عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > الغشري > إذا شعر الرحمن في قلب عبده

غير مصنف

مشاهدة
618

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

إذا شعر الرحمن في قلب عبده

إذا شعر الرحمن في قلب عبده
مخافتَهُ لم يخشَ زيداً وعامراً
فإن كان للباغين كيدٌ مُسَتّرٌ
يكيدُونَنِي فالله حسبيَ ناصرَا
فإنيَ في حصنٍ حصينٍ عن العدي
ومن يعتزز بالله ما زال ظافِرَا
وما دامَ سلطانُ المهيمن قائماً
فلا خفت سلطاناً تولّى عساكرا
لأَنْ أسألَ المولَى فيمنعَ خير مِنْ
سؤالِي مُخَيْلِيقاً فيعطى قناطرَا
فكيف وفضلُ الله جَمٌّ نوالُه
على حلقه لَمَّا يَزَلْ متواترا
خزائنُه مملوءةٌ ما يَبِيدُها
عطاءٌ لهُ عمَّ الشَّكورَ وكافرا
ومَنْ يسألِ المخلوقَ لا شكَّ خائبٌ
وسائلُ ربِّي لم يَزَلْ متباشرا
وإن أمدح المولى بما هو أهله
تباركَ من أبدى وأودى الأكاسرا
أَعَزُّ وأَوْلَى أن أكونَ شُوَبْعرِاً
وأقرعُ أبوابَ الملوكِ مُبَاكِرَا
تبارَكَ من تسلو القلوبُ بذكره
وتُفْتَحُ أغلاقٌ لمن كانَ ذاكرا
فلا غيرُه يستوجبُ الحمدَ جلَّ مَنْ
يَرَى ظاهرا والخافياتِ الحواظرا
يُسَبِّحهُ البحرُ العظيمُ ومَنْ بهِ
ومَنْ في السَّما والأرضِ طَوْعاً مُبَادِرا
له الملأُ الأعلى قِياماً وسُجَّداً
لهم زَجَلٌ في حمده قد تكاثرا
على بابه جبريلُ قامَ مُلَبِّياً
له اختلَفَ العصرانِ حين تغاوَرضا
له المَثَلُ الأعْلَى فلا وصفُ واصِفٍ
يُحيطُ به والوصف عنه تَقَاصرا
تَعَالَى إلهٌ مالِكُ المُلْكِ قادِرٌ
ولمَّا يَزَلْ في مُلكِهِ العَدْلُ قاهِرا
فما حَدَث في الكونِ إلاّ بِعِلْمِهِ
يَرَى باطِناً منها وما كانَ ظاهِرا
وإنِّي بحمد الله لستُ بخَامِلٍ
ولو لم أكن بينَ الوَرَى مُتَشَاهِرا
إذا كنت بالإسلامِ يوماً مُسربلاً
فحسبي به عِزّاً يفوقُ المَنَابِرا
وإنَّ وَجِيهَ القومِ مَنْ كانَ طائعاً
لمولاهُ والإسلامُ أَضْحَى مُؤازِرا
ولا خامِلٌ إلاّ كَنُودٌ مُنَافِقٌ
لشيطانِهِ أَضْحَى مُعِيناً مُظاهِرا
وإنِّي خبيرٌ بالزَّمَانِ وأهله
وأعرف منهم سُوقَةً وأَكابِرَا
ومَنْ ينطح الْجَوْزاءَ عَزْماً وَهِمَّةً
إذا ما الفَتَى يوم النِّزال تَشَاجَرا
ومَنْ كان جبساً عَفَّرَ الشحمُ قلبَهُ
تخيَّلَ أغنامَ الفَلاةِ قَسَاوِرا
فهِمَّاتُهُم عن كل خيْرٍ تَقَاعَدَتْ
وقد أَنشَبُوا لجَمْع منهم أظافِرا
ألاَ فاترُك الدُّنيا لمن كانَ جانحاً
إليها قد استولى عليها وشَاجَرا
ونافِسْ لجاهٍ لا تحطُّ علوَّهُ
صروفُ الليَّالِي إذ تَحُطُّ الجبابرا
إذا قاتلُوا يوماً على مُلْكِ زائلٍ
فكافحْ على مُلْكِ البقاء مكابِرا
فمن يطلبَنَّ العلم والزهد جاهدا
فمِنْ دونِهِ الأملاكُ يوماً مُفاخِرا
ألا احتج إلى مَنْ شئت تغدو أسيره
وإن كان حَجَّاماً عنيفاً مُخَاتِرا
ومَنْ عنه تستغني فأنتَ نظيرُهُ
وإن ملكَ الدنيا معاً والعشائِرا
فهاك مقالاً فيه أبلغ حكمةٍ
تحلَّى حليمُ القومِ منها أساورا
وذو حَمَقٍ في غيّه وضَلاله
تخيَّلَ بُوقَ اللاّعبين جواهِرا
الغشري
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأربعاء 2011/04/27 09:49:24 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com