َجَرَ الحِسانَ وهُنَّ من آرابهِ |
وأرق لمَّا راقَ كأس شَبَابهِ |
وعَفى الصبى ورأى النُّهى أزكى له |
وقَلى الهوى ورَأى التُّقى أولى بهِ |
ما زالَ بالقلب الْلجوجِ يروضُهُ |
حتَّى ارْعَوَى وأفاقَ من أطلابهِِ |
والقلبُ لا يُرضيك في إغفالِه |
حتَّى يكونَ مُلازماً لعتابهِ |
فإذا اجْتهدت على صَواب الرأي في |
عملٍ رأيت حلاوةً بصوابهِ |
والحسنُ في الأمر المزوَّرِ زائلٌ |
كالشيب ينصلُ بعد حُسن خِضابهِ |
ولا يُعجبنَّك لابسٌ لتواضعٍ |
فعسى النُّفاق يكونُ تحت ثيابهِ |
إنَّ السَّلامة في رغيد العْيش ما |
سَلِم الفتى من إثمهِ ومَعَابِهِ |
وإذا امرؤٌ رزقَ الغِنى في طاعةٍ |
لله فهو على سبيل ثوابهِ |
من لم يكُد النَّفسَ في طلبِ العلى |
قاسى من الحرمان غُصةَ نابهِ |
إن لم يكن في العَجْز منهُ قناعةٌ |
لقيَ الأذَى والحَّ في تَطلابهِ |
والمرء يُكرَمُ في الرجال بمالهِ |
لا علمِه فيهم ولا آدابهِ |
وإِذا امرؤٌ في الحق أتعبَ نفسَهُ |
فالراحةُ الكبرى مَدى أتعابهِ |
من ناقشَ النَّفسَ الحسابَ حياته |
لم يخشَ يوم البعث طولَ حسابهِ |
والعبدُ لا تحلو عِبادَةُ ربّه |
في نفسهِ إِلا بخوفِ عِقابهِ |
يا صَاح كلُّ محصَّل من لذةٍ |
إِتيانُه متعلقٌ بذهابهِ |
كيف اغتُرارُك بالزّمان وقد تَرى |
قُرب اتّصال عماره بخرابهِ |
والمرءُ ما صحِبَ الزمانَ فإنهُ |
مُتجرَّع من شُهدهِ أو صابهِ |
والمُنْتهَى من بعد ذين إلى مَدى |
يوم يريهِ القطْع من أسبابهِ |
يومَ يريهِ الخلَّ من أعدائهِ |
لوْ لم يسؤه الفقد من أحبابهِ |
لو كانَ يعقلُ من طغى في نعمةٍ |
لله كدَّرها حذارَ عذابهِ |
هَلاَّ تفكر مُوقنٌ بسؤآله |
يوم القيامة كيف ردُّ جوابهِ |
الحمد لله الذي هو جاعلٌ |
للضيق وسعاً يبْتغى من بابهِ |
يعيا الفتى بذنوبه وكأنَّهُ |
لم يأتِ ذنباً قطَّ عند متابهِ |
يا حبَّذا من تاب عند وجوده |
عملَ المعاصي وهي من آرابهِ |
كمتاب يعرب عندَ أحسنِ حاله |
من دهرهِ ويسارهِ وَشبابهِ |
هذا الطريقُ المستقيمُ وزُيِّنت |
في نفسهِ التَقوى بحُسنِ إيابهِ |
أنسَت بهِ سَمَد ولازم أهلهَا |
فعلُ الصَّلاحِ لحّبهِ ومَهابهِ |
بلدٌ يكونُ الدينُ في أشرافه |
فالخيرُ عند مُجّنِبٍ لجنابهِ |
سامى أبو العرب الكَواكبَ نافذاً |
في كل خطبٍ رائضاً لصِعابهِ |
المجدُ يُعربُ عن معاني يعرُبٍ |
في الحاضرينَ بهِ وفي أغيابهِ |
مُتوشِح ثوبَ الجمال إذا اْحتبى |
بهر الملا في الحفل المُتشابهِ |
معَ علمِهم أنَّ الرَّزانةَ والتُقى |
والجودَ والمعروفَ حشوُ إهابهِ |
رُزق الجمالَ فَلو تطاول مُعجباً |
لم تعجب الأقوامُ من إعجابهِ |
لكنذَه رُزق التواضُعَ والنهى |
والنسّكَ والأخلاصَ في محرابهِ |
وإذا أردتَ العلمَ منه فإنَّه |
من أهل موضِعه ومن طلاَّبهِ |
طَوراً نراهُ مُذكراً لجليسه |
حِكمَ الملوكِ وتارةً لكتابهِ |
أهلُ الحجى والدّينِ من قُرنائهٍ |
وأولو النُّهي والحقّ من أصحابهِ |
وإذا المؤمِّل زارَه لمُهمَّة |
لم يلقهُ مُتوارياً بحجابه |
وإِلى العتيك أبو المعالي ينتمي |
وإلى ذرى قحطان من أسبابه |
وإِذا تفاخرت الملوكُ فإِنَّهُ |
يعُلو ويسمو في عَزيزِ نصابهِ |
بالأزْدِ أنصارِ النَّبي تفقَّهوا |
في دينه وهُدوا بنورِ شهابهٍ |
بَذلوا له أموالهَم ونفوسَهم |
حتَّى اسْتقرَّ الحقَّ في أ ربابهِ |
فهُم الرؤوس لدى زمانهم إِذا |
عُدُّوا وباقي الناس من أذنابه |
يا يعربُ ابنَ أبي المعمَّر يا أبا |
العَرب المُنيف على عُلى أترابهِ |
ما أنتَ إلا البدُر عند تمامهِ |
والبحرُ يزخرُ طامياً بعُبابهِ |
واللَّيثُ يزأر في عرينةِ غابهِ |
والغيثُ يحري من متون سحابهِ |
فبقيتَ محروساً وعشتَ مسلمَّاً بهِ |
في الدّهر مُغْتَبطاً مدى أحقابهِ |
والعيد عاد عليكَ مسرورَاً بهِ |
في حُسنِ حلْيتهِ وفي تَطيابهِ |
وإِليكها عذراءً ذات بدآئعٍ |
كالدُّرِ منظوماً بِجيد كعابهِ |