عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > عمان > خميس الإزكوي > آثرتها حين نادتني على وطني

عمان

مشاهدة
1130

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

آثرتها حين نادتني على وطني

آثرتها حين نادتني على وطني
دار صفا حسنها في السر والعلن
تلك الديار التي لا زال يكشف لي
طيف الكرى في الدجا عن وجهها الحسن
أرض مباركة الأنوار شاملة ال
أفياء طيبة الأرجاء والدمن
فيها رياض وجنات خلالهما
تجري العيون بماء غير ذي أسن
تخاله في أواني التبر مطردا
مثل اللجين صفا للعين والأذن
وحاكة القطر تكسو لونها حللا
من سندس عبقري غير ممتهن
وصاغة الطير تشدو فوقها جملا
من أضرب الجوهرين السجع واللحن
من كل ورقاء تتلو من صحيفتها
أخرى تراجعها في منطق لسن
كأنما وجنات الروض وردها
دم جرى من أضاحي الثدي والبدن
كأنما افتر من نور ومن زهر
أمثال ضرب من التبريز لم يصن
وصارما اخضر من أوراق أغصنها
مثل الزبرجد منظوما على الغصن
وآض ما ادهَمَّ من ساحات أربعها
راد الضحى كالليالي البيض في الزمن
حقائق تعجب النظار من عجب
شكت نواظرهم منهن في قرن
مفتنة في الشذا والذوق أنعمها
والحجم والشكل والألوان والزين
خط القرنفل أسطارا بهن حكت
سرائر العيس في البيداء بالظعن
وألبست كل تاج كان قبل على
كسرى شهنشاه أو سيف ابن ذي يزن
فلم تدع من قريب غير مغتبط
بها ولا من بعيد غير مفتتن
دار فريد حصاها إن مررت به
ناداك مسك ثراها قف لتنشقني
تسري الصبا بنسيم من قرنفلها
كأنها للأنوف الروح للبدن
يشفي عليل الهوى من وقت ساعته
ويحمل المسك في الأردان والثبن
من كل قصر يراه الطرف أرفع من
رضوى وأبدع في التصوير من وثن
رحب الندى طويل الباع صاحبه
كاس بكل ثنا عار من الهجن
لم يحكه لبني العباس من أطم
كلا ولا لبني مروان من فدن
لقد حوت زنجبار الفضل وامتلأت
نورا حكى النار ليلا في ذرى حضن
خير القرى باتفاق لا نظير لها
لا في العراق ولا في الشام واليمن
يا أيها المتمني خير ناحية
وقد تحير بين الحوض والعطن
إركب لها صافنات الفلك مسرجة
فالريح تغنيك عن سوط وعن رسن
ولا تخف صولة الأمواج ثم ولو
كانت غوارب موج البحر كالقنن
واستسهل الصعب كي تحظى بكل منى
فربما حفت الآلاء بالمحن
ما أضيع العمران أصبحت تصحبه
سبهللا فارغ الأشغال والمهن
فجوهر النفس غال قدر قيمته
عند الكريم رخيص عند كل دني
والمشتري الأمة الحسناء من شغف
يستصغر البدرة النجلاء في الثمن
مدينة حصنت بالبحر فهو لها
سور يحيط بها قبل الحصون بني
كأنها البدر والبحر السماء وفي
بروجها ترتمي سيارة السفن
لو أمكنت سائر البلدان رؤيتها
خرت لها سجدا للوجه والذقن
ولو رأى اليمن المحمي صورتها
لاحمرَّ من خجل واصفرَّ من حزن
أعز من أحمر الكبريت ثم ومن
بيض الأنوق مساوي أفقها الهتن
وإن تفق وهي بعض الأرض جملتها
فالسمن في فضله جزء من اللبن
كادت ترى بمكان دونه زحل
منذ ابن أحمد منها كان في وطن
فاق الكرام حمود نجل أحمدهم
ففاقت الأرض في الأمصار والمدن
كلاهما فاق حتى صار ليس له
ثان بما عنه تستجلي ولا بمن
فهو السوار الذي قد زان معصمها
وهي العروس التي لولاه لم تزن
الصائن العرض في بذل الندى كرما
إن المكارم للأعراض كالجنن
الشامل المنن ابن الشامل المنن
ابن الشامل المنن ابن الشامل المنن
أبدى التبرع في الإحسان نافلة
بعد اصطناع فروض الله والسنن
يبني المحامد بالمعروف منه كما
يبني المساجد بالآجر واللبن
تلقاه يوم الندى يهتز من طرب
كسيغه للعدى يهتز من ضعن
في الوجه غرته كالشمس ساذجة
يقصر الطرف عن تحقيقها ويني
يسري فترشده والبدر ممتحق
والنجم محتجب والبدر لم يبن
في الشرق والغرب من أخباره أرج
ما نورها قط في أفق بمكتمن
لم يرم عن قوس ظن صادق غرضا
إلا وأصمته منه أسهم الظنن
ما الحارث ابن عمار والمهلهل من
بكر وتغلب أجلى منه للمحن
ولا الأيادي قيس نجل ساعدة
أعلى وسحبان كعب منه في اللسن
وليس حاتم طي منه أسمح من
أعطى ولا خالد من بالسخاء عني
حاز الخصال التي كانت مفرقة
من قبل في فئتي عدنان واليمن
مولاي من للساني أن يعبر عن
ما في جناني من حمد فيسعدني
قد قدس الله ما آتاه من شرف
بالأنجم الزهر في الأفلاك مقترن
ما لي أرى دارك الحسناء قد وصفت
لكنني لم أنل من ذلك الفنن
والشعر ذو درجات كان أسبقها
إلى المدى بمكان بالرضى قمن
فخذ من النظم آيات مفصلة
يجلى بها صدأ الأذهان والفطن
سحر دقائقها خمر رقائقها
در حقائقها للناظر الذهن
قد رضتها من رباط الفكر جامحة
حتى غدت ذللا من أكرم الحصن
لا زالت الأرض من ذكراك قد ملئت
مسكا يعطر أفقيها مدى الزمن
خميس الإزكوي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأربعاء 2011/05/04 02:35:17 صباحاً
التعديل: الأربعاء 2011/05/04 03:02:14 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com