أَهْدَى لَكَ الشَّوْقَ وَالتِّذْكارَ وَالوَصَبا | |
|
| شادٍ مِنَ الوُرْقِ فِي أَوْكارِهِ خَطَبا |
|
شادٍ مِنَ الوُرْقِ غَنَّى بِالهَدِيلِ وَقَدْ | |
|
| هَبَّتْ عَلَيْهِ جَنُوبٌ غُدْوةً وَصَبا |
|
غَنَّى وَرَدَّدَ أَسْجاعَ النَّشِيدِ ضُحى | |
|
| لَمَّا عَلا فِي فُرُوعِ الأَيْكِ مُنتَصِبا |
|
فَأَسْعَرَ الحُبُّ جَمْرَ الوَجْدِ فِي كَبِدِي | |
|
| وَغادَرَ الدَّمْعَ فَوْقَ الخَدِّ مُنْسَكِبا |
|
نَفْسِي الفِداءُ لِمَنْ طالَبْتُها صِلَةً | |
|
| مِنْها فَقالَتْ أَلا ذا مَطْلَبٌ صَعُبا |
|
طالَبْتُها قُبْلَةً أُطْفِي بِنَضْحَتِها | |
|
| ما شَبَّ مِنْ لاعِجِ الأَشْواقِ وَالْتَهَبا |
|
فَيا لَها غادَةً لَوْ أَنَّها وَعَدَتْ | |
|
| مِنْها وَلَوْ كانَ لِي مِيعادُها كَذِبا |
|
مِنَ الكَواعِبِ يَحْوِي الدُّرَّ مَبْسِمُها | |
|
| وَالطَّلْعَ وَالبابِلِيَّ العَذْبَ وَالضَّرَبا |
|
بَيْضاءُ فِي حُمْرَةٍ تَبْدُو مَحاسِنُها | |
|
| كَأَنَّها فِضَّةٌ قَدْ خالَطَتْ ذَهَبا |
|
خالَسْتُها نَظْرَةً مِنِّي وَقَدْ سَفَرَتْ | |
|
| بِالوَجْهِ فِي غَفْلَةِ الواشِينَ وَالرُّقَبا |
|
فاسْتَخْجَلَتْ وَانْزَوَتْ فِي البُرْدِ وَاحْتَجَبَتْ | |
|
| فَقُلْتُ بَدْرُ السَّما هذا قَدْ احْتَجَبا |
|
فَلاحَ إِذْ بَسَمتْ لِي كَشْرُها فَرَأَتْ | |
|
| عَيْنايَ فِي الثَّغْرِ سِمْطاً يَحْتَوِي حَبَبا |
|
ما لِي وَلِلنَّاسِ ما رَقُّوا وَما عَذَرُوا | |
|
| فِي حُبِّ مَنْ فِي هَواها صِرْتُ مُكْتَئِبا |
|
قالُوا أَلا ما لَهُ يا قَوْمُ ما ذُكِرَتْ | |
|
| لَهُ أُمَيْمَةُ إِلاّ حَنَّ وَانْتَحَبا |
|
وَما لَهُ لَمْ يَزَلْ فِي كُلِّ آوِنَةٍ | |
|
| يَهْذِي بِحُبِّ أُمَيْمٍ أَيْنَما ذَهَبا |
|
فَقُلْتُ ما بالُ سالٍ فِي تَغافُلِهِ | |
|
| يَلْحَى مُحِبّاً قَضَى فِي الحُبِّ ما وَجَبا |
|
لَوْلا هَواها لَما أَبْلَى الهَوَى جَسَدِي | |
|
| وَلا غَدَوْتُ لِوُرْقِ الأَيْكِ مُصْطَحِبا |
|
وَلا شَجَتْنِي رُسُومٌ مِنْ مَنازِلِها | |
|
| وَلا حَنَنْتُ إِلَى أَوْطانِها طَرَبا |
|
يا طالِبَ الرِّزْقِ وَالأَيَّامُ تَمْنَعُهُ | |
|
| فِيما يُحاوِلُهُ فِي كُلِّ ما طَلَبا |
|
بُشْراكَ لا تَأْسَ فِيما كانَ فاتَ وَطِبْ | |
|
| فِي العَيْشِ نَفْساً فَمِنْكَ الرِّزْقُ قَدْ قَرُبا |
|
هذِي مَرابِعُ بُهْلَى قَدْ أَنَخْتَ بِها | |
|
| فالْقِ العَصا وَاحْطُطَنَّ الكُورَ وَالقَتَبا |
|
وَاقْصِدْ فَلاحاً وَقَبِّلْ بُسْطَ مَجْلِسِهِ | |
|
| وَانْشِدْ بِمَفْخَرِهِ الأَشْعارَ وَالأَدَبا |
|
مُمَجَّدٌ فَيْضُ جَدْواهُ وَنائِلُهُ | |
|
| إِذا هَمَى مُسْتَهِلاًّ يَفْضَحُ السُّحُبا |
|
كالغَيثِ فِي الجُودِ يَوْمَ الجُودِ إنْ سَمَحَتْ | |
|
| كَفَّاهُ كاللَّيْثِ يَوْمَ الحَرْبِ إنْ وَثَبا |
|
لَم يَرْقَ فِيما ارْتَقَى مِنْ مَجْدِهِ رُتَباً | |
|
| إِلاَّ ارْتَقَى وَسَما مِنْ بَعْدِها رُتَبا |
|
يا سائلاً عَنْهُ هَلْ تَخْفَى عَلَى أَحَدٍ | |
|
| شَمْسُ النَّهارِ لَقَدْ ضَيَّقْتَ ما رَحُبا |
|
هذا ابْنُ نَبْهانَ ذا زاكِي المَفاخِرِ ذا | |
|
| ضَخْمُ الدَّسِيعَةِ ذا مَنْ للسَّماحِ صَبا |
|
ذا خَيْرُ مَنْ شَيَّدَ العَليا وَأَسْبَقُ مَنْ | |
|
| جارَى وَأَسْمَحُ مَنْ أَعْطَى وَمَنْ وَهَبا |
|
يا أيُّها المَلِكُ القَرْمُ الهُمامُ وَمَنْ | |
|
| فِي جَبْهَةِ الدَّهْرِ مِنْهُ الفَضْلُ قَدْ كُتِبا |
|
تَهْنا بِما نِلْتَ إنَّ اللهَ أَوْهَبَكَ ال | |
|
| مُلْكَ الشَّرِيفَ وَتاجَ الفَخْرِ وَالحَسَبا |
|
وَقَدْ حَباكَ بِمَجْدٍ سامِكٍ وَعُلاً | |
|
| وَعِزَّةً فِي سَماها تَنْطَحُ الشُّهُبا |
|