منازل الحيَّ من مَيْثا بتكريتِ |
سُقيتِ صَوْبَ الحَيا علاً وحيّيتِ |
حيثُ الجآذرُ والغِزْلانُ راتعةٌ |
في دلَّةِ الوَشي لا بينَ السّباريتِ |
تخْتَالُ في حُلُلِ الإضريج ناصِبَةً |
أجيادَها في اللآلي واليواقيتِ |
من كلِّ غانيةٍ كحلآء راميةٍ |
عن مُقْلتي رشأً في السِّرب مبهوتِ |
باتب تُضمِّخُ وحَفاً من ذوائبُها |
من عنبرٍ بِسحيق المِسْكِ مَلْتَوتِ |
تَفَتَرُ عنْ برَدٍ تَجْري مُحاجَتُهُ |
من خَمرِ بابلٍ فيه سحْرُهَا روتِ |
إذْ نَحْنُ والعيشُ بُرْدَ لا حَرور بهِ |
إذْ ذاكَ والشرخُ بُرْدٌ غَيْرَ مَهروتِ |
لم يَغْفَل الدَّهرُ عن ايامٍ الفَتْنا |
حتَّى أحال عَلَيْها يوم تشتيتِ |
يا ويحَ نفْسي من صوتِ الغرابِ إذا |
بانوا وبيَّنه الحادي بتَصْويتِ |
ما وجَد نيبٍ مُضلاَّتٍ تَحنُ معاً |
كما وَجدْنا ولا وَجدُ المقَاليتِ |
يا نفسُ حكمُ الهوى قاضِ عليك إذا |
بطاعةِ الحبّ فاحيي فيه أو موتيِ |
وَيلي مع الشّحْطِ من يوميْ قِلىً ونوىً |
وفي الرِّضى من يدَيْ وَاشٍ وتبْكيتِ |
وطيّبينَ كرامٍ أصْبَحوا وهُمُ |
نَشْوَى من الخَمرِ صَرعى في الحَوَانِيتِ |
من كلِّ ارْوَعَ منْطيقٍ إذا ثملوا |
بصالحٍ وعن الفحشاءِ سكيتِ |
عاطيتُهم عَلَلا صَفراءً صافيةَ |
خِتامُها من ذكي المسكِ مَفْتوتِ |
شمسيّة من لُعابِ الكَرم وقد عَتَقَت |
بدير عانةَ أو بالغمر اوهِيتِ |
وللقيانِ على عالي مَزاهِرها |
ترنّمٌ بين محسوس ومهتوتِ |
وفتيةٍ وخَدَت ايدي المَطيِّ بهمْ |
في مهمةٍ طامسِ الأعلام عمّيتِ |
انضآءُ سيْرٍ على الأنضآء تحْسَبُهُم |
بين الفلا في الدُّجَى جنّانَ برهوتِ |
شاموا بورِاقَ واستنشوا روائح قد |
اغْنَتْهُم عن هدى بَدر وَخِرّيتِ |
حتَّى إذا نزلوا أرض العتيكِ رَعت |
أموالهم بين أمواهٍ وتثبيتِ |
وفي ديار بني نبهان من سَمدِ |
حلّوا بكل طويل الباع صَنتيتِ |
محمد بن بنهان واحمد وقد |
حلّوا بني عمرَ البيض المَصاليتِ |
ثلاثةٌ كسيوف الهند كلَّهم |
من كل ما أُوتي الأختيار قد أُوتِي |
من كل أروع محمود شمائِله |
سهل النَّوال جميل العفْو زّميتِ |
مُؤثَّرٌ بصنيع الخَير ذي حسبٍ |
مطَرّز بصنيع الفَضل منْعُوتِ |
حُلاحلٌ غيْر مصروف إلى خلقٍ |
وَعْرٍ وليسَ عن اْلحُسْني بملْفوتِ |
آل العتيك قضى حكمُ المليك لهم |
بالفضل والحمد والعلياء والصيّتِ |
مهذَّبون بأحلامٍ وتجْربَةٍ |
مشيَّدونَ بتأييدٍ وتثْبيتِ |
شيبٌ ومُردٌ على جُردٍ مسوّمةٍ |
مثلُ الصّقور عَلَيْها كالعَفاريتِ |
تَرمي بهم غمرة الهيجا وتنقلَهم |
في مشْمَعِلٍ من القَسطَالِ شِخْتيتِ |
من كلَّ ارْوَعِ ندْبِ القَلْبِ منصَلتٍ |
بكُل أَجرَد غضَبِ الغَرْبِ اصْليتِ |
أَقْسَمْتُ بالوفدِ حُجّاجاً يؤُمُّ بِهم |
رُكْبانُ مكَّة سَعياً في المَواقيتِ |
إنّا إذا ما نوينا حبَّ غيْرَ بني |
نبْهان كُنَّا كعُبَّادِ الطَّواغيتِ |
ماذا أُحاول من دَهري وقد عَلقْت |
كَفَّايَ منْهُم بحَبْلٍ غيْرَ مَبْتُوتِ |
حُزْتُ الغنى وكُفوني في ديارهمْ |
قَطْعَ المفاوزَ أَبغي بُلْغَة القُوتِ |
هذي محاسنُ يحنو كل ذي مِقَةٍ |
لها ويُعْرضُ عنْها كلَّ ممْقوتِ |
عِشتُمْ بني عُمَرٍ طولَ المَدى وغَداً |
حُسَادُكم بيْنَ مَخْذول ومَكْبُوتِ |
وهَاكُم السَّحْرَ بَيْن الدُّرّ نيطَ إلى |
صَعْبٍ غَريضٍ من الأحبالِ مَنْحُوتِ |