ها هو القلبُ .. يخورْ.. |
لستُ أدري! |
منذُ عمرٍ.. أو عصورْ |
كنتُ مثلَ الآنَ وحدي |
ونصيبي في الدُّنا.... مثلَ الطيورْ |
كلُّ يومٍ بعدَ يومٍ |
ترسلُ الأقدارُ رزقي |
لا هموماً.. |
لا سجوناً |
لا قيوداً حولَ حولي! |
حينَ جاءتْ من أقانيمِ العبورْ |
أرسلتْ منْ عندها ريحاً ستذرو.. ما سما عشرون دهراً |
ثمّ أزّتْ |
واشمأزتْ.. |
بعدَ أنْ في القلبِ غزّتْ |
ألفَ وعدٍ وحبورْ |
كيفَ جاءتْ؟ |
أينَ كانتْ؟؟ |
لستُ أدري.. |
كيفَ يبكي الجفنُ منْ غيرِ انسكابْ؟ |
كيفَ يشكو القلبُ مكبوتَ الأنينْ؟؟ |
كيفَ تسعى الروحُ للروحِ اشتياقاً |
في ارتحالاتِ الحنينْ |
كيفَ للصوتِ انبعاثٌ |
منْ جليدِ الذكرياتْ؟ |
ما الذي يا أنتِ أحيا خافقاً كمْ |
خلتُه، أضحى السرابْ؟ |
كيفَ يأتي الطيفُ نورياً ولا في وجههِ ينداحُ بابْ؟؟ |
كيفَ للعطرِ انبثاقٌ |
من بقايا الأمنياتْ |
لستُ أدري.. |
كنتُ وحدي.. |
ومتى ما كنتُ وحدي؟؟ |
جاءني الصوتُ كوحيٍ |
أيقظَ الحزنَ المخبّا.. في أخاديدِ المساءْ |
فتمطّى الحلمُ وانهارتْ قلاع ٌ |
عانقتْ سرَّ السماءْ |
لمَ في عتمةِ عمري، أبرقتْ في ليلِ وجدي؟ |
ثمّ دكّتْ كلَّ ما الحزنُ بناهْ |
لمّ هبَّ الضوءُ يجري، |
هلْ سيبني لي سراباً منْ رجاءْ؟؟ |
أمْ سيبدو الدربُ بعضاً.. |
ويرى من ثقب حلمٍ، |
كيفَ ذاكَ القلبُ تاهْ |
لستُ أدري! |
كنتُ وحدي عندما جاءْ النداءْ |
والرؤى فيَّ اعتمالٌ |
واشتعالٌ تحتَ أكوامِ الرّمادْ |
كيفَ جاءَ.. |
لمَ جاءَ.. |
ما الذي في راحلٍ أصحا الودادْ؟ |
ما الذي منْ بعدِ دهرٍ أيقظَ الحبَّ المعنّى في الضلوعْ؟ |
ما الذي قدْ علّمَ النحلَ طريقاً للرجوعْ؟ |
ما الذي يا نحلُ أبقيتَ بقلبي؟ |
شهدهُ جفّ وأشعلْتَ الشموعْ.. |
ولمنْ أسلمتَ كي تأتي تلابيبَ القيادْ؟ |
لستُ أدري.. |
هلْ أحبّكْ ما تُراها، |
أيقظتْ فيّ السؤالْ؟ |
هلْ أحبّكْ جيّشتْ أعطافَ بانٍ |
ثمّ جاءتْ للقتالْ؟ |
وأنا المطروحُ قاعاً |
في تراتيلِ الأنينْ؟ |
هلْ أحبّكْ قدْ محتْ حزنَ السنينْ؟؟ |
هلْ أتتْ والشوقُ يحذوها بعصفٍ لا يلينْ؟ |
كيفَ منْ بعدِ التنائي، في دروبٍ قاصياتْ، |
كيفْ عادتْ... في عنادٍ وثباتْ؟؟ |
يا له عصْفُ الحنينْ! |
ها أنا يا أنتِ قدْ أصبحتُ أدري! |