إلا مُسعِدُ بالهوى من سعادِ |
فنأنَسَ بالقرب بعدَ البِعادِ |
وتنساغ بلوى لمن نحن نهوى |
ونغنى وتروى قلوبُ صوادي |
ويلقى المعنَّى بها ما تمنَّى |
ويَبرد منّا غليل الفؤادِ |
بحسن تلاقٍ وطيب عناقٍ |
وضم تراقٍ وشَمم هوادي |
وتَمساح صدر وتلزام نحرٍ |
وترشاق ثغرِ عذابٍ بِرادِ |
وتهصيرُ قدٍ وتخميشُ خدٍ |
يعلّ بنّدٍ ومسك وجادي |
أَما غير بخل بميعاد وصل |
على طول مطل وتزويد زادِ |
دعا صائحُ البين ما بين قلبين |
وجْدَيْ محبين خافٍ وبادي |
هما باشتراك بلوعة شاكٍ |
ودمعة باكٍ طويل السِّهادِ |
أُخيَّ تبابي تولّى شبابي |
فكيف التصابي وفيم التمادي |
حسانٌ حَداني عليها التّداني |
ولكنَ عداني الحجَى بالعَوَادي |
فهل أنتَ صاحٍ ومُبدي صلاحٍ |
لتفنيد لاحٍ وتسديد هادي |
إذا القلبُ شاهدَ لهواً تماهد |
حتى تجاهدَ حقّ الجهادِ |
أم الشوق داعٍ لحبّ رباعٍ |
ومرعى مراعٍ ووصل خِرادِ |
سقى الغيثُ علاً سجالاً وطّلا |
بنزوى محلاًّ لأهل الودادِ |
إذا ما السَميّ مَراها العشيُّ |
وجادَ الوليَّ غمامُ العهادِ |
وهبّت صباهُ وحان اشتباه |
مراعي رُباهُ ومرعى الوِهادِ |
كأَنْ كُّف كهلانَ جادَت بهتَّان |
جدواهُ فازدانَ خصبُ البلادِ |
وحيد الزَّمان الأمير اليماني |
الصّحيح الضّمان صَلاح الفسادِ |
فتىً لا يزال لديه النَّوالُ |
وفيه الجمال وفعل السَّدادِ |
ذكيُّ الجَنان جريُّ اللّسان |
سخيّ البنان بمثل الغوادي |
مواهب تمَّت وزادت وجمًّت |
وفاضت وعمّت جميع البلادِ |
واصبح كهلانُ ينميه نبهانُ |
والجدَّ قحطان فوق الشدادِ |
أو لو العوز في الليل بالرّجل والخيل |
يدفعن كالسّيل في بطن وادِ |
أعدّو صِعاداً وبيضاً حداداً |
وجُردا جياداً ليوم الطّرادِ |
وحسنَ صَنيعٍ لكل مطيعٍ |
وشت جميعٍ لأهل العنّادِ |
جَرى في سلوك طريق الملوك |
كجري العتيك ومجرى هَدادِ |
فقال الجميل وأعطى الجزيل |
وأَحيا السّبيل سبيل الرّشادِ |
وشاد البناءَ وجاز السّناء |
ونال الثناء لدى كل نادي |
بمجد صريح وفعل صحيحٍ |
ولفظ فصيح وطبع جوادِ |
فيا سيدَ الأزد بالعُرف والمجد |
والفضل والحمد بين الأيادِي |
ويابا المعالي حبتك الليالي |
بنفع الموالي وكبْت الأعادي |
تبارك باريك من ذا يباريك |
أمَّن يجاديك بالأجتهادِ |
إذا القوم راموا محلك شاموا |
سَناك وقاموا مقامّ الرّمادِ |
فطاوِلْ وسَامِ شريفَ المقام |
حلفَ الدَّوام على الأزديادِ |
وعشْ ألفَ عيدٍ بجدٍّ سعيدٍ |
وعيشٍ رغيد ونيل المرادِ |
وعاش محمّدُ ابنك يرشدُ |
منك ويسعد بالاستفادِ |
وشب نجيباً ذكياً أديباً |
حليماً لبيباً بحسن اعتقادِ |
ويحيى ويبقى طويلا ويلقى |
سروراً ويرقى رفيع العمادِ |
يُعافي ويُغْذَى وشانيه يؤذي |
بسوءٍ ويُقذى بشوك القتادِ |
وهاك البديعَ أرى لي يضيعُ |
إذا الشعر بيعَ بسوق الكسادِ |