جَفنٌ تَجافى لِلخَلِيِّ عَنِ الكَرى | |
|
| وَهَوىً تَهاوى بِالمَطِيّ عَلى السُرى |
|
وَمُثَقَّفٌ لَدنُ المَهَزِّ يَشوقُهُ | |
|
| ما شاقَني فَإِذا هَزَزتُ تَأَطَّرا |
|
وَقَدِ اِشتَبَهنا سُمرَةً وَنَحافَةً | |
|
| فَلَوِ اِلتَفَتُّ لَما عَرَفتُ الأَسمَرا |
|
وَأَقَبُّ يَحتَمِلُ الصَباحَ إِذا مَشى | |
|
| شِيَةً وَيَنتَعِلُ الرِياحَ إِذا جَرى |
|
قَد باتَ يَحمِلُ لِبدُهُ ظَبيَ النَقا | |
|
| رَكضاً وَيَحمِلُ لِبدُهُ لَيثَ الشَرى |
|
وَحَثا التُرابَ عَلى الصَبا فَكَأَنَّما | |
|
| أَزجى هُناكَ غَمامَةً بَرقٌ سَرى |
|
وَاِستَرجَفَ الأَرضَ الفَضاءَ بِوَثبَةٍ | |
|
| فَكَأَنَّ رُكناً خَرَّ فيها مِن حِرا |
|
مَزَّقتُ مِن خِلَعِ العَجاجَةِ فَوقَهُ | |
|
| ثَوباً بِأَطرافِ الرِماحِ مُدَنَّرا |
|
وَصَرَختُ يالَبَني رَحيمٍ صَرخَةً | |
|
| فَاِلتَفَّتِ الأَنجادُ حَولي عَسكَرا |
|
مِن كُلِّ طَلقِ الوَجهِ تاهَ جَوادُهُ | |
|
| زَهواً بِعِزَّةِ رَبِّهِ فَتَبَختَرا |
|
صَلَتِ الجَبينِ لَو أَنَّني مُستَقبِلٌ | |
|
| بِرُوائِهِ لَيلَ السِرارِ لَأَقمَرا |
|
ما إِن سَقَتكَ بِهِ السَماحَةُ مُزنَةً | |
|
| إِلّا أَرَتكَ بِهِ الصَباحَةُ نَيِّرا |
|
وَأَغَرَّ أَزهَرَ باتَ يَعبَقُ نَفحَةً | |
|
| فَكَأَنَّ في بُردَيهِ رَوضاً أَزهَرا |
|
طَلقَ المُحَيّا وَاليَدَينِ كَأَنَّهُ | |
|
| قَمَرٌ تَطَلَّعَ في غَمامٍ أَمطَرا |
|
لَبِسَ الرِداءَ مِنَ الثَناءِ مُطَرَّزاً | |
|
| فَوقَ القَميصِ مِنَ الحَياءِ مُعَصفَرا |
|
اِستَمجَدَ الأَشرافُ مِن شَرَفٍ بِهِ | |
|
| فَمَشى اليَراعُ بِكَفِّهِ مُتَبَختِرا |
|
فَلَرُبَّ سَمراءِ الأَديمِ طَويلَةٍ | |
|
| حَسَدَت بِراحَتِهِ القَصيرَ الأَصفَرا |
|
وَإِلَيكَها فَاِهنَأ بِها مِن مِدحَةٍ | |
|
| أَهدَيتُها رَوضاً إِلَيكَ مُنَوَّرا |
|
فَتَلَألَأَت حُسناً بِمَجدِكَ حُلَّةً | |
|
| وَتَنَفَّسَت طيباً بِحَمدِكَ مُجمَرا |
|
وَسِوايَ يَكذِبُ في سِواها مِدحَةً | |
|
| فَاِرغَب بِسَمعِكَ عَن حَديثٍ يُفتَرى |
|