نعيمٌ تقضّى مسرعاً في اِنقلابهِ |
تولّى ولم يسمح لنا باِلتفاتهِ |
نَعيم تملّيناه في غفلةٍ مضت |
بهِ وَقضى حكم الرّدى بفواتهِ |
فَمن لاِمرئ يا قوم أَصبحَ وارثاً |
مدى عمرهِ يعقوب في حسراتهِ |
يهيمُ بأرض المحلِ طوراً وتارةً |
يُباكي حمام الأيكِ في وكناتهِ |
تجلجل عيناه الدموع وقلبُه |
يُقاسي عذاب الحزن في وقداتهِ |
فَمن لائمي إِن زرت قبراً تفجّرت |
شؤوني لمن قد حَلّ في ظلماتهِ |
أَطوفُ به وجداً وألثمُ تربهُ |
لأحظى جَزيل الفضل من بركاتهِ |
أَتاني زماني كلّ ما كان خافيا |
وَأَسمعني ما قال من كلماتهِ |
وَأَنهلني من بؤسهِ وأعلّني |
بكأسِ أجاج بعد كأس فراتهِ |
فَرعياً لأيّام بها كنت مسعداً |
بعيش سعيد منعماً بحياتهِ |
وَلَم أنسهُ يومَ الوداع ومدمعي |
يظلّ ملثّ الدمع في وجناتهِ |
وَأَسمعه يوماً وقلبي كأنّه |
تقلّبهُ في الجمر أيدي طهاتهِ |
وَكانَ إِذا ما لاح لي خلتُ أَنّه |
هلالُ تمامٍ لاحَ في درجاتهِ |
أَريب يرى ماء الحياءِ ممازجاً |
بماء الشباب الغضّ في قسماتهِ |
إِذا غضّ دست وهو فيه تحيّرت |
بصائر أهليه لتكييف ذاتهِ |
وَيُسعدهم منه طلاقة وجههِ |
وَحُسن أَياديه ورسب حصاتهِ |
وَلَو لَم يكن غالي المحلّ لما بكت |
عَليه بواكي الجنّ قبل مماتهِ |
وَليلة أركى جاءني هاتفٌ وقد |
تَجلّى ضياء الصبح في بهواتهِ |
وَقال إلهُ العرشِ يوصيك آمراً |
بِحُسن الغرافات عمل بما في وصاتهِ |
فَأصبحت ملهوفَ الحشا مشفقاً |
فؤادي يذوب الصخرُ من حرقاتهِ |
وقلت ما هذا العزاءُ وما الّذي |
سَيجري بهذا الدهر في نكباتهِ |
إِلى أَن جرى هذا وهذا الّذي أنا |
أحاذرُ قبل اليوم من رهفاتهِ |