عن الأحنفِ الزَّاكي ابنِ قيسٍ مقالَةٌ | |
|
| ألا فاتخذْها عدةً أيُّها الفَطِنْ |
|
فلا تجهلنَّ العاقلونَ ثلاثةٌ | |
|
| تكونُ لهم عَوْناً على الدين والزَّمَنْ |
|
فأولُها علمٌ ليعمَلَ صالحاً | |
|
| ليلقَاهُ في يوم المَفَازة والغَبَنْ |
|
وصنعةِ كسبٍ لو يكونُ بها إذاً | |
|
| على أمر أُخراه ودُنيَاه فاستَعِنِ |
|
وطِبٌّ يَذُبُّ الدَّاءَ من كلِّ جانب | |
|
| فلا يستقيمُ الدِّينُ إن مَرِضَ البَدَنْ |
|
وقُلْ لأَرِيبِ القومِ دهرك فاتَّخِذ | |
|
| من الستَّةِ الأخلاطِ معجونَةَ المِحَنْ |
|
ويأكلُ منه بُكرةً وعَشِيَّةً | |
|
| فلا تعبأنْ بالنَّائِبات من الزَّمَنء |
|
وتبقى له يوماً بَشاشةُ وَجْهِه | |
|
| ولو كان في سجنٍ وفي رِجْله قَرَنْ |
|
فأوَّلُها أن يستعينَ بإلهه | |
|
| ويتركَ شيئاً ما سواهُ ويطمئِنْ |
|
ويوقنَ ما شاءَ الإله مقدَّرٌ | |
|
| يكونُ وما لم يقضِه اللهُ لم يكنْ |
|
وثالثها فالصبر أجملُ للفَتَى | |
|
| غداةَ نزولِ الحادثِ النازِلِ المُهِنْ |
|
ورابعُ إن لم تصطَبِرْ تحت حكمه | |
|
| فأية شيءٍ صانعٌ أيها الفَطنْ |
|
وخامسها فما حمْد إذا لم تُصِبْ ما | |
|
| أشدَّ بما وافاكَ من حالةِ الحَزَنْ |
|
وسادسها من ساعةٍ أنتَ تَرْتَجِي | |
|
| إلى ساعةٍ يأتي بها الفرج الْحَسَنْ |
|
وقال حكيمٌ فاستَمِعْ لمقالَةٍ | |
|
| ونفسَك فَرِّجْ من همومٍ ومِن ضَغَنْ |
|
فكلُّ بلادٍ لم تكنْ خمسةٌ بها | |
|
| فلا يتخذها عاقلٌ أبداً وَطَنْ |
|
قهرٌ بها يجرِي وبحرٌ مُسَخَّرٌ | |
|
| وسلطانُ عدلٍ ليس في قلبه إحَنء |
|
وسوقٌ به من كلِّ شيءٍ مهيَّأٌ | |
|
| وحاذِقُ طِبٍّ عالمٌ ما به دَخَنْ |
|
فدونكَ هذا القولَ منِّي فخذْ به | |
|
| ودَعْ عنكَ قول الفُحْش والهزْلِ والدَّدَنْ |
|
وهذا وصلَّى اللهُ ما فُلْكٌ جَرضى | |
|
| على المصطفَى الهادِي وما سارت السُّفُنْ |
|