أَلا احْبُبْها وَباشِرْها هَبُوبا | |
|
| سَرَتْ وَالنَّجْمُ قَدْ طَلَبَ المَغِيبا |
|
وَباتَ بِها النَّسِيمُ الرَّطْبُ يُهْدِي | |
|
| لَنا مِنْ نَفْحِهِ الحَوْذانَ طِيبا |
|
وَأَطْيَبُ كُلِّ سارِيَةٍ لَنا ما | |
|
| سَرَتْ سَحَراً شَمالاً أَوْ جَنُوبا |
|
فَوا أَسَفاهُ لَوْ حَمَلَتْ سَلاماً | |
|
| لِكَيْما أَنْ تُبَلِّغَهُ الحَبِيبا |
|
وَتُخْبِرَهُ بِما لاقَيْتُ مِنْهُ | |
|
| عَشِيَّةَ نَحْنُ طارَحْنا الكَثِيبا |
|
عَشِيَّةَ ظَلْتُ فِي الأَطْلالِ أَبْكِي | |
|
| وَأَسْأَلُهُنَّ عَنْهُ فَلَنْ تُجِيبا |
|
أَنا المُضْنَى وَلَسْتُ أَرَى لِسَقْمِي | |
|
| سِوَى مَنْ كانَ أَسْقَمَنِي طَبِيبا |
|
وَما لِي قَطُّ غَيْرَ دَوايَ داءٌ | |
|
| أَلا فَتَأَمَّلُوا العَجَبَ العَجِيبا |
|
أَذُوبُ صَبابَةً وَجَوىً وَحَقٌّ | |
|
| لِمِثْلِي فِي الصَّبابَةِ أَنْ يَذُوبا |
|
إِذا عَذَلَ العَذُولُ فَما جَوابِي | |
|
| يَكُونُ لِعاذِلِي إِلاّ النَّحِيبا |
|
وَإِنْ سَجَعَتْ مُطَوَّقَةٌ وَناحَتْ | |
|
| عَلَى الأَفْنانِ كُنْتُ لَها مُجِيبا |
|
بَكَيْتُ جَوَىً وَقَدْ أَبْقَى بُكائِي | |
|
| عَلَى الخَدَّيْنِ مِنْ دَمْعِي نُدُوبا |
|
لَعَمْرِي إِنَّما لا غَمَّ إِلاَّ | |
|
| مُفارَقةُ الحَبِيبِ وَلا خُطُوبا |
|
لَعَمْرِي إِنَّ يَوْمَ فِراقِ سُعْدَى | |
|
| أَرَتْنِيهِ النَّوَى يَوْماً عَصِيبا |
|
غَدَتْ فِي الظَّاعِنِينَ وَظَلْتُ أَذْرِي | |
|
| عَلَى آثارِهِمْ دَمْعاً سَكُوبا |
|
بِنَفْسِي هَوْدَجاً فِي الظَّعْنِ مِنْهُمْ | |
|
| حَوَى تِلْكَ الخَبَرْنَجَةَ العَرُوبا |
|
غَدِيَّةَ غادَرَتْ جِسْمِي طَرِيحاً | |
|
| وَقَلْبِي خَلْفَ هَوْدَجِها جَنِيبا |
|
غَزالٌ لَيْسَ كالغِزْلانِ لكِنْ | |
|
| غَزالٌ إِنْ رَعَى يَرْعَى القُلُوبا |
|
بَدَتْ فِي حُسْنِها بَدْراً تَماماً | |
|
| وَماسَتْ فِي تَثَنِّيها قَضِيبا |
|
تُصِيبُ إِذا رَنَتْ نَبْلاً وَلَيْسَتْ | |
|
| تُصِيبُ نِبالُها إِلاَّ القُلُوبا |
|
إِذا غابَ الرَّقِيبُ رأَيْتُ مِنْها | |
|
| عَفافاً لا يَزالُ لَها رَقِيبا |
|
وَلا عَجَبٌ إِذا شَبَّبْتُ فِيها | |
|
| وَأَكْثَرْتُ التَّغَزُّلَ وَالنَّسِيبا |
|
فَقَبْلِي هامَ غَيْلانٌ بِمَيٍّ | |
|
| وَكانَ الحاذِقَ الفَطِنَ الأَرِيبا |
|
وَقَيْسُ بنُ المُلَوَّحِ صارَ قِدْماً | |
|
| سَلِيبَ العَقْلِ مِنْ لَيْلَى غَصِيبا |
|
وَقَدْ كانَ ابنُ عَجْلانٍ مُحِبًّا | |
|
| لِهِنْدٍ مُدْنَفاً لَهِفاً كَئِيبا |
|
أَتُوبُ عَنْ السُّلُوِّ وَلَسْتُ عَنْها | |
|
| مَدَى الأَيَّامِ أَطْمَعُ أَنْ أَتُوبا |
|
صَلِيبٌ كِدْتُ أَعْبُدُهُ فَأُدْعَى | |
|
| لِذلِكَ مُؤْمِناً عَبَدَ الصَّلِيبا |
|
وَشَمْسٌ لَمْ أَرَ أَبَداً مَداراً | |
|
| لَها إِلاَّ الهَوادِجَ وَالقَبِيبا |
|
إِذا ما حاوَلَتْ عَيْنايَ مِنْها | |
|
| طُلُوعاً حاوَلَتْ عَنِّي غُرُوبا |
|
فَتاةٌ كَمْ رَعَيْتُ بِها زَماناً | |
|
| غُثاء َاللَّهْوِ مُخْضَرًّا خَصِيبا |
|
لَيالِيَ رَوْنَقِي بَهِجٌ بَهِيٌّ | |
|
| وَغُصْنِي ماؤُهُ يَجْرِي رَطِيبا |
|
فَيا لَكَ ثُمَّ يا لَكَ مِنْ شَبابٍ | |
|
| تَقَضَّى مُذْ لَبِسْتُ بِهِ المَشِيبا |
|
وَأَضْحَى رَوْضُ لَهْوِي مُذْ تَوَلَّتْ | |
|
| بَشاشاتُ الصِّبا عَنِّي جَدِيبا |
|
وَمَنْ صَحِبَ الزَّمانَ لَقِيه كَلاًّ | |
|
| وَشَرَّ الأَصْحِباءِ لَهُ صَحِيبا |
|
إِذا ما طابَ طَعْماً بَعْدَ حِينٍ | |
|
| تأَبَّى بَعْدَ ذلِكَ أَنْ يَطِيبا |
|
وَما ذُو نُهْيَةٍ صافاهُ إِلاَّ | |
|
| رأَى فِي عَهْدِهِ شَكًّا مُرِيبا |
|
أَلا يا مُظْهِرَ الأَشْماتِ مَهْلاً | |
|
| بِنا وَخَفْ النَّوائِبَ أَنْ تَنُوبا |
|
إِذا نَعَبَ الغُرابُ بِسُوحِ قَوْمٍ | |
|
| فَسَوْفَ تَعِي بِساحَتِكَ النَّعِيبا |
|
وَإِنْ خَطْبٌ أَصابَ جَنابَ جارٍ | |
|
| تَأَمَّلْ كَوْنَ مَوْقِعِهِ قَرِيبا |
|
وَقائِلَةٍ وَخَوْفُ البَيْنِ مِنْها | |
|
| يُرَدِّدُ بَيْنَ أَضْلُعِها وَجِيبا |
|
وَقَدْ أَبْقَى الوَداعُ بِها وَبِي فِي | |
|
| مَحاجِرِنا لأَدْمُعِنا غُرُوبا |
|
إِلَى كَمْ تَقْطَعُ البَيْداءَ وَخْداً | |
|
| وَتَخْرُقُ مِنْ دَياجِيها جُيُوبا |
|
فَقُلْتُ لَها دَعِينِي أَرْتَمِي فِي | |
|
| مَهالِكِها وَأَخْتَبِرُ الغُيُوبا |
|
فَإِنْ يَكُ بَعْدُ حَبْلُ العُمْرِ مِنِّي | |
|
| طَوِيلاً أُبْتُ مَهْما أَنْ أَغِيبا |
|
وَإِنْ كانَتْ شَعُوبُ دَنَتْ فَلَيْسَتْ | |
|
| تَرُدُّ إِقامَتِي عَنِّي شَعُوبا |
|
يَؤُوبُ الغائِبُونَ وَكُلُّ خَلْقٍ | |
|
| إِلَى الأَجْداثِ سافَرَ لَنْ يَؤُوبا |
|
سَأَرْحَلُ كُلَّ خَيْطَفَةٍ إِلَى أَنْ | |
|
| تَشَكَّى طُولَ سَيْرِي وَالرُّكُوبا |
|
وَلَسْتُ مُقَصِّراً فِي العَزْمِ حَتَّى | |
|
| أَزُورَ السَّيِّدَ المَلِكَ الحَبِيبا |
|
وَأَمْدَحَهُ بِما فِيهِ فَإِنِّي | |
|
| رَأَيْتُ المَدْحَ فِيهِ لَنْ يَرِيبا |
|
سُلالَةُ حافِظٍ كَهْلانُ مُرْدِي | |
|
| فَوارِسَها إِذا اشْتَمَلَ الحُرُوبا |
|
إِذا اشْتَبَكَ القَنا وَانْدَقَّ بَيْنَ ال | |
|
| ضُّلُوعِ قَنا فَوارِسِها كُعُوبا |
|
رَمَى الأَعْدا بِبَحْرٍ مِنْ جُيُوشٍ | |
|
| طَمَا فِي البَرِّ زاخِرُهُ عَبِيبا |
|
وَحَسْبُكَ إِنْ لَقِيتَ لَقِيتَ قَرْماً | |
|
| كَمِيًّا لا أَلَفَّ وَلا هَيُوبا |
|
مَتَى تَسْأَلْهُ رِفْداً مِنْهُ تَسْأَلْ | |
|
| سَخِيَّ الكَفِّ بَذَّالاً وَهُوبا |
|
إِلَيْكَ أَبا المَعالِي كَمْ قَطَعْنا | |
|
| قِفاراً تُلْزِمُ السَّارِي لُغُوبا |
|
وَقَدْ أَهْدَيْتُ مِنْ أَدَبِي وَمَدْحِي | |
|
| بَضائِعَ تَمْنَحُ الأَدَبَ الأَدِيبا |
|
بَضائِعَ حِكْمَةٍ حَمَلَتْ ضَماناً | |
|
| لِهادِي نَظْمِها أَنْ لا يَخِيبا |
|
وَقَدْ قَصَّرْتُ مَدْحِي فِيكَ فاغْفِرْ | |
|
| لِعَبْدٍ ساءَ وَاقْتَرَفَ الذُّنُوبا |
|
رأَيْتُكَ مُحْسِناً فاتْمِمْ وَهَبْ لِي | |
|
| عَلَى الإِحْسانِ مِنْ عَفْوٍ نَصِيبا |
|
وَكَمْ مِنْ حاسِدٍ لِي فِيكَ دَبَّتْ | |
|
| عَقارِبُ كَيْدِهِ نَحْوِي دَبِيبا |
|
كَفَى كَمَداً حَسُودِي أَنْ يَرانِي | |
|
| أَكِيلاً للمُتَوَّجِ أَوْ شَرِيبا |
|
ظَلَمْتَ النَّفْسَ راحَتَها بِرأْيِي | |
|
| فَخِلْتُكَ مُخْطِئاً فِيهِ مُصِيبا |
|
وَما غادَرْتَ مِنْ أَعْداكَ إِلاَّ | |
|
| رَشِيقاً أَوْ طَعِيناً أَوْ ضَرِيبا |
|
وَهاكَ نَتِيجَةَ الأَفْكارِ بِكْراً | |
|
| عَرُوباً تُشْبِهُ البِكْرَ العَرُوبا |
|
فَلا فِيها سِنادُ وَلَيْسَ فِيها | |
|
| مِنَ التَّضْمِينِ ما يَطَأُ العُيُوبا |
|
وَتِلْكَ وَذِيلَةٌ بِالعَقْلِ فانْظُرْ | |
|
| تَجِدْ فِيها جَرِيراً أَوْ حَبِيبا |
|
أَتَتْكَ بِما سأَلْتَ عَلَى يَدَيْهِ | |
|
| تُرِيكَ بِلَفْظِها الشِّعْرَ الغَرِيبا |
|