أَلا كلُّ ليلٍ لم تنمهُ طويلُ |
وكلُّ جليسٍ لا تَودّ ثقيلُ |
وكلُّ وصالٍ لم يكن بين أهلِهِ |
مواثيق من حبل الهوى سَيَزُولُ |
وأحلى الهوى ماشَكَّ في الوصل رَبّه |
إذا ماسَعى واشِ ولجَّ عذولُ |
وما عدمُ الخلاّن فانقَبض امرؤ |
ولكنّما أهلُ الوفاءِ قليلُ |
إذا طَرقتنا والعيُون غُفولُ |
وقد حانَ للشعرى العَبورُ أفولُ |
عُليّة زارتنا وقد حالُ دُونَها |
عوائقُ من حلم الشبابُ شُكولُ |
بسطنا لها لهوَ الحديث ولم يكن |
إلى غيره بين الخلاط وُصولُ |
أما أنّه لو زرتِنا حين صبوةٍ |
لأَدنتك منّا رقّةٌ وقَبُولُ |
وأَنتِ خلوبُ العَين فتّانةُ الصِّبا |
كأنّك كحلاءُ الجُفون خَذُولُ |
قوامكِ مهتزٌ وجيدك واضحٌ |
وحيث مجال الطّوق منك أسيلُ |
وثغركِ برّاقٌ كانَ رُضابِه |
مع الرّشف صَهباءُ اللثات شَمُولُ |
وخدّ بجريال الحياءِ مُوَرَّدٌ |
وطَرف بسحر البابلي كَحيلُ |
ولكنّه ولّى الشباب واقبلت |
مواعظ شيبٍ لو أفاقَ جهولُ |
فياصاح مالي والبطالة بعدما |
بدا في سواد العارضين نُصولُ |
ومالي وادمان الإقامةِ إنّني |
إذاً لَضَعيف الإعتزامِ كليلُ |
إذا مانبت نَزْوَى ففي الأرْض مذْهبٌ |
وفي العيس إرقْالٌ وفيَّ رحيلُ |
ساترك منّي غربَ كلَّ تنوفةٍ |
بها من رسيم اليعملات فُلولُ |
واشحذُ من طبع القوافي صارماً |
لها بين أعراض الِّلئام صليلُ |
ويكشفُ عنّي كَربَ كلَّ مهمّة |
مَبيتٌ بأجور الفلا ومَقيلُ |
على كلّ مفتول الذّراع كأنّه |
إذا ماتمطّى في الجديل جديلُ |
أجسّمه سيْرَ الهَواجر والسُّرى |
له خَذَيانٌ تارة وذَميلُ |
فما كل مسلوكٍ من الأَرض ضيقٌ |
ولا كلّ ذي مالٍ عليَّ بخيلُ |
لعلّي ملمّ بالعتيك فواجدٌ |
جَواداً عليه للعُفاة نزولُ |
فجودُ بني نبهان عندي وفَضلُهم |
على فضل أبناء العتيك دَليلُ |
بني عمرَ الصيّد الّذين كأنّهُم |
أَسود لها من بطن بيشةَ غيلُ |
محمد الذاكي ونبهان ذي النّدى |
وأحمد ذي الإحسان حين ينبلُ |
ثلاثة سادات أَجلاء كلّهم |
قؤول فعول للجَميل بَذولُ |
أغرّ كَريم النّبعتين سَميدَع |
أَشمُّ رحيبُ السّاعدين طويلُ |
إذا سئل اهتزَّ ارتياحاً إلىالنّدى |
كمَا اهتز مشحوذُ الغِرار صَقيلُ |
فلا مُرتجيهمْ للهباتِ مخيَّبٌ |
ولا جارهم في النائبات ذليلُ |
إذا آل نبهانٍ سمَوا بأَبيهمِ |
ففي كل قوم دقةٌ وخمولُ |
بني عمرٍ صادفتُمُ بيت مَجدكم |
له حسب في الأكرمين أَثيلُ |
فجدتم وذدتم عن علاكم بما لكم |
إذا ماأصابت شدة وقحولُ |
وذو الجود محمودٌ فمهما يجُدْ بِهِ |
على قلة الموجود فهوجزيلُ |
وغيركم حاز الغنى فاكتفى بهِ |
وليس له في المكرمات سبيلُ |
ومنلم يجد إلاّ الغنى شَرفاً لهُ |
حماه بنجل فهومنه جليلُ |
جليل إذا عُدَّ اليسارُ مفخمٌ |
ولكنه يوم الفخار ضئيلُ |
وأنتُم بنو نبهان أَمّا نِجاركم |
فزاكٍ وأمّا سعيكم فجميلُ |
أَضاءَت لكم في كل شرق ومغربٍ |
مصابيح فضل مالهنَّ أَفولُ |
وجدت لشعري مذهباً في مديحكم |
وأمكنَني بالصّدقِ كيف أقولُ |
فعاش بنو نبهان أَرباب نعمةٍ |
وغالت عداهم بالحوادث غولُ |
ولا زالَ يوماً في يَمين محمّدٍ |
ونبهان ذي الحسنى وأحمد طولُ |