هاجَ اشتياقِيَ لَمَّا بارقٌ خَفَقَا | |
|
| من نحوِ يَبْرِينَ حتَّى جَدَّدَ الأَرَقَا |
|
وقد تذكَّرْتُ غِزْلاَناً به كَنَسَتْ | |
|
| تحتَ الخيامِ التي مَضْرُوبَةٌ نَبَقَا |
|
غزلانَ أنسٍ أتتْ في الخزِّ رافلةً | |
|
| ما غَازَلَتْ مِنْ فَتًى إلا انثنى صُعِقَا |
|
تلك المعاهدُ تحوِي كلَّ كاعبةٍ | |
|
| فكم حوتْ غادةً رجراجةً فَنَقَا |
|
من كل واضحةِ الخدِّينِ ناعمةٍ | |
|
| كأنما سُقِيَتْ مشمولةً دَهَقَا |
|
قتالةٍ بسيوفِ اللحظِ فاتكةٍ | |
|
| ما غادرتْ قسوةً في عاشقٍ رَمَقَا |
|
كأنما وَجْهُها من تحتِ بُرْقُعِها | |
|
| بدرٌ تَلَمَّعَ والدَّيْجُورُ قد غَسَقَا |
|
تجلُوه الظلامَ إذا حَلَّتْ براقعَها | |
|
| ليلاً يُريكَ بياضَ الصبح قد شَرَفَا |
|
شهدٌ به الريقُ يبدو الدرُّ إن نطقَتْ | |
|
| تربكَ دُرّاً معَ الياقوتِ قد نُسقَا |
|
كأنما الشمس من لألائها طلعَتْ | |
|
| إذا رأيتَ بياضَ الحَلْيِ قد بَرَقَا |
|
وللخلاخلِ أصواتٌ مرجَّعَةٌ | |
|
| يَزيدُ أهلَ الهوى ترجيعُها قَلَقَا |
|
يا فوزَ من وصلتْهُ عند هجعته | |
|
| وساقيَ الخمر بالكاساتِ قد طَفَقَا |
|
وظل يرشُفُ طوراً من مَجَاجَتِها | |
|
| والكأسَ طوراً ونورُ الصبح ما انفلقا |
|
خَلِّ الهوى ثم أهلِيه ووَصْفَهُمُ | |
|
| في جانب وَدَع البلوى لمن عشقا |
|
واشمخْ بهمَّتِكَ العلياءِ مرتقياً | |
|
| لِسُلمِ المجدِ ولمهِمَّاتِ مُعْتَنِقَا |
|
وذرْ بصارمكَ البتَّار محتسباً | |
|
| غياهبَ الظلمِ وارهقْ باطلاً رهَقاً |
|
واثبِت قواعدَ دينِ الله معتصِماً | |
|
| ولو غدوتَ بنارِ الحربِ محترِقا |
|
والخيلُ ترجفُ والراياتُ قد خَفَقَتْ | |
|
| وطائرِ الموتِ في أربابه نَعَقَا |
|
أينَ الكريمُ الذي للهِ منتدبٌ | |
|
| وقد وفَى الله عهداص منه قد سَبَقَا |
|
هذا هو الفخرُ في الداريْن أجمعُه | |
|
| طوبى لمخترِقِ العليا حِين رَقَى |
|
كم بين هذا ومن يسمعْ لنابحةٍ | |
|
| فظلَّ يرعُدُ من رَوْعاتِه فَرقَا |
|
من لي بحرٍّ يذودُ الظَّلمَ وهو يَرَى | |
|
| بَيْعَ الحياةِ بجناتٍ وخيرِ بَقَا |
|
عذراً إليك إلهي أنت تعلمُ ما | |
|
| يُخْفي الضميرُ ومهما ناطقٌ نطقَا |
|
هل عصبةٌ من بقايا الأزْد راتِقةٌ | |
|
| للخَرْق حينَ رِدَاءُ الدينِ قد فُتِقَا |
|
مالِ العزائمِ والهِمَّات خامدةٌ | |
|
| والجورُ والظلمُ في الدنيا قد اتَّسقَا |
|
لكنْ عسَى الله أن يأتِي بنُصْرَتِهِ | |
|
| لا تَيْأَسَنَّ وكُنْ بالله مستبقاً |
|
واسمعْ مقالَى لا تبغِي به بدلاً | |
|
| سَلِّ الهمومَ وخَلِّ الغيظَ والحَنَقَا |
|
وانصِتْ إلى كلمِي واستخرجَنْ حِكَمي | |
|
| منِّي ولا تَنْظُرَنْ سِرْبَالِيَ الخَلَقَا |
|
المرءُ بالحظِّ لا بالعقلُ مُرتفعٌ | |
|
| كم عاقلٍ لم يزلْ في عَيْلةٍ وشَقَا |
|
وجاهلٍ تحت ظلِّ الحظِّ مُنقلبٍ | |
|
| على النعيم وفوقَ النَّيِّرَيْنِ رَقَى |
|
فاخْتَرْ لِحَظٍّ ولا تبغِي حِجًى ونُهًى | |
|
| لَعَلَّ يَرْقِيك مِن أطباقِه طَبَقَا |
|
قد يجعلُ العِيَّ سَحْبَاناً إذا نَطَقَا | |
|
| ويجعلُ النَّتْنَ رِيحَ المِسْكِ إذ فُتِقَا |
|
لكنْ إذا اجتمعا للمرءِ دُونَكَهُ | |
|
| مُمَهَّداً فوق عرشِ المجدِ مُخْتَرِقَا |
|
والمرءُ في الدنيا وآخرُهُ | |
|
| ما اللهُ مُعطِيهِ تقديراً لقدْ سَبَقَا |
|
سَلِّمْ إليه وخَلِّ الهمَّ مُنبرحاً | |
|
| إنَّ الهمومَ عَنَاءٌ تُهْلِكُ الْحُمَقَا |
|
ثمَّ الصلاةُ على المختار سيّدنا | |
|
| ما حَنَّ رعدٌ وجادَ السُّحْبُ مندفقَا |
|