بني آدمٍ ماذا المُقَامُ بغفلةٍ | |
|
| وقد حثَّكُمْ داعِي المنونِ فأَسْمَعَا |
|
وصاحَ غرابُ البين فِي عَرَصَاتِكم | |
|
| ففرَّق شملاً منكم قد تجمَّعَا |
|
فجرَّعَكُمْ كأسَ المنيةِ عَلْقَماً | |
|
| وأثخنكم سيفَ الحِمام فأوجعا |
|
فيا وحشة الأوطان من بعد أهلها | |
|
| وأفظَع داعٍ للرحيل وأفجعا |
|
فبدَّلكُمْ بعد القصورِ وظلِّها | |
|
| وعوَّضكُمْ قفراً من الأرضِ بَلقْعَا |
|
به العبدُ والمولَى الرفيعُ تساويَا | |
|
| فلم تعرف المولَى غداةَ تقطَّعا |
|
فسيانِ ظلُّ الأَثْلِ يوماً لظاعِنٍ | |
|
|
ومن ملك الدنيا ودوَّخ أهلهَا | |
|
| ومن لبسَ الثوب الخليقَ المرقَّعا |
|
ومن بات فيها طاويَ البطنِ جائِعاً | |
|
| ومن قد حوى فيها الكنوزَ وجَمَّعا |
|
فما مَثَلُ الدنيا سوى ظلِّ زائلٍ | |
|
| وغَيِّ سرابٍ في الفَلاةِ تَلَمَّعضا |
|
وأشبهُ شيءٍ بالخيالِ لهاجعٍ | |
|
| وسحبٍ تَغَشَّى فاضْمَحَلَّ وأَقْلَعَا |
|
ألا إنها بحرُ الهلاكِ وفُلْكُها | |
|
| وعصمتُها تقوى الإلِه لمن دَعَا |
|
مساكينُ أهْلُوها عليها تكالَبُوا | |
|
| تحفَّظَهُمْ داءُ الجنونِ فزعْزَعَا |
|
لهم أعينٌ لكن عَمًى في قلوبِهِمْ | |
|
| يتيهونَ أمثالَ البهائمِ رُتَّعَا |
|
فما عاقلٌ منهمْ سوى غيرِ زاهدٍ | |
|
| توشَّحَ سربالَ التُّقى وتَدَرَّعَا |
|
وويلٌ لعبدٍ غاشمٍ في ضلالِه | |
|
| وطوبَى لعبدٍ عن هواهُ تَوَرَّعَا |
|
فلا رأْي إلا توبةٌ آدميَّةٌ | |
|
| بقلبٍ على كَسْبِ الذنوبِ تقطَّعَا |
|
ويَقْرَعُ بابَ اللهِ في غسَقِ الدجى | |
|
| ونَامَ خليَّ البالِ ليْلاً وهَجَّعا |
|
وتبكِي نجيعاً عبرةً بعد عبرةٍ | |
|
| على ذنبكَ الماضِي وترغبُ في الدُعَا |
|
عَسَى وعسَى يَمْحُو الذنوبَ بلطِفِه | |
|
| وعن ناره تَلْقَى محيصاً ومفزَعَا |
|
وتسكنُ جناتِ النعيمِ بمنِّه | |
|
| ورحمتِهِ فيما تُرِيدُ ممتَّعَا |
|
مجاوِرَ خيرِ العالميَن محمدٍ | |
|
| عليه صلاةُ اللهِ ما طائفٌ سعَيَ |
|