سَفَرَتْ فَكادَ تَأَلُّقُ الأَنْوارِ | |
|
| يا صاحِ يَذْهَبُ مِنْكَ بِالأَبْصارِ |
|
وَتَخَطَّرَتْ فِي بُرْدِ رَيْعانِ الصِّبا | |
|
| بِقَوامِها المُتَمايِلِ الخَطَّارِ |
|
وَرَنَتْ مُخالَسَةً إِلَيَّ بِلَحْظِها | |
|
| فَحَسَسْتُ فِي الأَحْشاءِ لَذْعَةَ نارِ |
|
ما كُنْتُ قِدْماً قَبْلَ رُؤْيَةِ وَجْهِها | |
|
| أَبْصَرْتُ شَمْساً لُفِّعَتْ بِخِمارِ |
|
شَمْسٌ بَدَتْ مِنْ فَوْقِ غُصْنٍ ماسَ فِي | |
|
| حِقْفٍ مِنَ الأَحْقافِ حَشْوِ إِزارِ |
|
وَكأَنَّ رِيقَتَها غَدِيرُ غَمامَةٍ | |
|
| شِيبَتْ مَشارِبُهُ بِمَزْجِ عُقارِ |
|
فالخَدُّ مِثْلُ الوَرْدِ صافِي اللَّوْنِ فِي | |
|
| صَفَحاتِهِ ماءُ النَّضارَةِ جارِ |
|
يَحْكِي رِياضَ الوَرْدِ فالنَّفَحاتُ كال | |
|
| نَّفَحاتِ وَالأَزْهارُ كالأَزْهارِ |
|
رِيمٌ مِنَ الآرامِ بَلْ صَنَمٌ مِنَ ال | |
|
| أَصْنامِ بَلْ قَمَرٌ مِنَ الأَقْمارِ |
|
مَنْ لائِمِي إِنْ بِعْتُ رُوحِي فِي الهَوَى | |
|
| قَطْعاً إِليْها لَيْسَ بَيْعَ خِيارِ |
|
كَيْفَ التَّسَلِّي عَنْ هَواها بَعْدَما | |
|
| قَدْ صارَ سِرِّي عِنْدَها وَجَهارِي |
|
أَنا لَمْ أَزَلْ بِالنَّفْسِ فِي حُبِّي لَها | |
|
| أَبَداً أُبايِعُ فِي الهَوَى وَأُشارِي |
|
وَبَهِيجَةٍ غَنَّاءَ رَفَّهَها الحَيا | |
|
| بِالواكِفِ المُتَساجِلِ المِدْرارِ |
|
ما بَيْنَ غادٍ يَسْتَهِلُّ وَرايِحٍ | |
|
| يَهْمِي بِشُؤْبُوبِ الرَّذاذِ وَسارِ |
|
حَتَّى إِذا ما الجَوُّ أَصْبَحَ صافِياً | |
|
| مِنْ بَعْدِ طُولِ إِقامَةِ الأَمْطارِ |
|
أَضْحَتْ تَرُوقُ بِلُؤْلُؤِ الأَنْداءِ مَعْ | |
|
| زَهْرِ الكِمامِ وَخُضْرَةِ الأَشْجارِ |
|
أَبْصَرْتُها فَحَسِبْتُها أَبْدَتْ لَنا | |
|
| عَنْ لُؤْلُؤٍ أَو فِضَّةٍ وَنُضارِ |
|
وَعَرارُها فِيهايَفُوحُ كأَنَّهُ | |
|
| أَخْلاقُ مَحْمُودِ الخَلاقِ عَرارِ |
|
صَمَدٌ بَراهُ اللهُ مِنْ شَرَفٍ وَمِنْ | |
|
| كَرَمٍ وَمِنْ جُودٍ مَعاً وَفَخارِ |
|
كاسٍ مِنَ الحَمْدِ الجَزِيلِ وَإِنَّهُ | |
|
| فِي النَّاسِ عارٍ مِنْ لِباسِ العارِ |
|
فِي تاجِهِ قَمَرٌ وَباطِنُ كَفِّهِ | |
|
| بَحْرٌ وَبَطْنُ الدِّرْعِ لَيْثٌ ضارِ |
|
لَمْ تَجْرِ فِي القِرْطاسِ أَقْلامٌ لَهُ | |
|
| إِلاَّ عَلَى قَدَرٍ مِنَ الأَقْدارِ |
|
وَتُطِيعُهُ الأَيَّامُ وَالأَفْلاكُ فِي | |
|
| ما يَبْتَغِيهِ وَالقَضاءُ الجارِي |
|
مَلِكٌ يُدَبِّرُ حُكْمَهُ فِي مُلْكِهِ | |
|
| مِنْ بابِ قَلْهاتٍ إِلَى جِلْفارِ |
|
ما إِنْ تَجَلَّى لِلمُلُوكِ بِمَجْلِسٍ | |
|
| إِلاّ وَكانُوا خُشَّعَ الأَبْصارِ |
|
وَيَكُرُّ فِي رَهْجِ الخَمِيسِ كَأَنَّهُ | |
|
| ضِرْغامُ بِيشَةَ ناشِبَ الأَظْفارِ |
|
ما قابَلَتْهُ الخَيْلُ مِنْ أَعْدائِهِ | |
|
| إِلاَّ وَقَدْ نَكَصَتْ عَلَى الأَدْبارِ |
|
وَتَراهُ يَخْطِفُ بِالكُماةِ إِذا ابْتَرَى | |
|
| فِي ظَهْرِ أَجْرَدَ مُشْرِفِ الأَقْطارِ |
|
يا خَيْرَ مَنْ غَنَّتْ بِسَجْعِ مَدِيحِهِ ال | |
|
| رُّكْبانُ فِي الأَنْجادِ وَالأَغْوارِ |
|
أَنْتَ الوَحِيدُ وَحِيدُ عَصْرِكَ لَمْ يَكُنْ | |
|
| لَكَ مِنْ مُحاذٍ فِي العُلا وَمُجارِ |
|
جارَيْتَ أَرْبابَ المَفاخِرِ وَالعُلا | |
|
| فَسَبَقْتَهُمْ فِي حَلْبَةِ المِضْمارِ |
|
وَحَرَزْتَ مِنْ كَسْبِ الثَّنا ما لَمْ يَكُنْ | |
|
| إِكْسِيرُهُ يُحْذَى عَلَى مِقْدارِ |
|