هَات أسقني الّراحَ في راووقِها عَلَلا |
وَعَاطِني في الحَديثِ الّلهو والغزلا |
أَرى الشَّحيحَ من الْحِرْمان في شُغُل |
فاجْعَل لنَفسِكَ في لذَّاتها شُغُلا |
فَالعَيشُ ما عُشْتَ أنْ تْمسي وتُصْبحِ من |
سُكْرِ المَدامةِ في سُكْرِ الْهَوَى ثَمِلا |
قِفْ بالْدّساكِرِ وارْبَعْ في الريّاض وَطِبْ |
عَيْشاً وَخلِّ شَقِيّاً يَنْدُبُ الطّلَلا |
أَمَا تَرَى نَفَحاتِ الصّيْفِ قَدْ نَشَرَتْ |
مِنَ النّبات عَلى وجَهِ الثَّرى حُلَلا |
وَاسْتَضْحَكَ الْزَّهرُ والنُّوارُ مُبْتسماً |
قَدْ غَادَرَتْ فيهِ أَنْفاسُ الصِّبا بَلَلا |
حَلَّتْ عَلَيْهِ سِجالاً كلُّ غَادِيَةٍ |
وطَفاءُ تَسْفَحُ فيهِ وابلا هَطَلا |
حَتّى إذا ما الرُّبى اعتَمّت بِخُضْرِتها |
وتَمَّ فيها نباتُ الرَّوْضِ وَاكتهَلا |
وفَتّقتْ سَحَراً عنْهُ كَمائمهُ |
ريحُ الصَّبا وجرَى فيه النَّدى خَضِلا |
والرّوضُ يخْتالُ في رَوْضِ البَهاء وقَدْ |
غَدا الثَّرَى بِفُنُون الْوَشْي مُشْتَمِلا |
فَيَصْبِحُ الرَّاحُ فيها بالصَّبُوحِ عَلىَ |
حُسنِ السّماع وصِلْ بالَكرَة الأُصلا |
طَوْعَ البّطالَةِ وَاعْص الّلوْمَ والعَذلاَ |
وَعاقِرِ اللَّهْو فيها بالعُقارِ عَلا |
وشادِنِ يتَهَادَى في الصّبا غَيَداً |
مَيسَ القضيب تَثَنَّى ثمَّتَّ اعْتِدَلا |
رَخصُ البَنَانِ مَليحُ المُقْلَتين تَرَى |
في ناظريْهِ فُتورَ الطَّرْف والكَحْلا |
يَسْعى علينا بنور في زجاجَتهِ |
لَوْلاَ وقوعُ مزاجِ الماءِ لاشتَعَلا |
من قهوة كَنسيم المسك تَحْسِبُها |
دَماجَرَت في فم الإبريقِ مُتَّصلا |
كأن رَيْقَتَها مِمَّا تَرَقرَقَ في |
صَفو الزّجاج دُموعٌ غُشِّيتْ مَقلا |
وقينةٍ انطقت صوتَ الكِران وقد |
غنَّت بَسيطاً عَلى الأوتار أَو رَمَلا |
وَالشَّرْبُ قد مَزَجوا صَفْواً خَلائقهم |
كما مَزَجت بماءِ المُزنة العَسَلا |