ألا زعم الواشون أنك عاشِقُ |
حَديثٌ لعَمر العامريّة صَادقُ |
جُنوناً علِقنَاها على ضَلّةِ الهَوى |
ففيمَوقد حانَ المشيبُالعَلائِقُ |
بنا أنتِ من مَعشوقةٍ وقفت بنا |
عُهودُ هوىً في حبّها ومياثقُ |
لها عندنا بين الوشاة مودة |
وذكر على ما أحدث البُعدُ شائِقُ |
أرابكِ مي أن صَدَدْتُ تَهَيُّباً |
وأني على هذا الصّدود لوامقُ |
وكيفَ التّسلّي عنكِ والقلبُ مُغرمٌ |
وذكرك معتادٌ وطيفك طارقُ |
وأنتِ عَروب فيك مستمتع الصّبى |
دَلالك فتّان وشرخك فائِقُ |
إلى كم تصبّاني الرّبابُ وزينبٌ |
وحتامَ يبكيني العُذيبُ وبارقُ |
أفي كلّ يوم صبوة تستعينها |
من الشِكلات الآنسات الرَّقائِقُ |
ظبآء قصور في مناس أرائك |
مهاد الحَشايا فوقها والنّمارقُ |
هززن غصون البان خضراً ورقرقت |
عليهنَّ من وشي الحرير النبائِقُ |
تصاد بأشراك الصّبى ويقودها |
جديدُ الهوى حيث الشّباب الغرانقُ |
وكنت أمرأ أرضعت أخلاف ميعة |
تعَلّلني من دَرْهن أفاوقُ |
لياليَ لي سعيُ البطالةِ واجبٌ |
وأيام لي لهوُ الشّبيبة لائِقُ |
ولكنّه ولَّى الشّباب وحرّمت |
مآربُ عاقت دونهن عوائِقُ |
فأصبحت خالفتُ الغواية بالتقى |
وقلت لعذراءِ الهوى أنت طالقُ |
وقلتُ لاًّخوان المُدام ألاّ أبعدوا |
فما منكم إلاّ خؤون مُنافقُ |
فوالله ما أدري وإن كنت حازماً |
أممن أُعادي الخوفُ أم مَن أُصادقُ |
عجبتُ لبغض الحاسدين وبغيهم |
وقد حسنت منّي عليهم خلائِقُ |
فلن يقدروا إتلافَ مالله حافظ |
ولن يستطيعوا دفع ما الله سائِقُ |
وإني على كشف الهموم لقادر |
إذا وخدت بي في الفَلاة الاًّيانقُ |
ولي مستراد في البلاد ومذهبٌ |
وإني بدار العز لاشك لائِقُ |
ولكنّ لي في آل نبهان موضعا |
من البرّ لا أسلوهُم فأفارِقُ |
كفاني كفيلا أنّني بمحمّدٍ |
ونائِل نبهانٍ وأحمدَ واثقُ |
ثلاثة ساداتُ ثلاثة أبحرٍ |
ثلاثة أقمارٍ سناهنَّ شارقُ |
لهم دوحة المجد العتيكيّ عرقت |
أرومتها في الاًّصل والفرع باسقُ |
لهم جبل العزّ المنيع سمت به |
قُدامسُ شمٍ باذخاتٌ شواهقُ |
لهم عدد عند الوغى ومعاقلٌ |
إذا ما اشمعلَّ المأزقُ المتضائقُ |
فمنهن ما اختارته أنفسهم لهم |
ثبات وعزم نافذ وحقائقُ |
كرام النّجار طَياب الفخارَ |
صميم نزار الملوك الأولْ |
ودُرنَ الكؤس وملنَ الرّؤس |
وطرن النّفوسُ لفرط الجَذَلْ |
ولثْمَ البدور وشرب الخمور |
بماء الثُّغور ونقل القُبَلْ |
ولا للكروبِ وعضّ النّيوُب |
وصَرف الخطوب إذا ما نزَلْ |
كمثل الرّئيس وليث العريس |
وقرن الخميس إذا ما اشمَعَلْ |
أخي العزّ والشّان منقطع الثّاني |
ذي المجد بِختّان ذاك الأجلْ |
كريم الضّرائِب جمّ المناقب |
جزل المواهب حلو النّقلْ |
ربيع الاًّنام سكوب الرّهام |
كصوب الغمام إذا ما استهلْ |
له في الفضائل بيْنَ القبائِل |
يوم التّساجل ضربُ المَثلْ |
فإن خفت أمراً وحاذرت فقْراً |
وحاولْت يُسراً فبختانَ سَلْ |
إذا الدّهر عضّ فيمّمه ترضَ |
وواصله تحظ وسَلْه تنَلْ |
هناك يعوم ببحر بدوم |
إلى كم يحوم لحسن الوشلْ |
ومَن في البرية عند الرّزيّة |
أو لِلعطية يوماً وهل |
كبختان ذي الفضل والنائِل الجزل |
في ساكن السّهل أو في الجَبَلْ |
جميل الصّنائع زاكي الطّبائع |
محيي الشرائع خيْر الملّلْ |
وليَ سخيّ عليّ رَضيٌّ |
وابن النَبيِّ الشّجاع البطلْ |