إذا شعر الرحمن في قلب عبده | |
|
| مخافتَهُ لم يخشَ زيداً وعامراً |
|
فإن كان للباغين كيدٌ مُسَتّرٌ | |
|
| يكيدُونَنِي فالله حسبيَ ناصرَا |
|
فإنيَ في حصنٍ حصينٍ عن العدي | |
|
| ومن يعتزز بالله ما زال ظافِرَا |
|
وما دامَ سلطانُ المهيمن قائماً | |
|
| فلا خفت سلطاناً تولّى عساكرا |
|
لأَنْ أسألَ المولَى فيمنعَ خير مِنْ | |
|
| سؤالِي مُخَيْلِيقاً فيعطى قناطرَا |
|
فكيف وفضلُ الله جَمٌّ نوالُه | |
|
| على حلقه لَمَّا يَزَلْ متواترا |
|
خزائنُه مملوءةٌ ما يَبِيدُها | |
|
| عطاءٌ لهُ عمَّ الشَّكورَ وكافرا |
|
ومَنْ يسألِ المخلوقَ لا شكَّ خائبٌ | |
|
| وسائلُ ربِّي لم يَزَلْ متباشرا |
|
وإن أمدح المولى بما هو أهله | |
|
| تباركَ من أبدى وأودى الأكاسرا |
|
أَعَزُّ وأَوْلَى أن أكونَ شُوَبْعرِاً | |
|
| وأقرعُ أبوابَ الملوكِ مُبَاكِرَا |
|
تبارَكَ من تسلو القلوبُ بذكره | |
|
| وتُفْتَحُ أغلاقٌ لمن كانَ ذاكرا |
|
فلا غيرُه يستوجبُ الحمدَ جلَّ مَنْ | |
|
| يَرَى ظاهرا والخافياتِ الحواظرا |
|
يُسَبِّحهُ البحرُ العظيمُ ومَنْ بهِ | |
|
| ومَنْ في السَّما والأرضِ طَوْعاً مُبَادِرا |
|
له الملأُ الأعلى قِياماً وسُجَّداً | |
|
| لهم زَجَلٌ في حمده قد تكاثرا |
|
على بابه جبريلُ قامَ مُلَبِّياً | |
|
| له اختلَفَ العصرانِ حين تغاوَرضا |
|
له المَثَلُ الأعْلَى فلا وصفُ واصِفٍ | |
|
| يُحيطُ به والوصف عنه تَقَاصرا |
|
تَعَالَى إلهٌ مالِكُ المُلْكِ قادِرٌ | |
|
| ولمَّا يَزَلْ في مُلكِهِ العَدْلُ قاهِرا |
|
فما حَدَث في الكونِ إلاّ بِعِلْمِهِ | |
|
| يَرَى باطِناً منها وما كانَ ظاهِرا |
|
وإنِّي بحمد الله لستُ بخَامِلٍ | |
|
| ولو لم أكن بينَ الوَرَى مُتَشَاهِرا |
|
إذا كنت بالإسلامِ يوماً مُسربلاً | |
|
| فحسبي به عِزّاً يفوقُ المَنَابِرا |
|
وإنَّ وَجِيهَ القومِ مَنْ كانَ طائعاً | |
|
| لمولاهُ والإسلامُ أَضْحَى مُؤازِرا |
|
ولا خامِلٌ إلاّ كَنُودٌ مُنَافِقٌ | |
|
| لشيطانِهِ أَضْحَى مُعِيناً مُظاهِرا |
|
وإنِّي خبيرٌ بالزَّمَانِ وأهله | |
|
| وأعرف منهم سُوقَةً وأَكابِرَا |
|
ومَنْ ينطح الْجَوْزاءَ عَزْماً وَهِمَّةً | |
|
| إذا ما الفَتَى يوم النِّزال تَشَاجَرا |
|
ومَنْ كان جبساً عَفَّرَ الشحمُ قلبَهُ | |
|
| تخيَّلَ أغنامَ الفَلاةِ قَسَاوِرا |
|
فهِمَّاتُهُم عن كل خيْرٍ تَقَاعَدَتْ | |
|
| وقد أَنشَبُوا لجَمْع منهم أظافِرا |
|
ألاَ فاترُك الدُّنيا لمن كانَ جانحاً | |
|
| إليها قد استولى عليها وشَاجَرا |
|
ونافِسْ لجاهٍ لا تحطُّ علوَّهُ | |
|
| صروفُ الليَّالِي إذ تَحُطُّ الجبابرا |
|
إذا قاتلُوا يوماً على مُلْكِ زائلٍ | |
|
| فكافحْ على مُلْكِ البقاء مكابِرا |
|
فمن يطلبَنَّ العلم والزهد جاهدا | |
|
| فمِنْ دونِهِ الأملاكُ يوماً مُفاخِرا |
|
ألا احتج إلى مَنْ شئت تغدو أسيره | |
|
| وإن كان حَجَّاماً عنيفاً مُخَاتِرا |
|
ومَنْ عنه تستغني فأنتَ نظيرُهُ | |
|
| وإن ملكَ الدنيا معاً والعشائِرا |
|
فهاك مقالاً فيه أبلغ حكمةٍ | |
|
| تحلَّى حليمُ القومِ منها أساورا |
|
وذو حَمَقٍ في غيّه وضَلاله | |
|
| تخيَّلَ بُوقَ اللاّعبين جواهِرا |
|