عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > الغشري > سبق القضاء وحُقَّت الأقدارُ

غير مصنف

مشاهدة
958

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

سبق القضاء وحُقَّت الأقدارُ

سبق القضاء وحُقَّت الأقدارُ
بالكائناتِ فليسَ منهُ فِرارُ
إبليس قد عبد المهيمن في السما
ولديه قام ملائكٌ أبرارُ
ستون ألفاً من سنينٍ بعدها
عشرون ألفاً جاءت الأخبارُ
ردت عبادته وتلك شقاوةٌ
سبقت وعاضد كبْرَهُ الإصرارُ
والجد آدمُ بعد سُكْن جنانه
قد غرَّهُ شيطانُه الغرَّارُ
فعصى وتابَ وقد تَقَّبلَ توبةً
مولاهُ حين بَدَا لهُ استغفارُ
فأطالَ حزناً بعد فقْدِ نعيمه
وهمَى غزيراً دمعه المدرارُ
ما حالةُ المطرود عن فِرْدَوْسِهِ
كَرْهاً إلى الدنيا وبئسَ الدارُ
وقضى على قابيل قتْل شقيقه
لما أَبَتْ قربانَ ذاك النارُ
والشيخُ نوحٌ مرسلٌ من ربه
فبدا له من قومهِ استكبارُ
ألفاً سوى خمسين عاماً واعظاً
فيهم أقام فنالهم إصرارُ
فعتَوْا عُتوّاً خالفوا مولاهمُ
فأتاهمُ طوفانُه التَّيَّارُ
فنجا الرسوُل ومن تجمهر عنده
فوق السنين وأُغرق الكفَّارُ
فأتى زمانٌ من قرونٍ قد مضت
عُدِمَ الموحِّدُ فيه والإقرارُ
وأتى خليلُ اللهِ ينصحُ قومَهُ
وأباهُ إذْ جاءتْهُمُ الإنذارُ
جحدوا جميعاً ربَّهم فدعا إلى
توحيده ولدى المحجَّة حاروا
فعدا عليهمْ كاسراً أصنامَهُمْ
لما تَيقَّنَ أنهم أشرارُ
قالوا لبعض حَرِّقُوهُ وانصروا
معبودكم إذ أنتمُ أنصارُ
جعلوا له ناراً تأجَّج فرسخاً
في فرسخ ولهيبُها هَدَّارُ
قال الأمين له بحالِ وَثَاقِه
هل حاجةٌ لكَ أيُّها الصبَّارُ
قال الخليلُ إليكَ لا أَمَّا إلى
المولى الكريم فعندهُ الأسرارُ
حسبي سؤالي علمُهُ بمصيبتي
ذو العز ليس تخالُه الأبصار
قال الإلهُ لنارهمء كوني له
برداً سلاماً إنني الجبَّارُ
أكلتْ جميع قيوده ما شعرةٌ
من شعْرِهِ قد أحرقتْها النار
هذي عقيدةُ مخلص لله هل
نال المنى فلينظر النظَّارُ
فرعون موسى جوره ملأ الورى
كذَبَ اللعينُ فأغرقته بحارُ
وإليه موسى مرسلٌ من ربه
في تسع آياتٍ فقال خَسَارُ
وأتى بجيش الساحرين فأمَّنُوا
إذ فُتِّحتْ لقلوبِهمْ أبصارُ
لم يُغْنِهِ صرحٌ ولا هامانُهُ
كلاَّ ولا جندٌ فحلَّ دَمَارُ
وأرادَ مُوسى فَتْحَ أرضِ مُقَدِّسٍ
عزْماً وحزماً فانْثَنى الأنصارُ
فالتيهُ كان عقوبةً لذنوبهمْ
لم يهتدوا لمناصحٍ واحتاروا
عشرونَ معْ عشرينَ عاماً مدةً
بَعُدَتْ عليهم أهلُهمْ والدار
وجنودُ عادٍ معْ ثمودٍ كَذَّبُوا
فأتاهمُ من ربهمْ إعصارُ
وكذاك لوطٌ قومُهُ قد جاءهم
بالحقِّ ما نَفَعتْهمُ الأَنْذَارُ
وأَتُوا الرجالَ بشهوةٍ دون النسَا
وأضلَّهم بضلالهِ الغَدَّارُ
خسفَ الإلهُ بهم وأضحوْا عبرةً
للعالمينَ وفي جهنمَ صارُوا
هذا وكمْ قرنٍ مضى من خلفِهم
صَدُّوا ولما يَنفع الإنذارُ
ولقد مضى الأوَّابُ داودُ الذي
قد كان منه الحمدُ واستغفار
ومضى سليمانُ بنُ داودَ الذي
عَكفتْ عليه الجنُّ والأطيارُ
والريحُ تحملُهُ وإنَّ غدوَّهَا
شهرٌ عليها راكبٌ سَفّارُ
وكذاكَ يونسُ قومُه قد آمنُوا
فأتاهمُ بعد العذاب يَسَارُ
ولقد أتى أولادَ إسرائيلَ ما
صدَعَ القلوبَ مذلةٌ وخَسَارُ
اللهُ فضَّلَهمْ وكرَّمهُمْ فمَا
عَرَفُوهُ بل كَفَرُوا فحلَّ تَبَارُ
قتلا النبيينَ الكرامَ ومن لَهُمْ
بالعُرْفِ قد أُمِرُوا وهمْ أشرارُ
ونبيُّهمْ يحيى أبان لرأسهِ
سلطانَهمْ واستكلب الجبَّارُ
يوماً أرادَ نكاحَ إبنته فما
إلاَّ بَدَا منه له إنكارُ
فاللهُ سلَّط بخت نصَّرَ قائداً
كالليل جيشاً قد حواه غبارُ
فَلِسِتِّ مَايَةِ ألفِ عَدّاً أُحْصِيَتْ
راياته وجنودُه أشرارُ
من تحته أسد عليه راكب
واعتمَّ عِمَّتَهُ وسارَ وساروا
سبعون ألفاً قُتِّلُوا واستأسَرُوا
مثلاً ومنه استوحَشَ الأمصار
ولكم قرونٍ لم أعدِّدْ قد مضوا
أفناهمُ مولاهمُ القهَّارُ
فالبعضُ منهم آمنوا واستسلموا
والأكثرون عليهم الأوزارُ
وكذاكَ رُوحُ اللهِ بلَّغَ قومَهُ
وأتتهم الآياتُ والإنذارُ
فالبعضُ منهمْ آمنوا بكتابه
والبعضُ منهمْ كافرٌ ختَّار
من بعد ذلكَ قد توالتْ فترةٌ
لا مرسلٌ يأتي ولا تذكارُ
ستٌّ مئينٍ من سنينٍ قد أتى
بالنحسِ منها دَوْرُها الدَّوَّارُ
أفلتْ شموسُ العدلِ واندرس الهدى
وغدتْ بليل ظَلاَمِها الكُفَّارُ
فعمُوا السبيلَ وما تمسَّكَ بالهُدَى
غير القليلِ وكلُّهمْ فُجَّارُ
عَبدُوا الصليبَ شيوخُهمْ كُهَّانُهُ
قول المزيد ودرسُهمْ أَشْعَارُ
والشيخُ قُسٌّ عاش سبعَ مئينَ من
تلكَ السنين تَضُمُّهُ الأَقفار
يعظُ الأنامَ بكلِّ ناد راكباً
جملاً عليهِ سكينةٌ ووقارُ
ماءُ الغَمَام شرابُهُ وطعامُهُ
في كلِّ قَفْرٍ أملسٍ أشجارُ
تخشاه كلُّ الأسْدِ في غاباتِها
وعليه من زهدِ الكرامِ دِثَارُ
وأراد أهلُ الفيلِ كيداً هل ترى
ما حَلَّ حينَ تساقطتْ أحجارُ
تركوا لمكة غير جدِّ نبيِّنا
خوفاً ولكنْ ربُّك الستَّارُ
للآلِ هاشمَ في الأنامِ مناقبٌ
وهمُ همُ للعالمين منارُ
وعلى الضلالةِ لم يزلْ شيطانُها
يدعو وللكفر الرَّدِيِّ شِرَارُ
حتى تطلعَ نورُ ربِّي هادياً
وتطالعتْ بسعودهِ أقمارُ
فتساقطتْ لوُلُودِهِ أصنامُهمْ
والنارُ أخمدَ حرَّهَا الأنوارُ
وانهدَّ إيوانٌ لكسرى ثاوياً
وتباشَرَتْ بقدومِه الأقطارُ
لولاه لا دنيا ولا أخرى ولا
ليلٌ ينامُ به الورى ونهار
هو أحمدٌ خيرُ الخلائقِ كلِّها
عبدٌ عزيزٌ صفوةٌ مختارُ
وأَتَى بقرآنٍ مجيدٍ معجزٍ
نظماً أتى في وحيه التكرارُ
فأتَى وهمْ يتفاخرونَ فصاحةً
ذاكَ الأوانَ وتُنْشَدُ الأشعارُ
خرستْ له الفصحاءُ إذ سمعوا له
وأقرَّت البلغاءُ والكُبّارُ
فأطاعَه أهلُ السعادةِ كلُّهم
وأُولُو الشقاء عَرَاهُمُ إنفارُ
وتعاقدوا لقتاله وتعاضدوا
فأبادَهم قَرْضاً به البتَّارُ
أيقاتلون فتى رئيسُ جيوشِه
جبْريلُ ثم القائدُ الجبَّارُ
عَمِيَتْ قلوبُهمُ ولمَّا يسمعُوا
بلْ كانَ في آذانِهم أوْقَارُ
فأتِي وبلَّغ للرسالةِ ناصحاً
لعبادِهِ فتساقطتْ أوزارُ
حتَّى استنارَ صراطُ ربِّكَ ساطعاً
والكفرُ غُوِيبَ نجمُه السيّارُ
بطلتْ رياسةُ عبدِ شمسٍ معْ بني
مخزومَ جين استأسدَ الأنصارُ
لم تَلْقَهُمْ إِلاَّ أسودٌ في الوغى
أو ركَّعٌ لهمُ السجودُ شِعَارُ
الزاهدون الأغنياءُ لفقرهم
أهلُ الصلاح أئِمةٌ أخيارُ
وأقامَ عبدُ اللهِ بعد نبيِّيهِ
ما لم يقمْهُ سيدٌ مختارُ
الصادقُ الصِّدِّيقُ أولُ مؤمنٍ
ولقد حواهُ مع النبيّ الغارُ
من بعدهِ الفاروقُ مَصَّرَ مِصِرَها
وأطاعَهُ الأبرارُ والفُجَّارُ
أمَّا ابنُ عَفَّانٍ فستٌّ عادل
والست فيها جائر ختَّار
قتلُوهُ لمَّا آيَسُوا من رُشْده
والمسلمونَ عليهمُ الإنكارُ
وأتتْ بأصحاب النبيِّ زلازلٌ
فتن تحارُ لهوْلهِا الأفكار
سبعون ألفاً يوم صفِّينٍ مضى
قَتْلَى عليهمْ للبلَى أطمار
وكذا ثلاثون ألوفاً قُتِّلُوا
يوماً على جمل سَطَا عَمَّار
وعلى يومِ النهروانِ عَدَتْ على
الأخيارِ منهُ سطوة وفَقَارُ
فألوفُ أربعةٍ أَبادَ حُسَامُه
فبكى وآدتْ ظهَرهُ الأوزارُ
والأمرُ صارَ إلى معاويةَ الذي
في غَيِّه وضلاله خَطَّارُ
والأمرُ صارَ مَضيَّعاً لمَّا يزَلْ
مروانُ بعدُ وآلُهُ أشرار
ثم العبابس قد تولوا قتلهم
وأتاهمُ بعدَ العُلُوِّ صَغَارُ
ملكوا بنو العباس جَوْراً في الورى
فأتاهمُ صَرْفُ البَوَارِ فبارُوا
ومَضَتْ قُرونٌ والضلالُ مكوِّرٌ
والحقُّ عافٍ ماله إظهار
حتى أتتْ للعلم بعد دُرُوسِه
وأفولهِ بعُمانِنا أنوار
فهلالُ قد عقد اللواء مجاهداً
مستشهداً وله العلا وفخارُ
وأقام موسى وارثاً من بعدهم
نِعْمَ الإمامُ المرتضى الكرَّارُ
أوداه معْ سبعين من أصحابه
سيلٌ عظيمٌ موجه تَيّارُ
هذا وكم للهِ باعَ لنفسِه
هلْ قامَ عبدُ الله والمختارُ
ولقد أتتْ لبني خَرُوصٍ دولَةٌ
نَبويَّةٌ حتى استنارَ الدارُ
فزمانهمْ عِيدُ الزمانِ وعُرْسُهُ
بل وجهُه والسمعُ والأبصارُ
نسخ الظلامَ ضياءُ عدلهمُ إذاً
وبدا على وجه الدجى الأنوارُ
ولقد سما فوق السِّمَاكِ فخارُهم
ولهمْ على كلِّ الأنامِ فخارُ
ساسُوا الخلائقَ دهْرَهُمْ بخلائقٍ
مرضيَّةٍ طابتْ وطابَ بِحَارُ
كادتْ بعدلهمُ تفوه شهادة
بين الورى الأحجارُ والأشجارُ
صَلْتُ بن مالكٍ الإمامُ المرتضَى
دانتْ له أمصارُها وظفَارُ
وابنُ ابْنِهِ فهو الخليلُ أحبَّه
من عدلهِ العُبدانُ والأحرارُ
فثلاثُ عشْرة بيعةً مشهورةً
لبني خَرُوصٍ جاءتِ الآثارُ
ما فيهمُ من ظالم أبداً وما
في حكمهم بين البلاد شنَارُ
وأتى ابنُ بورٍ قائِداً لجيوشِهِ
لم يَبْقَ آثارٌ ولا أنهارُ
قتل الإمام المرتضى سفهاؤنا
ولرأسه قد كوفِر الكفَّارُ
وبعزة الإسلام حلَّت نقْمةٌ
بالقائدِ السفَّاكِ ثُمَّ صَغَارُ
أكلتْهُ نارٌ حينَ يكتبُ طِرْسَهُ
لم تحمهِ الفرسانُ والأوتارُ
وكذى المهنّى عادلٌ بين الورى
ذو هيبةٍ للمعتدِي قهَّارُ
وكذا الشهيدُ سعيد نجدٍ المرتضَى
عبدُ الإلهِ الصارمُ البتّارُ
هذا وكم لله قام مهذَّب
ولكمْ تملّكَ معتدٍ جبَّارُ
ولكم بنو نبهانَ عَاثُوا في الورى
لم يحمِهم جيشٌ ولا أنصارُ
وكذا أولُوا البأسِ الشديدِ وهمْ بنو
صَلتٍ فلا تبقى لهمْ آثارُ
حتى أتى نصرُ الإلهِ لناصرٍ
إذْ آزروهُ عصابةٌ أبرارُ
وعمانُ فيها قائمونَ جَبَابِرٌ
خمسُونَ مغوارا لهم أخبارُ
بسيوفِ يحمد قد مضَى تَدْبيرُهُ
ولربِّنَا في خلقه أسرار
فالله أيدهم وأصلحَ بالَهم
والْجَدُّ يقبلُ ماله إدبارُ
ثم استقامَ الحقُّ في ساحاتِها
واغتم فيها ساخِرٌ مكّارُ
وأتتْ سلاطينٌ عُدُولٌ بعدَهُ
من آل يَعْرُبَ للورى أمطار
سلطانُ مع أولاده فَبلعربٌ
سيفٌ وذلك للعدَا جَرَّارُ
فتشاطروا قبل الرعيَّة واستوى
ما بينهمْ حربٌ له أو ثارُ
وأقام سيفٌ واشترى ممن رعى
أموالهم غصْباً فحلَّ بوار
وسليلُه سلطانُ قام بُعَيْدَهُ
وأشادَ قصراً تحته أنْهارُ
وجزيرةُ البَحْرين جارتْ فاحتَوَى
وجَرَتْ أمورٌ شانُها إعسارُ
وبخندق من بعد صُلْحٍ قتَلوا
غَدْراً وَلمَّا بالجوارِ يُجَارُ
واخْتَار من سُود الغداير وضحاً
سودَ الوجوه أتى بها التجّارُ
وأنالَها الإبريز معْ إبريْسمٍ
فَفَرَتْه من أيدي الرَّدَى أظفار
ثم استقام مهنَّأٌ من بعده
عاماً فعاجل قتلَه الأشرارُ
وسليلُ حمزةَ مَعْ عديٍّ قتِّلا
ظلماً وليس لمنكَرٍ إظْهارُ
ولقد رقا عينَ الضلالة يعرُبٌ
وبَلْعْربٌ وتفجَّرَ الفجَّار
وأتى على الرستاق خطبٌ هائِلٌ
يَرْثي لها أعْدَى العِدَى الهذَّار
لم يبقَ فيها ساكنٌ ومكلّمٌ
إلا بأعلى دَوْحِها الأطيار
وتجنّدتْ للظالمينَ جبابرٌ
متعاونون على الهوى أشرارُ
قتلاً ونَهْباً في عُمانٍ كلِّها
لم يبقَ فيها كامِنٌ وقرارُ
فمحمد قد كان قائِدَ ساحَةٍ
والأصل منه غافر ونزار
وفتًى مبارَكُ بالقصَيِّرِ قائِدٌ
صفَّ الهناوِي ذيُله جرار
ضاق الوسيعُ بجَوْرِهم وتَثَبَّتتْ
للساكنين الدورُ والأسفارُ
وأتتْ بأرضِ صحارَى أعظمُ آيةً
منها المشاعرُ والنُّهَى تحتار
قُتِلاَ معاً في ساعةٍ وتفرَّقَتْ
منها الجيوشُ وطابَ بعدُ صُحّارُ
لو أنه بزمانكم وحيٌ أتى
لأتى في وحْيهِ التكرار
وأقيم سيفٌ واستراحَ به الورى
وأتى السرورُ وولَّتِ الأكدار
بعضَ السنينَ وقد هَوى في هُوَّةٍ
من غيّهِ واقتادَه المقْدارُ
فبلَعْرب حيناً تشمرّ مُنْكِراً
فتطمّسَتْ من ظنِّه أَنْصَارُ
ولقد أتى سيفٌ بجيش أعاجمٍ
جيشٍ عليهِ للقتامِ خِمار
فتذمَّرَتْ عُبرى وبهلاً مثلُها
مع نَزْوَة وافتُضّتْ الأبكارُ
أمَّا بلَعْرَبُ قد تولَّى عنهمُ
قد ضمّنتْهُ في الفلاَ أقفارُ
لم تبق إلا قَلْعَةٌ مشْهورةٌ
عنها تولَّوْا عاجزين وسارُوا
لبلاد سيفٍ مسكدٍ نزلوا بها
وبمعقليها العاليين فدَاروا
وأقَامَ سيفٌ في المراكبِ تائِهاً
سارتْ به فوقَ السنين يحار
ذاك الذي يبغي انتصاراً بالعدى
جاءتْهُ منهم ذلَّةٌ وخَسَارُ
جهدوا فما بلغوا وقُتِّلَ منهم
خلقٌ كثيرٌ والبقيَّةُ طاروا
ولقد أتى سيفٌ إليهمْ وَجَمَّعوا
أيضاً إليه وزاغتِ الأبصارُ
جاءوا ويُدْلونَ المحجة ويحهم
هلكوا وأُهلكَ أربعٌ وديارُ
أيبايعون فتى ظلوماً غاشماً
للعُرْفِ ناهٍ للهوى أمَّارُ
فأذاقهم سَوْط العذَاب بجوره
وبدَا لهمْ من أمرهم إعسار
ثم ابن مُرشدَ بايعوا سُلطانَهم
إذ قدَّموه الجبهةُ الكُبَّارُ
فاستفتح البلدانَ إلا مسكداً
قد عاقه للمعقلين حصار
واستنجد الماشومُ أيضاً تارةً
بأعاجمٍ وأتاهمُ الدَّوَّارُ
حَصَرُوا صُحَارَ وقد تطلَّعَ منهم
غزْو له بالانتقام شَرَارُ
فأتى المعاولَ والصبُوحَ فَصدَّهُ
عما يريدُ السادةُ الأحرارُ
وأتوا إلى بلد الإمام بمطرح
خابُوا وخابتْ منهم الأوطارُ
قتل الإمامُ رجالَهُمْ ثمَّ اصطَفَوْا
من خيلهم وجيادِهم ما اختارُوا
وغزوا مَنَاقي قتَّلوا لرجالها
بعد الحِصَار وحَلّت الأكدارُ
واستأْسَرُوا أَطفَالها ونساءَهَا
فوق الخدُودِ دُموعُها مدرَارُ
فأتاهمُ وجلٌ وصلَّت دونه
ضعفُ عزائم قومهم والجارُ
من بعد ذلك شيخ أربح جاء في
جيْشٍ لمسكد فلكهُ سيّارُ
طلعَ الإمامُ وقومهُ لعماننا
مستنجداً فأجابَه الإظهار
وحَوَى لجيشٍ أرعنٍ متيمماً
لصحارَ فيها المعتدي الكفَّارُ
فأتى لموطنهم وقتَّلَ مَنْ به
فأتى القضاءُ وخابت الأنصارُ
عطفت عليه أعاجمٌ بخيُولهم
فجرَت دماء وارتوت أقطار
فَنَجَا جريحاً مع رجالٍ ستة
وصحارُ فيها قبرُهُ المعطار
وكذا أخوهُ الليثُ سيفٌ قد ثوى
بين القنا هَلْ فوق ذاك فخار
باعوا نفوساً للإله فأجْرُهُمْ
يومَ القضية جنَّةٌ وقرارُ
وكأنَّ يومَ البعث في رَوْعَاته
منه يشيبُ ذوائبٌ وعِذَارُ
فلربما الشمسُ المنيرةُ لا ترى
لمدافعٍ دخَّانُها عَكَّارُ
ثبت الحصارُ يقَالُ تسعةُ أشهرٍ
كم تحتَ أطباق التراب تواروا
لكنَّ فيها من عمان سادة
ورئيس صِدْقٍ خصمُهُ فَرَّارُ
ومدافعٌ مثلُ الرعودِ وزانةٌ
معدودةٌ وخنادقٌ وجدار
ملَّ الأعاجم بعد قَتْل رجالهم
وفراغ زانتهم إذاً واحتارُوا
نادَوْا بصلح حيلةً ومخافةً
ذلَّ الهزيمة والهزيمةُ عَارُ
ساءوا وقد بقيتْ لهم في مسكد
والمعقلين قليلةٌ أنفارُ
وسليلُ حِمْيرَ بايَعُوا أعْلاَمَنَا
ما تمَّ أمْرٌ ثمَّ حارَ الجارُ
وسمى لإخرَاج العِدَى من مسكدِ
شيخٌ له في ضدِّه إضمارُ
فاستنزلتهم همَّةٌ علويةٌ
منها وطابَ البيعُ والأَسفارُ
واللهُ مالِكُ مُلكِهِ ولربِّنَا
بعبادِه سِرٌّ فلا تَتَمَارُوا
واللهُ يؤتي مُلكهُ مَن شاءَهُ
وهوَ المليكُ الواحِدُ القهَّارُ
وهو العزيزُ فمن يشاءُ بعِزِّهِ
وهو المذلُّ القاهرُ الجبَّارُ
فمَن الإلهُ يعِزُّهُ فمُظَفّرٌ
وهو البصير بخلقه السَّتَّارُ
ومَن الإله يذلُّه ويهينُهُ
لم تُغْنِ عنهُ سامةٌ وعُفارُ
إنِّي أَرَى الفُلْكَ الحثيثَ بدَهركم
قد خَفَّ منه دَوْرُه السَّيَّارُ
وتقلبتْ أحوالُه فأراكمُ
كلَّ العجائب صَرفُهُ الدوَّار
ولكُم لَيَالي الدَّهر قد ولَدَت لكم
خيراً وشَرّاً ثم هُنَّ عِشَارُ
كم للمُهيمن آيةٌ بزَمَانكم
يَرْنُو لها مِن ذي النُّهَى أبصَارُ
وتراسلَتْ آياتُهُ وتواتَرَتْ
فتوسَّمَتْ آيَاتِهِ الأفكارُ
والموت آتٍ ما له مِن دافعٍ
والأمْرُ صَعْبٌ والسنونَ قِصَارُ
هذا وخيْرُ مَنِيَّةٍ تأتي الفتى
بثلاثِ حالاتٍ وهُنَّ خسارُ
بالسيف قتْلاً في سبيل إلهه
طلَبَ الثّوابَ مُجاهدٌ كرَّارُ
أو أنه يفنى بحالِ سُجودِه
أو يَظْلموهُ بقتله الأشرارُ
فَامْنُنْ عَلَيَّ بموتةٍ منهُنَّ يا
مولايَ أنت الرازقُ الغفَّارُ
والجورُ خرَّابُ الديار وأهْلِه
والعَدْلُ فيه آثارُهُ وعمار
والبغي صَرَّاعُ الرجالِ فهلْ بَقِي
للظالمينَ بأرضِهِمْ دَيَّار
هذي المحجةُ نورُها متلمعٌ
بل هذه الآياتُ والآثارُ
والحقُّ أقْوَمُ واضحٍ مُتَسَلِّحٍ
هل تستوي الظُّلمَاتُ والأنوارُ
ثمَّ الصلاةُ على النبيِّ وآلِه
ما دارَت الآصالُ والأبكارُ
والصَّحْبُ والأزْوَاجُ مع أتباعهم
ما الليل أَظْلَمَ واسْتَنارَ نهَارُ
الغشري
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأربعاء 2011/04/27 10:10:18 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com