ماذا ألمَّ بلمَّتي فأشابها | |
|
| وخَضْبتُها فنضا البياضُ خضابَها |
|
سَرَتِ الهُمُومُ الطَّارقاتُ فغادرت | |
|
| بينَ الجوانح والحَشى أَوصا بَها |
|
ما زالتِ العَبَراتُ جامدةً إلى | |
|
| أنْ مسّها ألمُ الأسى فإذا بَها |
|
قد ذُقُتُ فقدانَ الاحبّةُ بُرّهَةً | |
|
| وصَرَمْتُ في أيدي الهَوى أَسْبابَها |
|
عَتْبٌ على الأَيام أُظْهرُهُ ومَا | |
|
| إعْتابُها لي أَن أَطَلْتُ عِتابَها |
|
أَمَّا اْلخَطُوبُ الحادثاتُ فلنْ ترى | |
|
| لي غفْلَةً عن أُهبّةٍ فأهابَها |
|
ترَكَتْني الحالاتُ في تصْريفها | |
|
| سور النوائبِ ثالماً أَنيابَها |
|
وأَنا الجليدُ فما فرِقْتُ لفُرْقةٍ | |
|
| قبل اغْترابي قد زَجرْت غُرابَها |
|
أسفي على أَني تملَّيْتُ الصِّبا | |
|
| وإخالُ نفْسي ما قضَت آرابَها |
|
ولَطالما أَجْرَرتُها رُسُن الهوى | |
|
| في اللَّهْو تمنَعْ في الحسابِ شبابَها |
|
ولقدْ شَهِدْتُ الشَّرْبَ بينَ دَسَاكرٍ | |
|
| يُسْقُونَ من صافى الرَّحيق شَرابَها |
|
وطَرَقْتُ صاحِبَةَ الْخِباء ودُونها | |
|
| سُمْرُ القنا باتتْ تَحُفُّ قبابَها |
|
وَلَقَد أَبيتُ اللَّيْلَ أَعْتَسفُ الفَلا | |
|
| وأَجوبُ من ظْلْم الدُّجى جِلْبابَها |
|
وأَخُوضُ بالبيداءِ رَقراقَ الضُّحى | |
|
| والشَّمْسُ حائِرَةٌ تمجُّ لُعَابَها |
|
وأُقرِّض الغُرَّ الأوابدَ مادحاً | |
|
| صيدَ المُلوكِ وذاكراً أَحسابَها |
|
أفدي بني عُمَرَ بن نبْهان الأُلى | |
|
| أُوتوا العُلى وتسربلوا أثوابَها |
|
آلُ العَتيكِ الوارثين أَرُومَة ال | |
|
| أزْدِ الكِرام صَميمَها ولبابَها |
|
الحاملون عن العَشيرة جُرمَها | |
|
| والنَّاصِرون لها على ما نابَها |
|
والوالجون لدى الوغى غَمراتها | |
|
| والفارجون إلى العُلى أَبوابَها |
|
وهُم اللُّيوثُ لدى الكَريهَة أَوطنَت | |
|
| بينَ الأعنَّة والأسنّة غابَها |
|
وإذا العَشيرةُ عُرِّضت لمُلمّةٍ | |
|
| يوماً كَفوها خَطْبَها وخطابَها |
|
وإذا تنُوب مصيبةٌ عجمتهمُ | |
|
| كانوا أشداءَ القَناةِ صِلابها |
|
كَرمُوا وقد فُجعوا بفَقدِ كريمةٍ | |
|
| لم يُبْلغُوا جَزَعَ النُّفوسِ مُصابَها |
|
مَلكوا العزاءَ وقلَّما فجِعوا بما | |
|
| يُنْسي الرّجال بِحيرَةٍ البابَها |
|
نزَل الحمامُ على عقيلَّة قومها | |
|
| واغتالها متَسَوِّراً مِحْرابَها |
|
والجْد يشْهَدُ انَّها شمْسُ العُلى | |
|
| أَفلت وحلت بالعَراءِ حجابَها |
|
سَكنَتْ بأَخلاق المكارِم والحجى | |
|
| بطنَ التُّرابِ ولم تُزل أَتْرابَها |
|
لا حوْلَ عمّا عاينتهُ وإنّما | |
|
| يُرثي لها أَن فارقت أحبابَها |
|
كُفِيَت تصاريفَ الزّمانِ وباشرتُ | |
|
| عند إلالهِ نعيمها وثوابَها |
|