لَعمرُ أبي لا يُدْرَكُ المجدُ بالمُنَى | |
|
| ولا تُمْتَطَى العلياءُ حينَ إذا ونَى |
|
ولكنَّه بالعزم يُدْرَكُ والنَّدَى | |
|
| ومن بالدروع السابغات تزيَّنَا |
|
ويا طالب العلياء والفخر والعلا | |
|
| لقد حازَ كلَّ الفضلِ من كان قبلنا |
|
همُ الأوَّلُون السابقون إلى العُلاَ | |
|
| أئِمة عدلٍ مخلصونُ لربِّنَا |
|
ملوكٌ خَرُوصِيُّونَ مَنْ أزْد شَنُوءَةٍ | |
|
| قد اتخذوا الإنصافَ في الناسِ ديْدَنَا |
|
فقاموا وليْلُ الجَوْر أَلقى جِرَانَهُ | |
|
| وعاشوا وصُبح الدين نُورٌ لهُ سَنَا |
|
أولُو العزم والحزمِ الدين تواثبوا | |
|
| مواقعَ سلطانٍ عَلاَ وتسلْطَنَا |
|
يروْنَ العُلاَ فرضاً على كلِّ معتد | |
|
| أولُو العفو عمَّنْ جاء للحق مُذْعِنَا |
|
كثيرون إن شِيدوُا وإن قَلَّ عَدُّهُمْ | |
|
| فشَهْدٌ لمن صافى وسُمٌّ لمن شنا |
|
أُسُودٌ كموج البحر في البأس والوَغَى | |
|
| يرَوْنَ المنايا غايةَ السؤْل والمُنَى |
|
وبالذلِّ لم يَرْضَوْا وفي الموت مَهْرَبٌ | |
|
| عن الذلِّ للقومِ الكرام إذا عَنَا |
|
وهيهاتَ أن تعنو نفوسٌ عزيزةٌ | |
|
| فوالله لا حتى تجرَّعَ بالفنَا |
|
وفي الدينِ لا يرضوْن طول حَيَاتهم | |
|
| يُحَامُون عنه بالقواضب والقنا |
|
عقيدتهم في الله خيرُ عقيدةٍ | |
|
| أولُو الصبر في الهيجا كأنهم المُنَى |
|
ولا تَثْنِهم في الله لومةُ لائم | |
|
| بهم ظهرَ الإسلامُ يوماً وأعلنا |
|
فمن لم يكن منهم تقياً وزاهداً | |
|
| فشيمتُه الكبرى تجنُّبُه الخَنَا |
|
غيوثٌ لمُسْتَسْقٍ نكَالٌ لمعتدٍ | |
|
| أَمَان الورى خوفٌ إذا مِنْهمُ دَنَا |
|
وما سْعيُهمْ إلا لفخرٍ وسؤدُدٍ | |
|
| وما كسْبُهمُ إلا المحامدُ والثَّنَا |
|
عَلَى مثلهم تبكي العُيونُ تأسُّفاً | |
|
| دموعَ دمٍ يوماً صباحاً ومَوْهِنا |
|
بمدحهمُ أرجو من الله رحمةً | |
|
| وعفواً وتوفيقاً ونوراً له سَنَا |
|
ولستُ كمنْ في المدح جوَّدَ شعرَهُ | |
|
| لِيُعْطَى دنانيراً وثوباً ملوَّنَا |
|
ودونكَهَا تَنْفي الخمول عن الفَتَى | |
|
| معدَّلةَ الأوزانِ نظماً مُبَرْهَنَا |
|
مكوَّنَةً من جوهر الشعر لفظُهَا | |
|
| وما كوَّنَ الرحمنُ شيئاً تكوَّنَا |
|