عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > عمان > محمد بن عيسى بن صالح الحارثي > ما شَجا قَلْبي غزالُ المنحنى

عمان

مشاهدة
986

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ما شَجا قَلْبي غزالُ المنحنى

ما شَجا قَلْبي غزالُ المنحنى
إن مشى في القزٍّ يوماً أو رنا
أو تجلّى في الدياجي طالعاً
مثلَ ضوء الشمس نوراً وسَنا
وانثنى يختال في أعطافهِ
ثَمِلاً يسبي التقيَّ المؤمنا
وأتى يخطر في مِشيتهِ
تائهاً تحسده سُمْرُ القَنا
ولِصوتِ الحَلْي في تَخطارهِ
صوتُ أفراخِ القطا لما انثنى
وعبيرُ المسك من أردانهِ
يُنعش الروحَ ويجلو الوسنا
أدعجُ العين غضيضٌ ساجمٌ
فاترُ الطَّرْف يفلُّ الأرعَنا
من له أمسى ضجيعاً طائعاً
طاب نفساً حين يحظى بالمنى
إنما أشغل فكري وشجا
خاطري وازداد قلبي حَزَنا
صاحبٌ لي وهْو ضيفٌ جاءنا
زائراً تَهْوى له المُستحسَنا
ناله التنكيدُ من خَيْفانةٍ
عَرَّفتْه الأرضَ منها الألينا
لم أزل أعذله أن يعتلي
صهوةَ الجُرْد وأن لا يأمنا
والتي تنمي إلى شُرّاكِ لا
يأتِها راكبُها يلقى عَنا
لكنِ المرءُ شغوفٌ بالعُلا
أصعبُ الأمرِ يراه هَيّنا
والذي يُقْضَى على الإنسان من
ربّه لابدَّ حتماً كائنا
إذ عرضنا اليومَ للأضياف في
حلبةِ الميدانِ جُرْداً خيلَنا
رفض الكلُّ ركوباً وأبَوْا
غيرَ سيفٍ صارم قال أنا
فارسٌ أدرى بنفسي منكُمُ
ولذا أخرسَ منّا الأَلْسُنا
أَمّلتْه نفسُه في خلوةٍ
وعصتْه حينما الأمرُ دنا
ومحضتُ النصحَ من قبلُ لهُ
لرسوخ الودّ في ما بيننا
فأبى مني قبولاً ولقد
زيّنَ الفعلُ له ما زيّنا
ظنَّ منّي الجِدَّ هَزْلاً فانزوى
وعليَّ اللومُ من ذاك الجَنَى
ولعلمي بالمُجَلّى والفتى
خفتُ من مَنّي أُلاقي مجنا
يا خليلي النصحُ غالٍ ومُطِي
عٌ لنصحٍ هُوَ أغلى ثمنا
شَمِّرِ الساقَ طروباً عَجِلاً
شَحِّذِ الثوبَ وذَوِّ الأَرْدُنا
وعلى شقّاءَ نقّاءَ استوى
كُرَةً قَوْداً تسرّ الأَعْيُنا
من عَبِيّاتٍ تداعى أصلُها
لم يُدنِّس قَنْسَها مُستهجِنا
فتلاقى مَعْ شَليلٍ رأسُها
فغدا بينهما مُمْتَحَنا
وَكَزتْه بشليلٍ ظنَّهُ
مِنْ قَفاه أنّه طَعْنُ القَنا
عاملتْه بالهُوينى صاعداً
وانحداراً وشِمالاً أَيْمُنا
وهْو معْ ذاك يرى في نفسهِ
قاهراً إذ فاوضتْه الرَّسَنا
نازعتْهُ لحظةً ثم رأى
شدّةَ الأرض عليه أهونا
فرمتْه في بساط واسعٍ
مَهّدَتْهُ وفِراشاً لَيّنا
أَكثَروا من لومه وَهْوَ يُنا
دي ألا حسبُكمُ من لومنا
أتزيدونيَ لوماً ويحكم
أَقْصِروا عنا كفانا ما بنا
هكذا الأيّامُ بؤسٌ ورَخَا
وأرى طالعَ بؤس يومَنا
قد ركبتُ الخيلَ إني زَيْدُها
ومُجلِّيها إذا أمرٌ عَنا
مثلَ هذي لم أشاهد عُمُري
ما أراها قطُّ من خيل الدُّنا
قلتُ لا بأسَ ولا تأسفْ فذي
عادةٌ جاريةٌ في عصرنا
نال مَن قَبْلكَ ما نالكَ مِمْ
مَنْ شهدناه وممّن قبْلَنا
عادةٌ تجري على الفرسان من
خيلِ أهل الشرق أمرٌ كُوِّنا
من بني ياسٍ ومَن ضاهاهُمُ
من أُهَيْل الغرب إذ يروي لنا
سَلْ أباكَ البَرَّ لما أن رأى
قفزةَ الأغنام في عالي البِنا
لوَّحَ الرأسَ وأبدى عجباً
وعَجيباً ما رآه بَيِّنا
كيف بالجُرْد الشماليل التي
مثلما شاهدتُ منها عَلَنا
لكنِ الرحمنُ ذو لطفٍ وذو
رأفةٍ أسدى علينا مِنَنا
وله الشكرُ على أفضالهِ
مُستمرّاً قد كفانا الإِحَنا
ولآلِ السيف مَعْ إخوانهِ
ولنا أوفى سرورٍ وهَنا
وصلاةٌ وسلام أبداً
لرسول الله خيرِ الأُمَنا
وعلى الأصحاب والآل ومَنْ
لَهمُ يقفو ويُحيي السُّنَنا
محمد بن عيسى بن صالح الحارثي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الخميس 2011/05/05 12:01:56 صباحاً
التعديل: الخميس 2011/05/05 12:16:57 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com