إذا مدحوا أهلُ القريض ملوكَهُمْ | |
|
| رجاءً لنَيْل منهمُ حينَ يُوفَدُ |
|
وقد قرعوا أبوابَهُم وتضرَّعُوا | |
|
| وصَدَّهُمُ حُجَّابُهُمْ وتَردَّدُوا |
|
وقد مدحوهم بالذي ليس أهلُه | |
|
| علوّاً وإفكاً منهمُ حين يُحْمَدُ |
|
وآبُوا بحرمانٍ ونَزْرِ عطيةٍ | |
|
| تزيدهمُ فقراً وذلاًّ تقلدوا |
|
قرعتُ لبابِ الواحدِ الأحد الذي | |
|
| له المنُّ والفضل العظيمُ المُسَرْمَدُ |
|
فأُبْتُ وكمْ لي من مَديدٍ ونعمةٍ | |
|
| يموتُ بها الحَّادُ غيظاً ويكمُدُ |
|
فباطنُه منها وأخرى تظاهرتْ | |
|
| عليَّ فلا تُحْصَى إذاً وتُعَدَّدُ |
|
تعالى إلهٌ مالكُ الملك قاهرٌ | |
|
| تبارك مَنْ سُلطانُهُ ليْسَ ينفَدُ |
|
تسبِّحُهُ السبعُ العُلاَ ثم أَرْضُهُ | |
|
| ومَنْ فيهما طوعاً وكرهاً وتَسْجُدُ |
|
دعَا الأرضَ والسبعَ السموات دعوةً | |
|
| أتتْ طائعاتٍ أمرَهُ وهي تُرْعَدُ |
|
له الملا الأعْلَى ركوعاَ وسُجَّداً | |
|
| لهمْ زجل في حمده يتصعَّدُ |
|
له عَجَّت النيرانُ رُعْباً وخِيفَةً | |
|
| يسبِّحُهُ البحرُ العظيمُ ويُزْبِدُ |
|
تسبِّحُهُ سُحُبُ السَّما مُتَراكِماً | |
|
| كذا الوابلُ المُغْدَوْدِقُ المتهدِّدُ |
|
كذا البرقُ بالتسبيح أبْدَى تبَسُّماً | |
|
| كذا الرعدُ في تسبيحه حين يَرْعَدُ |
|
لقد خلق العرش العظيم بلطفه | |
|
| فسبحانَ من في ملكْهِ متفرِّد |
|
وقد حملتْ عرش الإله ملائكٌ | |
|
| عبادتُهم في حَمْلِهِ والتَّعَبُّد |
|
بقدرته الأفلاكُ دارتْ فما ونَتْ | |
|
| نهارٌ وليلٌ حالكُ اللون أَسودُ |
|
فما قبلَه قبلٌ ولا بعدَ بعدِهِ | |
|
| على خلقِه نعماؤُهُ تتجدَّدُ |
|
هو الدائمُ الباقي بغيرِ نِهايةٍ | |
|
| وعيدٌ له حَقٌّ علينا وموعِدُ |
|
ألا إنه شيءٌ فلا شيءَ مثلُهُ | |
|
| وليس له ضدٌّ وعونٌ مُؤَبَّدُ |
|
لهذا فَوَالِ الحمدِ إنْ كنتَ حامداً | |
|
| ودَعْ ما سواهُ فهو تِرْبٌ وجَلْمَدُ |
|
وهل يستحقُّ الحمدَ مَنْ كان حالُهُ | |
|
| على ضَعْفِه بينَ البرية يشهَدُ |
|
عليكَ بتَقْوَى اللهِ والزُّهدِ إنَّهُ | |
|
| بأفعالها تَشْقَى الرِّجالُ وتسعَدُ |
|
فدَعْ هذه الدنيا ونافِسْ لغيرها | |
|
| لعلّكَ في دار السعادةِ تَخْلُدُ |
|
فما هي إلا مثلُ أضغاثِ هاجعٍ | |
|
| وطيفٍ أتاه زائراً حين يَرْقُدُ |
|
أما إنها سجنُ اللبيب حَيَاتُهَا | |
|
| وللجاهل المغرور ظِلٌّ مُمَدَّدُ |
|
وصلَّي على المختارِ مَوْلايَ كلَّمَا | |
|
| تمايَسَ غُصنٌ بالحمائِمِ أملَدُ |
|