أَبى البَرقُ إِلّا أَن يَحِنَّ فُؤادُ | |
|
| وَيَكحَلَ أَجفانَ المُحِبِّ سُهادُ |
|
فَبِتُّ وَلي مِن قانِئِ الدَمعِ قَهوَةٌ | |
|
| تُدارُ وَمِن إِحدى يَدَيَّ وِسادُ |
|
تَنوحُ لِيَ الوَرقاءُ وَهيَ خَلِيَّةٌ | |
|
| وَيَنهَلُّ دَمعُ المُزنِ وَهوَ جَمادُ |
|
وَقَد كانَ في خَدّي لِلشُهبِ مَلعَبٌ | |
|
| فَقَد صارَ فيهِ لِلوِرادِ طِرادُ |
|
وَلَيلٍ كَما مَدَّ الغُرابُ جَناحَهُ | |
|
| وَسالَ عَلى وَجهِ السِجِلِّ مِدادُ |
|
بِهِ مِن وَميضِ البَرقِ وَاللَيلُ فَحمَةٌ | |
|
| شَرارٌ تَرامى وَالغَمامُ زِنادُ |
|
سَرَيتُ بِهِ أُحَيِيهِ لاحَيَّةُ السَرى | |
|
| تَموتُ وَلا مَيتُ الصَباحِ يُعادُ |
|
يُقَلِّبُ مِنّي العَزمُ إِنسانَ مُقلَةٍ | |
|
| لَها الأُفقُ جَفنٌ وَالظَلامُ سَوادُ |
|
بِخَرقٍ لِقَلبِ البَرقِ خَفقَةُ رَوعَةٍ | |
|
| بِهِ وَلِجَفنِ النَجمِ فيهِ سُهادُ |
|
سَحيقٌ وَلا غَيرَ الرِياحِ رَكائِبٌ | |
|
| هُناكَ وَلا غَيرَ الغَمامِ مَزادُ |
|
كَأَنّي وَأَحشاءُ البِلادِ تَجُنَّني | |
|
| سَريرَةُ حُبٍّ وَالظَلامُ فُؤادُ |
|
أَجوبُ جُيوبَ البيدِ وَالصُبحُ صارِمٌ | |
|
| لَهُ اللَيلُ غِمدٌ وَالمَجَرُّ نِجادُ |
|
وَفي مُصطَلى الآفاقِ جَمرُ كَواكِبٍ | |
|
| عَلاها مِنَ الفَجرِ المُطِلِّ رَمادُ |
|
وَلَمّا تَفَرّى مِن دُجى اللَيلِ طِحلِبٌ | |
|
| وَأَعرَضَ مِن ماءِ الصَباحِ ثِمادُ |
|
حَنَنتُ وَقَد ناحَ الحَمامُ صَبابَةً | |
|
| وَشُقَّ مِنَ اللَيلِ البَهيمِ حِدادُ |
|
عَلى حينَ شَطَّت بِالحَبائِبِ نِيَّةٌ | |
|
| وَحالَت فَيافٍ بَينَنا وَبِلادُ |
|
عَشِيَّةَ لا مِثلَ الجَوادِ ذَخيرَةٌ | |
|
| وَلا مِثلَ رَقراقِ الحَديدِ عَتادُ |
|
إِذا زارَ خَطبٌ خَفَّرَتني ثَلاثَةٌ | |
|
| سِنانٌ وَعَضبٌ صارِمٌ وَجَوادُ |
|
فَبِتُّ وَلا غَيرَ الحُسامِ مُضاجِعٌ | |
|
| وَلا غَيرَ ظَهرِ الأَعوَجِيِّ مِهادُ |
|
مَعانِقَ خِلٍّ لايُخِلُّ وَإِنَّما | |
|
| مَكانُ ذِراعَيهِ عَلَيَّ نِجادُ |
|