مِن لَيلَةٍ لِلرَعدِ فيها صَرخَةٌ | |
|
| لاتُستَطابُ وَلِلحَيا إيقاعُ |
|
خَلَعَت عَلَيَّ بِها رِداءَ غَمامَةٍ | |
|
| ريحٌ تُهَلهِلُهُ هُناكَ صَناعُ |
|
وَالصُبحُ قَد صَدَعَ الظَلامَ كَأَنَّهُ | |
|
| وَجهٌ وَضيءٌ شَفَّ عَنهُ قِناعُ |
|
فَرَفَلتُ في سَمَلِ الدُجى وَكَأَنَّما | |
|
| قَزَعُ السَحابِ بِجانِبَيهِ رِقاعُ |
|
وَدَفَعتُ في صَدرِ الدُجى عَن مَطلَبٍ | |
|
| بَيني وَبَينَ الدَهرِ فيهِ قِراعُ |
|
وَقَبَضتُ ذَيلي رَغبَةً عَن مَعشَرٍ | |
|
| عوجِ الطِباعِ كَأَنّهُم أَضلاعُ |
|
جارينَ في شَوطِ العِنادِ كَأَنَّهُم | |
|
| سَيلٌ تَلاطَمَ مَوجُهُ دَفّاعُ |
|
يَرمونَ أَعطافي بِنَظرَةِ إِحنَةٍ | |
|
| وُقِدَت كَما تُذكي العُيونَ سَباعُ |
|
أَفرَغتُ مِن كَلِمي عَلى أَكبادِهِم | |
|
| قَطراً لَهُ أَسماعُهُم أَقماعُ |
|
وَوَصَلتُ مابَيني وَبَينَ مُحَمَّدٍ | |
|
| حَتّى كَأَنّا مِعصَمٌ وَذِراعُ |
|
فَظَفِرتُ مِنهُ عَلى المَشيبِ بِصاحِبٍ | |
|
| خَلَفِ الشَبابِ فَلي إِلَيهِ نِزاعُ |
|
قَد كُنتُ أُغلي في اِبتِياعِ وِدادِهِ | |
|
| لَو أَنَّ أَعلاقَ الوِدادِ تُباعُ |
|
وَإِلَيكَها غَرّاءَ لَولا حُسنُها | |
|
| لَم تُفتَقِ الأَبصارُ وَالأَسماعُ |
|
عَبِقَت بِها في كُلِّ كَفٍّ زَهرَةٌ | |
|
| فُتِقَت لَها مِن خَمسِها أَقماعُ |
|