أَما وَخَيالٍ قَد أَطافَ وَسَلَّما | |
|
| لَقَد هاجَني وَجدٌ أَناخَ فَخَيَّما |
|
وَأَذكَرَني عَهداً تَقادَمَ بِاللِوى | |
|
| وَعَصراً بَينَ الكَثيبِ إِلى الحِمى |
|
وَحَطَّ قِناعَ الصَبرِ وَاللَيلُ عاكِفٌ | |
|
| فَأَفصَحَ دَمعٌ كانَ بِالأَمسِ أَعجَما |
|
وَبِتُّ وَسِرّي راكِبٌ ظَهرَ مَدمَعٍ | |
|
| طَليقٍ إِذا ما أَنجَدَ الرَكبُ أَتهَما |
|
أُناجي ظَلامَ اللَيلِ فيهِ بِلَوعَةٍ | |
|
| تَحَدَّثَ عَنها الطَيرُ فَجراً فَهَينَما |
|
وَأَسحَبُ أَذيالَ الدُجى فَيَهيجُني | |
|
| حَمامٌ تَداعى سَحرَةً فَتَكَلَّما |
|
وَكُنتُ عَلى عَهدِ السُلُوِّ يَشوقُني | |
|
| حُسامٌ تَغَنّى لاحَمامٌ تَرَنَّما |
|
أُغازِلُ مِن سَيفٍ تَأَلَّقَ صَفحَةً | |
|
| وَأَلثُمُ مِن نَقعٍ أُزاحِمُهُ لَمى |
|
وَأَسري فَأَستَصفي مِنَ السَيفِ صاحِباً | |
|
| وَأَركَبُ مِن ظَهرِ الدُجُنَّةِ أَدهَما |
|
وَأَصدَعُ أَحشاءَ الظَلامِ بِفِتيَةٍ | |
|
| مَواكِبَ مِنها أَنجَمَ اللَيلُ أَنجُما |
|
أَذَعتُ بِهِم سِرَّ الصَباحِ وَإِنَّما | |
|
| سَرَرتُ بِهِم لَيلَ السُرى فَتَبَسَّما |
|
وَقَد كَتَمتَهُم أَضلُعُ البيدِ ضِنَّةً | |
|
| وَلَم يَكُ سُرُّ المَجدِ إِلّا لِيُكتَما |
|
فَبِتنا وَبحرُ اللَيلِ مُلتَطِمٌ بِنا | |
|
| نَرى العيسَ غَرقى وَالكَواكِبَ عُوَّما |
|
وَقَد نَثَرَت مِنها قِسِيّاً يَدُ السُرى | |
|
| وَفَوَّقَ مِنّا فَوقَهَا المَجدُ أَسهُما |
|
سَحَبتُ الدُجى مِنها بِأَعنَسَ ضامِرٍ | |
|
| رَمَيتُ بِهِ رُكنَ الدُجى فَتَهَدَّما |
|
يُقَلِّبُ طَرفاً في الكَواكِبِ سامِياً | |
|
| كَأَنَّ بِهِ تَحتَ الظَلامِ مُنَجِّما |
|
وَمِن عَجَبٍ أَنّي أَرى القَوسَ مُنحَنىً | |
|
| بِهِ في يَدِ البَيداءِ وَالسَهمَ مُرتَمى |
|
وَجاذَبَني رَجعَ الحَنينِ عَلى السُرى | |
|
| كَأَنَّ لَهُ قَلباً هُناكَ مُتَيَّما |
|
وَيُطرِبُهُ سَجعُ الحَمامَةِ بِالضُحى | |
|
| فَيَلوي إِلَيها لَيتَهُ مُتَفَهِّما |
|
وَما كانَ يَدري ما الحَنينُ عَلى النَوى | |
|
| وَلَكِنَّني أَعدَيتَهُ فَتَعَلَّما |
|
فَما عاجَ بي وَجدٌ عَلى رَسمِ مَنزِلٍ | |
|
| فَأَعوَلتُ إِلّا حَنَّ وَجداً فَأَرزَما |
|
وَما هاجَني إِلّا تَأَلُّقُ بارِقٍ | |
|
| لَبِستُ بِهِ بُردَ الدُجُنَّةِ مُعلَما |
|
تَلَوّى هُدُوّاً يَستَطيرُ كَأَنَّما | |
|
| أَروعُ بِهِ مِن سُدفَةِ اللَيلِ أَرقَما |
|
إِذا خَطَّ سَطراً بَينَ عَينَيَّ مُذهَباً | |
|
| تَدارَكَهُ قَطرُ الدُموعِ فَأَعجَما |
|
حَمَلتُ لَهُ قَلباً جَباناً وَمدمَعاً | |
|
| شُجاعاً إِذا ما أَحجَمَ الصَبرُ صَمَّما |
|
وَياعَجَباً لي كَيفَ أَجبُنُ في الهَوى | |
|
| وَإِنّي لَمِقدامٌ إِذا الذِمرُ أَحجَما |
|
فَها أَنا أَغشى مَوقِفَ البَينِ وَالوَغى | |
|
| فَتَندى جُفوني عَبرَةً وَيَدي دَما |
|
وَإِلّا فَهَذا غَربُ سَيفي مُثَلَّماً | |
|
| بِكَفّي وَهَذا صَدرُ رُمحي مُحَطَّما |
|
فَيا رُبَّ وَضّاحِ المَحاسِنِ أَشقَرٍ | |
|
| رَمَيتُ بِهِ الهَيجا وَقَد فَغَرَت فَما |
|
وَبَحرِ حَديدٍ قَد تَلاطَمَ أَخضَرٍ | |
|
| إِذا عَصَفَت ريحُ الجِلادِ بِهِ طَمى |
|
أَبى عِزُّ نَفسٍ أَن يَجولُ فَيُجتَلى | |
|
| وَأَشرَفَ هادٍ أَن يُنالَ فَيُلجَما |
|
جَرى الحُسنُ ماءً فَوقَهُ غَيرَ أَنَّهُ | |
|
| إِذا ماجَرى نارُ الغَضا مُتَضَرِّما |
|
عَدا فَاِستَنارَ البَرقُ لَوناً وَسُرعَةً | |
|
| وَغَبَّرَ في وَجهِ النَهارِ فَغَيَّما |
|
بِيَومٍ أَراني البَرقَ أَحمَرَ قانِياً | |
|
| بِهِ وَاِستَطارَ النَقعُ أَربَدَ أَقتَما |
|
تَرى الطِرفَ مِنهُ كُلَّما خاضَ هَبوَةً | |
|
| مُحِلّاً وَتَلقى الصارِمَ العَضبَ مَحرِما |
|