إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
وحدي على الطريق |
ونظل نسلك في الحياة طريقنا.. |
نمضي على الدرب الطويل |
لكي نصارع.. يأسنا |
قد تمسح الأيام فيه دموعنا |
أو تستبيح جراحنا |
ونظل نمضي.. في الطريق |
وأتيت يوما.. للطريق |
كل الذي في القلبكان شجيرة.. |
تتظلل الآمال فيها.. و الزهور |
والحب في الأعماق يحملني بعيدا كالطيور |
والعمر عندي لحظة |
تتحطم الأسوار فيها.. و الجسور |
تتجسد الأفكار فيها و الشعور |
إن عاشها الإنسان يوما |
ليس تعنيه الشهور.. |
وأتيت يوما للطريق |
فيه القصور.. |
تتشدق الكلمات في أرجائها |
تتمزق الأزهار فيها و الطيور.. |
وغذاء كل القصر تأكله الصقور.. |
كم من صغار في الحديقة تنتهي.. |
وغذاؤها الكلمات أو بعض السطور |
وطلائع الغربان تخترق السماء |
لتصيح فوق مدينتي: |
لا تتركوا شيئا على الطرقات للطير الصغير |
لا ترحموا فيها الزهور..ة أرى صغار الطير |
تسبح في سحابات البخور |
قدر أراد الله أن نحيا عبيدا للصقور... |
ومضيت وحدي في الطريق |
وسمعت في جيبي دبيبا.. خافتا |
وأصابع تلتف تلتمس الخفاء |
ونظرت خلفي في اضطراب! |
طفل صغير.. لا تغطيه الثياب |
لم يا بني اليوم تسرق |
أين أنت.. من الحساب؟! |
يوما ستلقى الله.. |
لم ينطق المسكين قال بلهفة: |
الله.. |
من في الأرض يخشى الله يا أبتاه؟! |
الجوع يقتلني و لا أجد الرغيف |
والدرب كالليل المخيف.. |
ومضيت وحدي في الطريق |
إيوان كسرى خلفه غصن عتيق |
صوت جهير ينفجر: |
الشعب مقبرة الغزاة |
وكفاحنا سيظل مفخرة الحياة |
ورأيت كل الناس تهتف في الطريق |
وجميعهم جاءوا.. حفاة |
وتوارد الخطباء في القصر العتيق |
يتهامصون.. و يهتفون لصحوة الشعب العريق |
ويرتل الخطباء ما قالالرفيق |
هيا و ثوروا ثورة الإنسان تزأر كالحريق... |
هيا نحطم قلعة الأصنام في هذا الضفاف |
وترنح الخطباء في نخب الهتاف |
وتصافحوا... |
ونظرت خلفي في الطريق |
سيارة تجري و أخرى تنطلق.. |
سيارة سمراء تعوي.. تخترق |
ورأيت أشباح الجميع الثائرة |
وقفت بعيدا.. تنتظر |
ساعاتها كسلى |
وعقارب الساعات تنظر حائرة.. |
سيارة حمراء تمضي مثل أشلاء الرفات |
لا شيء فيها غير صندوق يصيح |
فلترحموا يا ساداتي القلب.. الجريح |
ورفعت رأسي للسماء |
ما أجمل الكلمات تسري في الفضاء.. |
ومضيت وحدي.. في الطريق |
وشجيرة الياسمين خلف ردائها.. |
وقفت تطل برأسها |
وأزها النوار تغمر للفراش بعينها |
وتبدد الصمت الجميل.. |
همسات شوق في الحديقة تختفي |
قبلات حب في الهواء تبخرت... |
وعناق أحباب يهز مشاعري |
فسفينة الأحلام مني أبحرت.. |
قالت له: أحلامنا |
فأجاب في حزن: أراها أدبرت.. |
ولم الوداع و أنت عمري كله |
وحصاد أيامي و همس مشاعري |
وغذاء فكري و ابتهال.. محبتي |
وعزاء أيامي و صفو سرائري؟ |
فأجابها المسكين: حبك واحتي |
لكنني يا منية الأيام ضقت برحلتي |
فإلى متى أحيا و فقر العمر يخنق عزتي |
سأودع الأرض التي |
عشت الحياة أحبها |
كم كنت أحلم |
أن يكون العش فيها.. و الرفيق |
أن ينتهي فيها الطريق |
لكنني ضيعت أيامي على أمل الانتظار |
حتى توارى العمر مني |
وأتيت أبحث عن قطار |
يوما قضيت العمر أشرب قهوتي |
وأدور في الطرقات أبحث عن.. جدار |
لا شيء يأوينا فكيف الحب يحيا في الدمار؟ |
الحب يا دنياي أن نجد الرغيف.. مع الصغار |
أن نغرس الأحلام في أيدي النهار |
ألا نموت بمكتب السمسار |
ومضيت وحدي.. في الطريق |
شاب تعانق راحتاه يد القدر |
يمضي كحد السيف منطلق الأمل |
وتعثر المسكين في وسط الطريق |
هزمته أحقاد البشر |
فقد ضاق بالأحزان من طول السفر |
أين البريق و أين أحلام العمر؟! |
ضاعت على الطرقات في هذا الوطن |
شيء من الأيام ينقصني بقايا.. من زمن |
قالوا بأن الشعر أسود و السنين قليلة! |
أنا عند كل الناس طفل في الحياة.. |
لكن ثوم العلم فيك مدينتي ثوب العراة |
فمتى بياض الشعر يبلغ.. منتهاه؟؟ |
ومضيت وحدي.. في الطريق |
جلست لتنزف في التراب دموعها |
كم من جراح العمر |
تحمل هذه الخفقات |
من أنت.. قالت: |
نجن الذين نجيء في صمت |
ونمضي في سكون |
نحن الحيارى الصامتون |
نحن الخريف المر نحن المتعبون |
تتربع الأحزان في أعماقنا.. |
تتجسد الآلام في أعمارنا.. |
لا شيء نعلم في الحياة |
وليس تعنينا.. الحياة |
فالعمر يبدأ.. ثم يبلغ منتهاه |
إني قضيت العمر في هذا المكان |
ما جاءني ضيف و لا عشت الزمان |
لم جئت تسأل؟ |
لا تسل عنا فنحن التائهون |
نحن الرغيف الأسود المغبون |
نحن الجائعون...!! |
ومضيت وحدي.. في الطريق |
قد جئت أبحث عن رفيق |
ضاع مني.. من سنين.. |
قد ضاع في هذا الطريق |
لكنني |
ما زلت أبحث عنه.. |
ما زلت أبحث عنه.. |