إن جئتَ فنجة دارَ العزِّ والكرمِ |
فاقْرَ التحيةَ أهلَ الفضل والشِّيَمِ |
واشرحْ لهم فَرْطَ أشواقي وقلْ لَهمُ |
تركتُ وَامِقَكُم لَحْماً على وَضَمِ |
مُتَيَّماً ليس يَسْلو عن مَحبَّتِكم |
خَدِينَ وجدٍ حَلِيفَ الهمِّ والسَّقَمِ |
إِذا بدا البارقُ الغَرْبيُّ وابتسمتْ |
تَنْهَلُّ آماقُه بالدمعِ كالدِّيَمِ |
وإن يُقَهْقِهُ رعدٌ حَنَّ مدّكراً |
يُقَسِّمُ الفكرَ بين الضالِ والسَّلَمِ |
صبٌّ له عند مَرِّ الريحِ وَلْولةٌ |
لسمعهِ حينَ يَلْقى دِقَّةَ الكلمِ |
وإِن ترنَّمَ قُمْرِيٌّ على فَنَنٍ |
أبكى الحمامَ بأشتاتٍ من النغمِ |
لا زالَ من نرجسِ الألحاظِ مَدْمَعُهُ |
يفيضُ ساكبُه في الخدِّ كالعَنَمِ |
لم يجْدِهِ القولُ بالتبريحِ بَعْدَكُمُ |
آهاً لِما فاتَ والهْفَاه وانَدَمي |
فحسبكمْ أنَّهُ صَبٌّ حليفُ أسىً |
إِذا دَجَا الليلُ منهُ الطرفُ لم يَنَمِ |
يصيحُ آهاً وواشَوْقاً وواحَزَنا |
لِبَيْنِهِمْ يا لقومي بَعْدَ قُرْبهمِ |
دنوتُ بانُوا قَسَوْا رقَّيْتُ من شَغَفٍ |
جَفَوا ترضَّيْتُ قَسْراً جَوْرَ حكمهمِ |
للهِ قومٌ أقامُوا الوجدَ إِذْ رحلوا |
بمهجتى وهي تَسْعَى إثْرَ عِيِسهِمِ |
فراقهمْ يومَ جَدَّ البينُ جَدَّدَ لي |
وجْداً لعهدٍ مع الأحباب في القِدَمِ |
سَرَوْا بليلٍ وقد ضَمَّتْ هوادجُهمْ |
بدور تمٍّ أراقتْ بالجَمَالِ دَمِي |
وغادةٍ تأسِرُ الألباب إِنْ سفعتْ |
تبسَّمَ البرقُ منها من لَثَاتِ فَمِ |
رَخْصِ الأكفِّ حكى البِلَّوْرَ ساعدُها |
صَقْلاً وأطرافُها كالتِّبْر في الضَّرَمِ |
موّارةِ الرِّدفِ منها الخصر مُنهضمٌ |
تَسْبي القلوبَ بموَّارٍ ومنْهَضِمِ |
تميسُ غُصْناً وترنو جُؤْذُراً غَنجاً |
وتنفحُ الرَّبْعَ نَشْرَ العَنْبر الشَّبمِ |
حوراءَ تُعْزَى أماقيها وقامتُها |
إلى ابن ذي يزنٍ بل أو أَبي هَرِمِ |
مفلوجةِ الثغرِ منها الطرفُ في دَعَجٍ |
درّيَّة الثغر منها الأنف في شَمَمِ |
لم أنس زَوْرَتَها قبلَ الفراقِ على |
بَهِيجِ رَوْضٍ سَقَتْه السحبُ بالرَّهَمِ |
بتْنَا كراماً على ثَوْبَيْ تُقىً وهَوَىً |
نواصلُ اللثمَ من فَرْعٍ إِلى قَدَمِ |
وباتَ يُنْهِلُنا الساقى معتَّقَةً |
تُفيدُ شاربَها ما عاشَ بالحكمِ |
صهباء يَعلو لها في كأسِها شررٌ |
وفي معتَّقها الأرواحُ في عدمِ |
تقولُ لي وَهْي تَثْني جيدَها مَرَحاً |
هذا هو العيشُ أفديه هوىً بدمي |
وهذه حضرةُ القدس التي طَهُرَتْ |
من الأباطيلِ وانجابَتْ عن التُّهَمِ |
كحضرةِ الملِكِ الشهمِ الذي خَضَعتْ |
له أجلُّ ملوكِ العُربِ والعجمِ |
فقلتُ من ذَا فقالت من له شرفٌ |
في الأرضِ أشهرُ من نارٍ على علَمِ |
فقلتُ من ذا فقالت ذو البسالةِ مَنْ |
يُدْعَى إِذا شَامَ حَرْباً فَالِقَ القِمَمِ |
فقلت من ذا فقالت مَنْ لَهُ خُلُقٌ |
كالروض مبتسمٌ في وجهِ مبتسمِ |
فقلت من ذا فقالت سيدٌ سَنَدٌ |
أخو تُقَى نقيٍّ وكَمي |
فقلت تعنينَ يا لَمْيا المراشفِ لي |
أبا محمدَ ذَا الآلاءِ والنعمِ |
مولَى الورى سالمَ النَّدْبَ الذى شهرَ ال |
عدلَ القويمَ بحدِّ السيفِ والقلمِ |
قالت نعم قلت لُقِّنْتِ الرشادَ له |
مناقبٌ لم يَنَلْها سائرُ الأممِ |
ضخمُ الدسيعةِ من والاه في نِعَمٍ |
من الأنامِ ومن ناواه في نِقَمِ |
ملكٌ يطبِّقُ يوم الروعِ إِنْ شَهِدَتْ |
خيوله الخَصْمَ صَدْرَ القاع والأَكَمِ |
ولم يزلْ يمطرُ الغبراءَ باَرقُهُ |
من الدماء بِسيلٍ هامِرٍ عَرِمِ |
تظلُّ تفعلُ بالأعداءِ حَمْلَتُهُ |
يومَ العريكةِ فِعْلَ الليثِ بالغنمِ |
يا ابنَ العُلا وبدورِ الأزْدِ فخرُكُمُ |
بينَ الخليقةِ طرّاً غيرَ منكتمِ |
إِن كان للدهر جسمٌ أنت جوهره |
لا يستحيلُ مع الإعراضِ في القسمِ |
لله درُّكَ عِشْ في نعمةٍ أبداً |
لا تضمحلُّ ومجدٍ غيرِ منصرمِ |