فما هاج قلبي منزلٌ ثم مربَعُ | |
|
| فأقوى سوى الغرْبان والطير يسجع |
|
وصاحَ على أربابِه البيضُ غدوةً | |
|
| فأصبَحَ قفراً حالياً ليس ينفعُ |
|
ولا فقدُ أحباب نأَوْا بعد ما دَنَوْا | |
|
| وسارت بهم عيسٌ تحثُّ ومَرتعُ |
|
ولا حُبُّ خُرْعُوبٍ كَعوبٍ خريدةٍ | |
|
| إذا أسفرت عن وجهها النورُ سطع |
|
رشوفٍ هضوم الكَشْح ذات تفتُّح | |
|
| منعمةٍ رجراجةِ الدعص سلفع |
|
كأن ثناياها المها ومجاجهَا | |
|
| كأرْيٍ إذا ما خالط الأرْيَ شعشَع |
|
هي المسكُ إن فاحت هي البدر إن بَدَتْ | |
|
| هي البانُ إن ماسَتْ غزالٌ تمنَّعُ |
|
إذا خطرت في مشيها اهتزَّ ردفُها | |
|
| وللحَلْيِ رنَّاتٌ وصوتُ يُرجَّعُ |
|
ألا إنها من طيبها الطيبُ نافحٌ | |
|
| ومن حسنها الحسنُ الذي يتفرَّعُ |
|
ولكن سجتْني حادثاتٌ ترادفت | |
|
| ودهرٌ فجيعٌ خطبُهُ وهو أشْيَعُ |
|
رمتني خطوبُ الدهرِ قد طابَ وِتْرهُا | |
|
| وغالَ فؤادي سمُّها المتنَقَّعُ |
|
صروفُ الليالي إنها لوْ توقعت | |
|
| على شُمَّخس صُمِّ الجبالِ تَصَدَّعُ |
|
فكم من جموع قبلنا وجحافلٍ | |
|
| فشتتهم صرف الزمان المودِّعُ |
|
فأين سليمانُ الذي سخرتْ له | |
|
| طيورُ السما والريحُ تغدو وتسرعُ |
|
وأين عماليقٌ وشدادُ قد مَضَوْا | |
|
| وعادٌ ونمروذٌ معاً ثم تُبَّعُ |
|
وأين ابن عدنان وعمرٌو ومنذرٌ | |
|
| وأين ابن قحطانَ المليكُ المروِّعُ |
|
أناخ بهم ركبُ المنون فأزمعوا | |
|
| برغمٍ وإنَّ الموتَ ما عنه مفزَعُ |
|
فلم تبكهِمْ فقداً سمواتُهُ العُلا | |
|
| ولمَّا بكَتْهُمْ أرضُه حين ودَّعُوا |
|
فلا طَمَعٌ بالخلْدِ إنَّ نبيَّنَا | |
|
| لِكَأْسِ المنايا قبلَنا مُتَجَرِّعُ |
|
فيا أيها المرءُ الذي هو ساحبٌ | |
|
| لأذيالِه تِيهاً وما يتورَّعُ |
|
جمعت حلالاً معْ حرامٍ لوارثٍ | |
|
| بِطُولِ المدى حتى المماتِ تُجمِّعُ |
|
فدع هذه الدنيا وزخرفَها الذي | |
|
| يئول كأفياءِ الظلالِ ويرْجِعُ |
|
أخي فعُجْ عنها عِنَانك إنها | |
|
| خَلُوبٌ كَذُوبٌ بَرْقُهَا متقطِّعُ |
|
وبادرْ لتقوى الله واعلمْ بأنها | |
|
| تنجِّيكَ من نارٍ تلظَّى وتسْطَعُ |
|
وأمَّا صلاةُ الحربِ هاكَ حدودَها | |
|
| ركعتين في كلِّ المواقيتِ تركعُ |
|
بطائفةٍ منهم يصلِّي إمامُهم | |
|
| وطائفةٌ نحوَ العدوِّ فتَدْفَعُ |
|
ويبدو بتوجيهٍ جميعاً ويحرموا | |
|
| ولي الدين يُسْرٌ من إلهي مُوَسَّعُ |
|
إذا سجدُوا فلْتأْتِ طائفةٌ الوَرَا | |
|
| وتنصرفُ الأُولَى وتَعْدُو وتُسْرِعُ |
|
تقومُ مقامَ الأوَّلينَ وينصتوا | |
|
| فإن سَلَّموا أهلُ الصلاةِ فَوَدَّعُوا |
|
فَيُبْدا بتسليم وليس تَشهُّدٌ | |
|
| وليسَ تحياتٌ عليهمْ فتُشْرَعُ |
|
ويَقْرَا الإمامُ الحمدَ طوعاً وسُورَةً | |
|
| ويفْرِدُها في الظهرِ والعصرِ يَجْمَعُ |
|
ويتلونه في الحمدِ من كان خلْفَهُ | |
|
| حضوراً وأسفارا فَعُوا القولَ واسْمَعُوا |
|
وكلٌّ يصلِّي وحدَه الوترَ جائزا | |
|
| وجدناه في الآثارِ يحكيه مِصْقَعُ |
|
وأمَّا إذا صلُّوا وقد سَارَ عَنْهُمُ | |
|
| عدوُّهُم في ذلكِ الوقتِ يَرْبَعُ |
|
فلا بَدَلٌ يعتريهمُ في صلاتهمْ | |
|
| ولو لحِقُوا بالوقتِ يوماً وأسْرِعُوا |
|
وإن كنتَ لم تسطَعْ نُزُولاً عن القَرا | |
|
| فَصَلِّ على سَرْج وخَيْلُكَ تُهْرَعُ |
|
وإنَ كنت مطلوباً ولم تكُ باغياً | |
|
| فتكبيرةٌ تجزْيكَ يوماً وأربَعُ |
|
وقد قيلَ تُجْزِي قل هُو اللهُ خطبةً | |
|
| لَدَى جمعَةٍ الزَّهْرَا عن الصَّلْتِ تَرفَعُ |
|
وجاءتْ بحمدِ اللهِ نوراً وحكمةً | |
|
| تُكَشِّفُ غَيْمَ الشَّكِّ عنها وتَقْشَعُ |
|
تلقّفْتُهَا عن كلِّ حَبْرٍ مهذَّب | |
|
| عليمٍ بآثارِ الأئمَّةِ تُشْرَعُ |
|
ومن جامع الشيخ الفقيه محَّمدٍ | |
|
| فتى جعفرٍ نعمٍ الأريبُ السَّمَيْذَعُ |
|
جزاهم إلهي كلَّ خيرٍ فإنَّهُمْ | |
|
| لَنَا أَصَّلُوا الأحكامَ والدينَ أَشْرَعُوا |
|
وإنَّ أصولَ الدين ما جاءَ نَصُّه | |
|
| بقرآنِ ربِّي وهو للحقِّ مبدعُ |
|
وما سنةُ الهادي النبيِّ محمدٍ | |
|
| وما اتفقَ الإسلامُ فيه وأجمعوا |
|
فإنَّا بما قالوه نَرْضى وإنَّنَا | |
|
| بهْم نَقْتَدِي ما ضَمَّتِ العيسَ بلقع |
|
فعاشوا ودينُ الله معتدلُ القُوَى | |
|
| وماتُوا وشملُ الجهلِ شتَّى مُصَدَّعُ |
|
فمالي أرى الأحداث أغْطَشَ ليلُها | |
|
| وأنتمْ كأمثالِ السوائِم تَرتَعُ |
|
ألم تسمعوا ما قد رُوِي عن نبيِّكم | |
|
| عليه صَلاةُ اللهِ ما هبَّ زعْزَعُ |
|
إذا حبشيٌّ قام بالحقِّ والهديُ | |
|
| ألا فأطيعوا أمره ثَمَّ واسْمَعُوا |
|
ومهما تولّى أمرَكم غيرُ عادلٍ | |
|
| ولمَّا يَزَلْ في حِندِسِ الجَوْرِ يُهْرَعُ |
|
ألا فاجدَعُوا بالسيفِ قَسْراً لأنفهِ | |
|
| ولو جَدُّهُ في سالفِ الدهر تُبَّعُ |
|
ألا شمِّروا لله في نَصْرِ دِينكِمْ | |
|
| لعلَّ شعاعَ الحقِّ والدينِ يَسْطَعُ |
|
ألاَ زحزحُوا بالسيفِ من كان جائِراً | |
|
| ألا بكِّتُوا رؤوسَ النفاق وقَطِّعُوا |
|
بيومٍ عَبُوسٍ في الوغَى يكسِرُ القنَا | |
|
| يفرُّ جبانٌ منهُ والرأسَ يَقْنَعُ |
|
ألا نِعْمَ ذاكَ اليومُ فيه لثائِرٍ | |
|
| وويلٌ لوهْنٍ خائفٍ يتروَّعُ |
|
فلن يبلغ العليا فتًى غيرُ ضاربٍ | |
|
| بصمصامه هامَ العدوِّ ويَنْجَعُ |
|
إذا لم يكن للمرء بدٌّ من الفنا | |
|
| فموتُ الفتَى بالصارمِ العَضْبِ أرفعُ |
|
أتتكَ كعذراءِ يلوحُ جبينُها | |
|
| وتحتَ نِقَابٍ كالغزالةِ تلمَعُ |
|
وتسحبُ أذيالَ الدمقس تبختُراً | |
|
| وتيهاً ومسكٌ نشرُهَا يتضوَّعُ |
|
سُلاَلةُ آباءِ مَضَوْا خيرُ ذروةٍ | |
|
| زكيٌّ تَسضامَى طبعُها والتَّطَبُّعُ |
|
ألا إنها كالسلسبيل ختامُه | |
|
| من المسكِ والكافورِ واللونُ أنْصَعُ |
|
وكالروضةِ الغَنَّاءِ وَبْلٌ أصابَها | |
|
| فأصبَحَت الروضاءُ زهراءَ تُمْرِعُ |
|
أَلاَ إنَّها تكفِي من الشعرِ حكمةً | |
|
| وتكفيكَ شعراً إذا كنتَ تَقْنَعُ |
|
نظمتُ لِذِي الأبياتِ فيها مَسائلاً | |
|
| كدرٍّ وعِقيانٍ لها السِّلْكُ يُجْمَعُ |
|
تَكَحَّلَ تسهيداً وجافَى فِرَاشَه | |
|
| إذا ما دَجَى الديجورُ والناسُ هُجَّعُ |
|
تحاولُ أمراً والنجومُ تبادرتْ | |
|
| فكم آفلٍ منها وكم هي تَطْلُعُ |
|
فما طلبُ العلْيَاءِ سهلٌ مَرَامُهُ | |
|
| ولا خاملٌ يدنو إليها ويطمعُ |
|
وصَلِّ على المختارِ ما انهلَّ وابلٌ | |
|
| إلهٌ له كلُّ الخلائقِ هُطَّعُ |
|