عَلَّلاني على اْعتدال المشيب |
بحديث الصَّبِي وذكرِ الحَبيبِ |
انْ تكلَّفت غَضَّ طرفٍ جموح |
كيف أَسطيع كفَّ قلبٍ طَروبِ |
في غَرامي تشوُّقٌ في التمادي |
واعتصامي بصبريَ المغلوبِ |
حبَّذا عهدنا وجدُ الغَواني |
واَلمغاني بين الِّلوي والكثيبِ |
وتعلاتُنا بعيشٍ فَتيٍّ |
ومَحلاتُنا برَبْع قَشيبِ |
حيثُ طار الصّبي بكّل ظريف |
واستَّقر الهَوى لكلِّ ربيبِ |
من ظبآءِ الخبآءِ قُدر فيه |
وَضَح البدر واعتدال القَضيبِ |
شكِلات بعْنَ في كلِّ فنٍ |
بالتذاذِ العيون هَّم القُلوبِ |
من جباهٍ غُرٍّ ولُعس شفاهٍ |
وثنايا موشَّرات الغروبِ |
كم جنيناً بهّن من طيب عيشِ |
بين لَفظ الواشي وعين الرقيبِ |
قد بلونا الزمان طِفلاً وكهلاً |
ومُشاماً بالذوق والتجريبِ |
لم تكن خفّة الشَّبيبة أْحلى |
عندنا اليوم من وقار المشيبِ |
لا يظنَّ الفتيان أن يَسبقوني |
بشبابِ أخذت منه نَصيبي |
فالغَواني صرمتُها والملاهِي |
قد كَفاني منها اكتسابُ الذّنوبِ |
وَجَيت توبةُ المُسيءِ وأَنّى |
لكِ عذرٌ يا نفسُ إِنْ لم تتوبِي |
أيُّها المُتْرَفون إنّ الليّالي |
زاهياتٌ لكلِ لاهٍ لَعوبِ |
كلُّ يَومِ وأن تطاوَلَ عُمر |
يَتَقَضَّى بكّل حُسْنِ وطيبِ |
فارْتَعُوا ما رتَعتُمُ لا هناكُمْ |
رغدُ العَيش بَين عَارٍ وحُوبِ |
وَتَرجُّوا أن تَندَموا والمُعافَى |
مَنْ تَلافَي نَدامةَ من قريبِ |
والمُعَنَّى في غَيّه مُسْتَلذٌّ |
بغرُورِ كلَذّةِ المجْروبِ |
فاسْتمِدّوا من الحَياةِ بزادٍ |
وأَعِدَو مَضاجِعاً للجُنُوبِ |
أَنا مِمَّن أهْدَى الملامَ إِليهِ |
واعظاتُ التَّرغيب والتَّرهيبِ |
لَسْتُ بالمدَّعىِ وقاراً وحِلماً |
وأراني أحقَّ بالتأديبِ |
قد تحَمَّلْتُ أَو تعّلمت رشداً |
من أبي القاسم الحليم اللَّبيبِ |
من عليً الذِّي عَلا بثَبات |
وهباتٍ ومَكرُماتٍ ضروبِ |
أعجبتْنا جلالةٌ من كريمٍ |
ليسَ إِعجابها لنا بعجيبِ |
وهو أهل للمكرمات وربٌ |
لمحّلِ الفَضَائِلِ المطلوبِ |
من اناسٍ تَوارثوا كلَّ فَضْلٍ |
ونمَاهم للمجد كلُّ نجَيبِ |
عَتَكيُّون أثَّر المجدُ فيهمْ |
بيتُ عزّ بين الرُبى والدُّروبِ |
حُلَمَآء النُّهى كرامُ المسَاعي |
وحسان الوجُوهِ بيضُ الجُيُوبِ |
فهمُ المُفْعمونَ سودُ المَقاري |
وهمُ المُطعمون عامَ الجدُوبِ |
وإِذا استُمطِروا غيوثُ الأيادي |
وإذا استُنْصِروا ليوثُ الحُروبِ |
صُبُرٌ في اللّقآءِ غُلبٌ شدادٌ |
بين مْردٍ مُجَّربين وشيبِ |
ركبوا الخَيل مُقْرَبَاتٍ عتاقاً |
تتَبارى في الشدِ والتَّقريبِ |
من بناتِ الوَجيهِ جُردٌ عتاقٌ |
كل نَهد مُطَهمٍ سُرحوبِ |
مُجْفَر الجنب لاحقٌ أيْطَلاهُ |
مُشْرِفُ الحاركين ضافي السَّبيبِ |
وبأيديهم الأسنَّة زُرقاً |
ورقاق الظُّبا وصُمُّ الكُعوبِ |
وهُمُ ملجأُ اللّهيف ومَأوى |
كلِّ عانٍ وعصمةُ المكروبِ |
لِعليَّ يدٌ علت بايادٍ |
من جَوادٍ للمكرمات سكوبِ |
وَرثت من أبي المعمّر طُولاً |
وانبساطاً بفضل باعٍ رَحيبِ |
وفنُونٌ من الصنَّائع قامتْ |
في النواحي لَه مقامَ الخطيبِ |
وهي تُثني على عوائدِ حُسنىَ |
وطباعٍ محض ومجدٍ حسيبِ |
أَصبح المجدُ والمكارم قِسْماً |
لأبي القاسم الجواد الوَهوبِ |
كلَّ يوم ياتي بحُسنٍ بديع |
من سَجيَّاته وفضلٍ غريبِ |
وثوابٍ للاوليآء مصيبٍ |
وعذابٍ على العِدَى مصبوبِ |
والعفاةُ المجاورونَ لديه |
أبداً مُنه في زمانٍ خصيبِ |
بين روَضٍ من الجمال أنيق |
تحتَ غيث من السَّماحِ سَكوبِ |
أيّها السَّيدُ المشارُ إليه |
في التماسِ الغِنى ودَفع الخطوبِ |
يا أبا القاسِم المُقَسّم جَدْوى |
راحتيهِ في النآس قَسْم الوجُوبِ |
خَصَّكَ اللهُ بالكَمالِ المذُكَّى |
حينَ نقَّاكَ من جميعِ العيوبِ |
فابْقَ في سُؤدَد وظِل نعيمٍ |
مُستَقيمٍ بذيلهِ المسْحوبِ |