بَرقَت عوارضُها فخَلت وميضاً |
لم أرتكَ الدرَّ والإغريضا |
ورَنت إليكَ بمقلتين ورَقْرَقت |
طَرْفً كحيلاً بالفتور غَضيضا |
وَمحاجر مرضى الجفون صِحاحُها |
تركت فؤادك لا يزال مَريضاً |
وأرتكَ مَهوى القُرط جيداً واضحاً |
ومجال قُرطيها ترائبَ بيضَا |
وجَلت أسيلاً بالحياءِ مورَّداً |
يمني القُلوب مُقبَّلاً مَعضوضا |
وكأنّما ناءَت بدِعصى رَملة |
لما أرادت للقيام نهوضا |
يضحى العبير مضمّخاً بقرونها |
والمسك في أعكانها مفضوضا |
عُلَّقتُها عيناً وأعرف ودَّها |
متصدّياً ومكافياً تعريضا |
ومُرَقرِقاً عَبراتِ عينٍ لم تجد |
بعد الصّبابة للسّلو مَغيضا |
لا تعذلاني أن أبوح بلوعةٍ |
أو أن أبوح بعَبرة فتَفيضَا |
تَعسَ الهَوى هل فيه من متعلّل |
يَشفى غليلاً أو يسغُ جَريضَا |
وصروفُ دهْرٍ ما أراهُ يفيدُني |
من ترحة ورفاهة تَعويضا |
وبغضتُ بين الحاسدينَ ولم يزل |
ذلو الفضل عند الناقصين بغيضَا |
حكم الزَّمانُ بأن نصادف ناقصاً |
فوقَ السّماك وفاضلا مخفوضا |
ولقد أظلّ على الأذى مُتَكُلّفاً |
من ناظريَّ على القَذى تغميضا |
وإذا تطلبت النَّجاة وجدت لي |
مسعىً طويلا في البلاد عريضا |
همُّ يخامر خاطري فإذا ورَى |
صدري وجاش به نفثْتُ قريضا |
ومدحتُ إبراهيمَ أنشُر في بني |
نبهان مدحاً واجباً مفروضا |
إن العتيك المُفعمين جفَانُهم |
للضيف لحْمَ اليَعملات غَريضا |
والضاربين الهامَ سَاعة لا يَرى |
فيها الكماةُ عن النِزال محيضا |
وإذا أبو إسحاق زرتُ فناءَه |
غادرتُ ثوبَ خصاصتي مرفوضا |
وورَدتُ حوضاً من نَداه مفعماً |
ورعيتَ ريعاً من جداه عريضا |
ألِف افتعال المكرمات ولم يزل |
كَلِفا بها شيمة محضوضا |
ورقيتَ إبراهيم من طود العلى |
شرفا وأزلت العُداة حضيضا |
وبلغت ما بلغ الكرام ولم تزل |
عجلا إلى فعل الجميل قبيضا |
ونعشْتَ من حَذر المطالبِ عَاثراً |
وجبرتَ من عظم الرّجاء مَهيضا |
ورددتَ من كَفّ الزّمان أظافراً |
مَغْلولةً وفم الخَطُوب رَضيضا |
فابسط أبا إسحق كَفً يغتدي |
صَرفُ الحوادث دونها مُقبوضا |
وإليكها بكراً تروقك أحرفاً |
وقَوافياً ومعانياً وَعروضا |