وربَّة ليلةٍ في رحْبِ روضٍ |
يُباهِلُ نورُه الصبح ابتهاجا |
سَقيتُ كواعباً بدما عجوز |
كما استَوكَفْتَ بالقدح الشِّجاجا |
فخِلْتُ الروضَ كالمشكاة لمّا |
تراءتْ في زُجاجتِها سِراجا |
نَميلُ إلى الهوى العُذْريِّ مَيْلاً |
ونُعْرِضُ عن نَقِيضَتِه انزعاجا |
فلا يُبْقي مُجرَّدُ قُدسِ حُبٍّ |
إِلى النفسِ البسيطةِ قطُّ حاجا |
ألا فليسألِ المرتابُ عنّا |
بهذي الحالِ من لاقى وناجى |
وهلْ تَلجُ الدنايا عِرْضَ شَهْمٍ |
لمدحِ محمدِ اندرج اندراجا |
سراجِ الخطبِ قُطْبِ الحربِ مهما |
هَجا الهيجاء قَعقعتِ الهياجا |
مُسَمِّلِ أعينِ الأعْدا إِذا ما |
تعنَّقت الظُّبا السُّمْرُ الزِّجاجا |
هو الليثُ الذى أضحتْ لديهِ |
ليوثُ الخصمِ هاربةً نِعاجا |
فما برحتْ وقد جنحتْ لسَلْمٍ |
من الأوجالِ تَخْتلجُ اختلاجا |
سما مجداً يُعِلُّ الخَصْمَ ساماً |
ويُنهلُ من يُباهلُه السِّماجا |
فسربلَهُ الفتوحُ بثوبِ عزٍّ |
وناطَ عليه كفُّ النصر تاجا |
فأولْجَ بالقنابِل كلَّ ضِيق |
شديد البأس فانفرجَ انفراجا |
وأسجمَ للعفاةِ بكلِّ أرْض |
نَوالاً يفضَحُ المزْنَ انثجاجا |
مليكٌ تَعرُجُ العليا إِليه |
بحمدٍ لا تُنَكِّبُه انعراجا |
إِذا أوْلى الندى ترك الأراضي |
لها حَدَقاً تُغازِلُها البَراجا |
وإِن سلَّ القواضبَ من قِراب |
شَهِدْتَ الهامَ سَمْعَ الأرض ناجى |
وخدَّ الأرضِ مختضباً نَجيعاً |
وطرفَ الشمس مكتحلاً عَجاجا |
وأيدى الخيل مُلْبَسَةً سواراً |
من الأوداج تَحْسبهُ عناجا |
سلالةُ سالمٍ ما المدحُ حاصٍ |
فرائدَ شأو طلعتِك ازدواجا |
ألا للمجدِ يا ابنَ المجدِ أمٌّ |
أبتْ إِلا بمثلِكُمُ النتاجا |
أميري والأنامَ نداكَ حسبي |
وحسبُ فتىً إِليكَ النوقَ عاجا |
لقد أجريتُ ماءَ فِرَنْدِ فُصْحَى |
فلم يَشعرْ إِلى الشعرِ ارتياحا |
فجاش بِعَيْلَمٍ لجيُّ فكري |
فلا تُلْفىَ بلاغتُه اللَّجاجا |
ألا اسلمْ ما شدا شادٍ طروبٌ |
شكاني الكأسُ إذ عِفْتُ الزُّجاجا |