دَعاهُ يَعُـجْ فِي حُـبِّهِ لِمَعاجِهِ |
وَيَرْكَبْ إِلَى الأَهْواءِ رأْسَ هَجاجِهِ |
فـإِنْ أَنْتُـما قَـوَّمْتُماهُ عَنافَةً |
تَزايَدَ وَجْـداً وَانْثَنَى فِي اعْوِجاجِهِ |
فَعِلَّتُهُ لَـوْ أَنَّ عِيسى بنَ مَرْيمٍ |
يُـعالِجُـها لَـمْ يَشْفِـها بِـعِلاجِهِ |
كَئِيبٌ دَعاهُ الحُبُّ حَتَّى أَجابَهُ |
سَرِيعاً وَفِـي إِتْباعِهِ لَـمْ يُـداجِهِ |
يَنُـوحُ عَلَى الدُّنيا وَيُبْـدِي تَأَسُّـفاً |
عَلَى أَنَّهُ لَـوْ يَقْتَضِي بَعْضَ حاجِهِ |
تَمادَى لَجاجاً فِي الغَـرامِ وَما صَحا |
وَما مَلَّ فِي الأَشْواقِ طُـولَ لَجاجِهِ |
وَأَدْلَى إِلَـى مـاءِ الأَحِـبَّةِ دَلْـوَهُ |
فَجاءَتْهُ مِـنْ سَيْـلِ الرَّجا بِخِداجِهِ |
أَعاذِلَةٌ مَهْلاً ( لَقَدْ ) شارَفَ الرَّدَى |
وَفاجا مِنَ الأَسْـقامِ ما لَـمْ تُـفاجِهِ |
وَسِرْبِ نِعاجٍ خَصَّنِي مِـنْهُ أَلْعَسٌ |
بِأَسْهُـمِهِ فِي الـرَّمْيِ دُونَ نِـعاجِهِ |
تَناجَتْ قُلُوبٌ بَيْـنَنا وَخَـواطِرٌ |
بِأَهْـوائِنا سِـرًّا وَإِنْ لَـمْ أُنـاجِـهِ |
حَكَى الغُصْنَ غُصْنَ البَانِ هَزَّ قَوامَهُ |
نَسِـيمُ الصَّبا فِي مَـرِّهِ وَانْدِراجِهِ |
يُقِـلُّ قَـضِيباً فِـي كَـثِيبٍ أَقامَـهُ |
مِنَ السَّاقِ ما لَمْ يَنْقَصِدْ فِي انْدِماجِهِ |
وَيُسْفِرُ عَنْ وَجْـهٍ يُـبَرْقِعُهُ الحَـيا |
حَكَى الصُّبْـحَ فِي إِسْفارِهِ وَانْبِلاجِهِ |
يُشـابِهُ مِـنْهُ ثَـدْيُهُ حُـقَّ عَاجِـهِ |
بَياضاً وَيَـحْكِي كَفُّهُ مِشْـطَ عَاجِهِ |
دَخَلْتُ عَلَيهِ بَعْدَما اسْتَعْذَبَ الكَـرَى |
وَأَرْتَـجَ هُـدْواً بَـيْتَـهُ بِـرِتاجِهِ |
فَضاءَ لَنـا نُورَانِ نُـورٌ لِوَجْـهِهِ |
مُـضِيءٌ وَنُـورٌ مِنْ ضِياءِ سِراجِهِ |
وَأَقْبَـلَ نَـحْوِي وَالسُّرُورُ يَهُـزُّهُ |
لِفَـرْحَتِهِ عِنْـدَ اللِّقـا وَابْتِهاجِهِ |
فَعاطَيْتُـهُ مُسْتَرْقِصَ الراحِ صافِياً |
إِذا شُـجَّ أَبْـدَى نُورَهُ بِانْشِجاجِهِ |
[ ثَوَى حِجَجاً فِي الدَّنِّ حَتَّى أَتَى لَهُ |
بِأَوْطَفَ مِنْ وُطْـفِ النِّجا لِمِزاجِهِ ] |
إِذا صَبَّ مِنْهُ فِي الزُّجاجِ مُشَعْشَعاً |
تَشَعْشَعَ نُـوراً مِـنْ وَراءِ زُجاجِهِ |
يُمازِجُ كأْسَ الخَمْرِ لِـي بِرُضابِهِ |
فَـيَعْذُبُ لِي فِي خَـلْطِهِ وامْتِزاجِهِ |
إِذا الْتَعَجَ التَّبْـرِيحُ قَـبَّلْتُ خَـدَّهُ |
وَأَطْفَـأْتُ بِالتَّقْبِيلِ حَـرَّ الْتِـعاجِهِ |
وَلَمَّا بَدَا وَجْهُ الصَّباحِ لَنا وَقَدْ |
تَقَضَّى دُجاهُ مُسْرِعاً فِي انْزِعاجِهِ |
أَخَذْتُ بِصُدْغَيْ رأْسِهِ مُتَوَدِّعاً |
بِلَثْـمِ ثَنـاياهُ وَرَشْـفِ مُـجاجِهِ |
فَأَنْهَلَنِي مِـنْ ثَـغْرِهِ بِـفُراتِهِ |
وَأَمْـطَرْتُهُ مِـنْ مَدْمَعِي بِأُجـاجِهِ |
لَعَمْرُ أَبِي لَوْلا عَـرارٌ وَسَعْيُهُ |
لَما انْـسَدَّ سَدُّ المَجْدِ بَعْـدَ انْفِراجِهِ |
مَلِـيكٌ إِذا ما حَطَّ عَـنْهُ لِثامَهُ |
تَلَـثَّمَ مِـنْ نَسْـجِ الوَغَى بِـعَجاجِهِ |
لَهُ مِـنْ مَعالِيهِ لِـواءٌ وَحُجَّةٌ |
تُـؤَيِّـدُهُ فِـي قَـوْلِهِ وَاحْتِـجاجِهِ |
[ يُسالِمُهُ الجَبَّارُ قَـسْراً وَلَمْ يَزَلْ |
يُؤَدِّي لَـهُ ما شاءَهُ مِـنْ خَراجِهِ ] |
سَـرَى فِي أَقالِيمِ البِـلادِ مُواصِلاً |
لأَعْـدائِـهِ تَـهْـجِيـرَهُ بِادِّلاجِـهِ |
وَقـادَ إِلَيْهِمْ كُلَّ جَيْـشٍ عَـرَمْرَمٍ |
يَـهِيمُ بِهِـمْ ضاقَتْ بُـطُونُ فِجاجِهِ |
[ فَصَبَّحَهُمْ شَعْـواءَ حَتَّى أَراهُـمُ |
بِها هَوْلَ يَوْمِ البَعْثِ يَوْمَ هِياجِهِ ] |
وَقَدْ ضَجَّ نَصْلُ السَّيْفِ فِي جَبَهاتِهِمْ |
فَلَجُّوا ضَجاجاً مِنْ مُلِجِّ ضَجاجِهِ |
وَكادَتْ نُجُومُ الحَقِّ تَسْبِقُ بِيـضَهُ |
عَلَيْهِـمْ إِذا أَوْمَـا لَها بِحِـجاجِهِ |
[ لَعَمْرِي لَقَدْ ضَلُّوا عُقُولاً بِزَعْمِهِمْ |
بِأَنْ يَفْرِسَ البازِي فِراخُ دَجاجِهِ ] |
أَمُلْبِسَ ثَـوْبِ الذُّلِّ أَعْـداءَهُ وَمَنْ |
غَـدا العِزُّ مَـعْصُوباً بِدُرَّةِ تاجِهِ |
[ بِكَ ابْتَهَجَ المُلْكُ الشَّرِيفُ فَأَشْرَقَتْ |
ضِياءً وَنُـوراً أَرْضُـهُ بِابْتِهاجِهِ ] |
تُخَجِّلُ مِنْ جَدْواكَ مُـزْنَ الحَيا وَإِنْ |
تَبَـعَّجَ وَانْهَـلَّ الحَـيا بِانْبِـعاجِهِ |
وَهاكَ نِتـاجَ الفِكْرِ مِنْ ذِهْنِ حاذِقٍ |
فَصِيحٍ فَخُذْ ما قَـدْ أَتَى مِـنْ نِتاجِهِ |
[ أَتاكَ وَقَـدْ صَفَّـاهُ قالَبُ فِـكْرِهِ |
بِخالِصِهِ مِـنْ بَعْدِ حَذْفِ رَجاجِهِ ] |
بَصِيرٌ بِعُنْـوانِ القَرِيضِ وَنَـهْجِهِ |
يُـخَلِّصُ مِنْهُ مَحْضَهُ مِنْ سَجاجِهِ |
حَلِيمٌ وَلَـوْ هاجاهُ مِنْ رَسْبِ حِلْمِهِ |
مُهاجٍ لَهُ فِي عَصْرِهِ لَـمْ يُـهاجِهِ |
رَأَى مِنْكَ بَحْراً يَقْذِفُ الدُّرَّ فَاكْتَفَى |
بِتَـيَّارِهِ عَـنْ قَـعْـوِهِ وَعِـناجِهِ |