إذا السفهاءُ الأرذلونَ تفوَّهوا | |
|
| بسبِّ حليمٍ ذي فخارٍ مكرَّمِ |
|
فلاَ غَروَ قد سَبَّ النصارى نبيَّهم | |
|
| مقالَة إفكٍ في المسيحِ ابنِ مريمِ |
|
كذلكَ قد سَبُّوا إلهاً بِقَوْلهمْ | |
|
| بأنَّ له نِدّاً مقلَ الغشمشم |
|
تعالَى إلهُ العرشِ عن قولِ آفكٍ | |
|
| فآلُوا بما قالوا بنارِ جهنَّم |
|
وقالَ فريقٌ إن جبريل خائِنٌ | |
|
| فباءُوا بلعنٍ من عليكِ معظَّمِ |
|
وفي مكة قالوا محمدُ ساحرٌ | |
|
| كذَا كاهنٌ بل كاذبٌ في التكلُّم |
|
وقالوا له المجنونُ حاشاهُ سيدي | |
|
| عليه سلامُ اللهِ غير مُصَرَّمِ |
|
له شهدَ القرآنُ إذ قالَ إنَّهُ | |
|
| على خُلُقٍ زاكٍ آياتِ محْكمِ |
|
فما شهدُا إلا بميْنِ نفوسهم | |
|
| ولا رجَعُوا إلا بخزيٍ مُذَمَّمِ |
|
فلا تبتئِسْ يا ابنَ الكرامِ بقولِهم | |
|
| ألستَ رُقيتَ المجَل كل سُلَّمِ |
|
وأنْتَ بَرَاءٌ مثلُ عيسى من الأذى | |
|
| مقالَ النصارى من عيوب ومأثَمِ |
|
وإنَّ لسانَ الحالِ تشهدُ أَنَّهُمْ | |
|
| لقدْ ورثوا خزياً على كلِّ معلم |
|
وقد ورثوها صاغرينَ أذلَّةً | |
|
| كنابحة تَقْفُو لأثْر المقدَّمِ |
|
فهلا تَزْأَرُ الأُسْدُ حين تزاءرت | |
|
| فكيفَ بصوت للذبابِ المذَمَّمِ |
|
فلا بد يَجْنِي الغارسونَ لغَرْسهِم | |
|
| وَيجْنُونَ من أثمارِهِ طعمَ عَلْقَمِ |
|
ستُخْضَبُ لحياتٌ تَفَوَّهَ أهلُها | |
|
| على النزهةِ الأحرارِ لا شكَّ بالدمِ |
|
فمن يتقَحَّمْ في الأمور ولم يقس | |
|
| عواقبهَا يصبحْ نديمَ التندُّمِ |
|