طيف ألمّ به وَهْنناً فحيَّاهُ |
لما حباهُ برؤياه وزيَّاهُ |
سَرى إليه فسرّى الهمّ عنه فما |
اسرّه عند أسراه ومسراهُ |
إِعجبْ به كيف أني غَير محتشمٍ |
ومن هداه وهَدّاه وأهداهُ |
من بعد ما كان عنّ المستهامُ بهِ |
حتى استهلَّت لما عاناه عَيناهُ |
ظبيٌ له من دلال إذ يغنّجه |
وانّما الحسن جلاّه وأجْلاهُ |
أزوره وهوَ مُزورٌّ وأنصحهُ |
ويستريب فأخشاه وأغشاهُ |
في كلّ يوم له إصرار ملحمةٍ |
يُصلي بها من توَلاّه ووَالاهُ |
ورّجه حين مرَّ الظعن مستعراً |
أزُجَّه وقَناه فيه أقْناهُ |
يَرعى القلوب ولا يرعى لعاشقه |
فإن ألَبَّ بمغناهُ وأغناهُ |
وعد بي فيه لي لو أنهمْ نَظروا |
وكيف نارٌ لما فاهوا بما فاهوا |
فقلتُ لا تعذِلوني من تعصُّبهِ |
يُودي المحبُّ وإن حيّاهُ أحياهُ |
لو جاور الفَطِنُ التحرير حارَ له |
أو لاحَ للصِّخر خلاه لَخَلاَّهُ |
وكم تعرَّض للقلب المعذَّب من |
مستعذَب الدلّ لولاهُ لوالاهُ |
يا صاحبي اهْدياني نحو مسرحهِ |
فالقلبُ صَبٌّ لمرآه ومَرعاهُ |
وسائلاهُ بلطفٍ مَن أَباحَ لهُ |
نقَض العهود وأنساه فأقساهُ |
واستْعطِفاه لمبتول الفُؤاد لقىً |
عَساهُ يُنعِشُ ما تَحبوه حَوْباهُ |
وإن سَخت لي يَداهُ فاشكُرا يَدهُ |
وإن سَطَت لي حَدَّاه فحُدَاهُ |
وكم إليه لجَا من دهره رَجلٌ |
فعمّه الأمنُ إذ ألجاه ألجاهُ |
وعاش يحيى أبو الفضل ابنُه وقي |
محلَّه لتخطاه خَطايَاهُ |
مهذّب الراي والرَّايات منتدبٌ |
لوفره كان من ناواه نَاءاهُ |
هو النُّضار المُصفَّى سرُّ جوهرِه |
والنَّاسُ من بعدُ أشباهٌ وأشباهُ |
طَوْد أشمُّ فأمَّا حين تسأله |
فما أرقَ محياه وأحياهُ |
يُعطيك عفوا ويَعفو إن هَفوت وإن |
جشمته السّر أنساه وأنساهُ |
لا بالصّخور إذا طاف العُفاة كما |
تعودت يُسر يُسراهُ أساراهُ |
توطّد الملك إذا وليّ أمانته |
واستبشرت حسن مَرعاه رعاياه |
وقام بالأمر إذ نيطت عُراه به |
قيام مُضطلع أعداه أعِداهُ |
وأعلن العدل حتى أمَّ منهجَه |
وكان قدماً تعدّاه وعاداهُ |
وجدّد الدّين حتى لاح معلمُه |
لْلمُنشدين وَطّراه وأَطراهُ |
فالدّين والملك والإسلام قاطبة |
رامون عن سعيه واللهِ واللهُ |
يا ابن الملوك استمع مدحاً أَتيت بهِ |
لخادم لك انشاه ووشَّاهُ |
يُثني عليك وقد حفت لُهاك به |
ثناء راضٍ بما أولاه مولاه |
عليك مني بأخلاق مهذّبة |
وفاح كالمسك ريّاه وريّاهُ |
وكافة منك بالحُسنَى فمن جبر |
الكافي المناصح واستكفاه كفاهُ |
ودم منيع الحمى مستمتعاً أَبداً |
من النَّعيم باصفاه واصفاهُ |
ما أَم وجهة بيت الله معتمر |
يمحو بخطو مطاياه خطاياه |